23 ديسمبر، 2024 7:16 م

هل كان وما زال الشاعر ” فارس عدنان ” ينتصر لروحه الوطنية ؟

هل كان وما زال الشاعر ” فارس عدنان ” ينتصر لروحه الوطنية ؟

نموذجاَ “مظلًة من كلمات ”
لا نغالي إذا قلنا أن الإحساس العميق لدى الشاعر المغترب الهارب من ظلم الدكتاتورية أبان فترة عام 1991 الى الولايات المتحدة الأمريكية والتي دخلها تحديداً عام 1992 ،هي نتاج الوجدان والفكر لأن  ثقافته الماركسية هي التي ضمنت عنصر الدقة وتنسيقها للخواطر والصور التي أراد لها أن تخرج هكذا ،  ويبدو ” عدنان ” المغادر لوطنه مكرهاً لم يصبهُ الإحباط من هذا الوطن المثًقل بالحروب والديكتوريات بل ظل متمسكاً به ،ولم يعش  خارج الزمن وهو يعاني من فرطه وتولعه بحب هذا الوطن ،بل ذهب إلى الحياة التي توقظ إحساسه بالوقت الذي أصبح ثقيلاً لما يحمله في ذاكرته التي أشتعلت فيها النيران العاجلة من جراء ما وقع علينا وعلى بلاده التي أحبها ،
 اللَيلَكُ
الذي كان أرجوانياً
قبل وصول الحرب
إلى بيتي
ينام بهدوء

اللحظة ِ
قرب أطنان من عظام
في مقبرة كبيرة
بحجم بلادي …
يقال أن شعر المناسبات لا يدخل في نطاق التجربة لأنه ينظم بغير إحساس ويقف عند الأوصاف الحسية فهو شعر يفتقد إلى الصدق الشعوري ،فنجد ” فارس ”  إنطلق على مايبدو ضمن الإنفتاح التدريجي والمتزايد عبر رحلة طويلة في عالمه المتوتر بحبه إلى بلده الذي يشغله بالحنين والمتشبع ببروز الأنا الذاتي بالممزوج    صوب القارئ بأسئلة شعرية تصافح مفردات العصر الذي نعيشه  والذي ينطلق منه  بلغة شعرية خالية من التعقيد وفيها أفق التجديد الذي نجده في معظم قصائده والتي بدأت ملامحها تقترب من واقعنا الحالي وبالتالي هو يقدم صورا ً تعكس مدى إرتباطه بموضوعه الذي يحمله في قلبه وعقله بشعرية تتلاقح مع فكرة القصيدة   
بنادق
بنادق أكثر من جيش
تبدأ يومي بلا أكتراث
وتنهيه
أشجار أليفة
نامت مكًرهةً
على سرير أكثر من حرب
تلملم بقاياها ص53
الجدير بالذكر أن الشاعر ساهم في أنطولوجيا الشعر العراقي بالاسبانية ” لعنة جلجامش ” في عام 2005 ، وربما نحن لم نتوصل بعدُ في هذه المجموعة ” مظًلة من كلمات ” الصادرة عن دار الفارابي -بيروت -لبنان وهي من القطع المتوسط ، بألابعاد والدلالات بالرغم من براعة اللغة وألق الصورة وجودة التركيب ،وفي تقديري أجد هذا الديوان هو محركي الجديد في خلق فضاء مسرحي اشعلني وأدخلني في صومعتي المسرحية التي هربت منها تبعاً للظروف التي نعيشها في الولايات المتحدة الامريكية
قبل عشرين عاماً
دون إذن مني
ليتركني
رقماً بارداً
في دفاترِ الحكومة ص72