27 ديسمبر، 2024 3:27 م

هل كان هذا ضروريا يا أسامة النجيفي ويا نوري المالكي ؟

هل كان هذا ضروريا يا أسامة النجيفي ويا نوري المالكي ؟

صفعة قاصمة وجهتها المرجعية العليا في النجف الأشرف لقانون التقاعد العام سيئ الذكر , يوم أمس الجمعة في بيانها الذي جاء حاسما وفي الوقت المناسب , وبكل تأكيد بعد هذا البيان الحاسم , فإنّ رئيس الجمهورية بالوكالة خضير الخزاعي سيرفض التصديق على هذا القانون وسيعيده لمجلس النوّاب صاغرا وليس محبة بالشعب ونزولا عند مطالبه العادلة , فهذه الحكومة وهذا البرلمان قد أثبتا للقاصي والداني أنّهم مجموعة من اللصوص المحترفين الذين تسلقوا السلطة في غفلة من الزمن على أكتاف أبناء هذا الشعب ومعاناته , فهذه الكابينة اللصوصية لا همّ لها سوى النهب والسلب وتحقيق المنافع والمكاسب الخاصة بها , تاركة فقراء الشعب يغرقون في ضيمهم وبؤسهم وفقرهم , وفقدانهم للأمن على حياتهم , والمصيبة فإنّ الجميع قد تبرأ من المادة 38 التي كرّست هذه اللصوصية في هذا القانون , والجميع يعلن رفضه لها والجميع يوعد الشعب بإسقاطها في المحكمة الاتحادية العليا , في مزايدات رخيصة لا تنمّ إلا عن الجوهر الحقيقي لهذه الكابينة اللصوصية , فإذا كنتم أشرافا ووطنيين فلماذا صوّتم بنعم عليها ؟ .

وعودة لسؤالنا هل كان هذا ضروريا يا أسامة النجيفي ويا نوري المالكي ؟ , ومن هي الجهة التي فرضت هذه المادة ودّستها في هذا القانون الذي طال انتظاره من قبل الشعب ؟ ولماذا كل هذا التمييز والامتيازات لهذه الكابينة السياسية الحاكمة من دون باقي ابناء الشعب العراقي ؟ فهل فرّق الدستور العراقي في الحقوق بين عراقي وعراقي آخر ؟ تريدون من الفقير أن يكون زاهدا ويقبل بشظف العيش وأنتم تتمتعون بكل هذه الامتيازات الخرافية ؟ فهل هذه هي عدالة عمر الفاروق يا أسامة النجيفي ؟ أم عدالة علي الذي ساوى بين عطائه وعطاء خادمه قنبر يا نوري المالكي ؟ والسؤال الأهم ألا تعرف الكتل السياسية التي وقفت وراء دّس هذه المادة بأنّ تشريعها لهذه المادة  سيثير غضب الشارع العراقي والمرجعيات الدينية عامة ؟ أم أنّ الذين يقفون وراء دّس هذه المادة يتصورون إنّ الشعب غافل ونائم ؟ وهل كان هذا ضروريا في هذا الوقت الحسّاس ونحن على أعتاب انتخابات نيابية قريبة ؟ فهل ستتوقعون أنّ الشعب سيكافئكم على فعلتكم هذه ويعيد انتخابكم من جديد ؟ أين هم مستشاروكم الفطاحل يا رئيس مجلس النوّاب ويا رئيس مجلس الوزراء ؟ ولماذا لم يخبروكم أنّ تشريع هذه الامتيازات الخرافية للطبقة السياسية الحاكمة سيؤدي إلى اندلاع غضب جمايري عارم ؟ أين هو فنّكم في إدارة الممكن أيها السياسيون الفطاحل ؟ .

كنت أتمنى أن يكون الجميع بشجاعة نوّاب التحالف الكردستاني الذين كانوا ولا زالوا على موقفهم الثابت المطالب بهذه الامتيازات والمنافع , فهم لم يخجلوا من المطالبة بها , فهم ينطلقون من مبدأ ( شعرة من جلد كلب ) , لكنّ المعيب والمخجل للذي صوّت بنعم لصالح هذه المادة ويخرج للإعلام مستنكرا تشريعها ومطالبا بإلغائها , وأخص بالذكر ائتلاف دولة القانون وكتلة المواطن وكتلة الأحرار , فليس على القائمة العراقية والتحالف الكردستاني من عيب فهؤلاء موقفهم واضح منذ البداية بضرورة سرقة أكبر ما يمكن سرقته من الشعب .

كلمة أخيرة موجهة مني أنا العبد الفقير أياد السماوي إلى دولة رئيس الوزراء نوري المالكي , مستشاروك وطاقمك السياسي يا دولة الرئيس قد أثبتوا وبأكثر من مناسبة أنّهم أميّون في عالم السياسة ولا يتمتعون بأدنى قدر من بعد النظر من كبيرهم وحتى صغيرهم , استبدلهم جميعا يا نوري المالكي قبل فوات الأوان وعض أصابع الندم .