قبل الدخول في متن الموضوع أحببت أن أوضح لبعض الإخوة والأخوات إني لا اطعن بأي إنسان فكيف أطعن بخاتم الأنبياء وغيره من الصحابة وأهل البيت ولكن أحاول من خلال هذه الاسئلة وبعض الاجابات التي أجدها منطقية أو لنقول إنها اجابات يكون فيها الجواب قاطعا حتى نصل معا إلى بر اليقين المطلق والمفقود من عقول الكثير من المسلمين ، كما إني أبحث عن عنوان في ثناياه نجد الجواب مسبقا وعلى سبيل المثال عنوان اليوم يدل بطريقة سلسلة إن الإمام كان قمة في الشجاعة ولكن في حالة واحدة وهي التي سوف نكتب عنها وبنفس الوقت سنجد أن بعض جهلاء الشيعة ومن خلال اعتقادهم بالوهم يتجاوزون بطريقة غير مباشرة على الإمام دون أن يعلم أحدا منهم إن تأييد فكرة ( كسر ضلع الزهرة ) هو تأييد منطقي لعدم شجاعة الامام .
يقولون وهذا الكلام لأغلب الشيعة أن الخليفة الثاني كسر ضلع سيدة نساء العالم أم الحسنين وهذه الفكرة لها حيز كبير في أدبيات شيعة العراق وقبلهم شيعة إيران وهذه الفكرة تعتبر من نقاط الخلاف بين المذهبين ، فالشيعة يؤيدون هذه الفكرة وأهل السنه يرفضون رفضا قاطعا لهذه الفكرة ، وهنا وجب علينا أن نفكر بمنطق وعقل واعٍ ونترك قول هذا المرجع الشيعي ورأي ذاك الشيخ السني لأن قول هذا المرجع أو ذاك الشيخ لا يدخل في حجرة الصدق المطلق كما هو كتاب الله ( القرآن ) جل وعلا وكل قول أو فكرة أو نص خارج حدود سطور دستور الإسلام يبيح لنا فيه المجادلة والسجال دون أن نفقد للود قضية .
قول علماء الشيعة في هذه المسألة هو أن الخليفة الثاني اقتحم بيت الإمام علي وهذا الاقتحام ادى بقصد كسر ضلع الزهرة واسقاط الجنين الذي كان ذكرا كما يقولون وهذه الحادثة هي السبب المباشر في وفاة السيدة ( استشهادها ) .
نحن نعرف أن السيدة فاطمة الزهراء توفيت بعد الرسول بستة شهور وهنالك رأي يقول أن وفاتها كان بعد وفاة الرسول بخمسة وتسعين يوما ( وهو من بشرها باللقاء القريب في الجنة ) يعني أن خليفة المسلمين كان أبو بكر الصديق وليس عمر بن الخطاب كما أننا نعلم إن فترة خلافة أبو بكر الصديق استمرت بحدود عامين ونيف بعد وفاة الرسول الأعظم ، ثم كيف يجرؤ عمر بن الخطاب على هذا التصرف وهل يعقل أن يتصرف هذا الشجاع هذا التصرف الأهوج مع امرأة هي كريمة الرسول وزوجة الشجاع علي بن أبي طالب ، لو تجردنا من المشاعر وتكلمنا بطريقة ايجاد المسوغات لهذه الفكرة حتى نكتشف هل هنالك مسوغات ومسلمات لهذه التصرف أم أن الفكرة هي لا وجود لها إلا في العقول الواهمة والراكضة بغباء خلف أقوال المتخلفين من رجال الدين الجهلاء والحاقدين على هذا الدين .
دعونا نبحث عن مسوغات تجعلنا نؤمن نحن المسلمون ( سنة وشيعة ) بقول علماء الشيعة ونقول لابد هنالك سبب جعل عمر بن الخطاب أن يتخذ هذا الموقف العدائي من امرأة ، فالمنطق يقول هنالك ثلاث أسباب فعلا لو تحقق احدهم لكانت الحادثة تدخل تحت جلباب الصراحة المطلقة . فالسبب الاول إن القصة كلها خرافية أختلقها أعداء الإسلام ولا يهمنا من هم سواءٍ كانوا يهود أو أعاجم يمقتون الدين الإسلامي وقوته الروحية في قلوب المسلمين ، السبب الثاني هو هل كان الإمام علي رجلا شجاعا إن كان فعلا لا يستطيع الدفاع عن زوجته وهي كريمة الرسول وهذا يعني إن كان الحدث صحيحا يتبين لنا بالمنطق إن الإمام علي رجلا جبانا بامتياز وهذه الفكرة خطأ لان الإمام كان من شجعان قريش وهو الفتى الذي نام في فراش الرسول لحظة هجرة الرسول إلى المدينة مع الصديق وله صولات وجولات في معارك كثيرة برز فيها بروزا مميزا واثبت شجاعة فائقة قل نظيرها فكيف لا يستطيع أن يدافع عن زوجته وبأي خانة يدخل الرجل الذي لا يدافع عن زوجته في حسابات رجل البادية الذي لا يهاب ساحات الوغى ، السبب الثالث هل السيدة الزهراء خرجت عن المألوف بحيث أن الإمام لا يستطيع رغم شجاعته أن يدافع عنها أمام الصحابة ، السبب الثاني والثالث لا يتناغم من ما نعرفه عن الإمام وام الحسنين فكيف نؤمن بالفكرة فعلا ، أما الحقيقية فنجدها في ثنايا وسطور السبب الأول ( قصة خرافية مفبركة ) فهذه الاسباب الثلاثة المنطقية هي كفيلة ببطلان هذه الوهم الذي يقول أن ضلع الزهراء كسر من قبل الخليفة الثاني ومن يؤمن بكسر الضلع عليه أن يعتقد بصدق أحد السببين الثاني أو الثالث .
إني ارى أن شيعة الإمام هم من قلل ويقلل قيمة الإمام دون قصد من خلال تمسكهم بهذه القصة الخرافية التي اثبتت للعالم أن أهل السنة هم المدافعون الحقيقيون عن الإمام علي وشجاعته وليس كما يشاع أن الولاء للإمام علي محصورا بشيعة الإمام وكلنا يعرف أن من خرج عن الإمام وحارب الإمام هم الخوارج وهم أقرب المقربين للإمام واليوم يحاول جهلاء المذهب الجعفري من ( رجال الدين المعممين) المدسوسين خلط الاوراق في حين أن أهل السنة هم المدافعون عن مكانة الإمام ومكانة أهل البيت أكثر من دفاع من يعتقدون إنهم شيعة الإمام .
صفوة السطور أن من يعتقد بهذه الفكرة عليه أن يعترف فعلا إن الإمام كان رجلا جبانا وإلا كيف لا يدافع هذا الشجاع عن زوجته وهي سيدة نساء العالمين ، على شيعة العراق تحديدا أن لا يكون أحدهم حطبا ووقودا لهلوسات رجال الدين الأعاجم لأنهم بالضد من الإسلام حتى وإن كان أحدهم معمما .
أما الردود التي سنقرأها بعد نشر هذه المقالة سوف لا ترقى لمستوى الرد المنطقي لان أغلبهم لا يفهم الرد المنطقي وحين يفقد بوصلة المنطق يلجأ إلى السب والشتم وهذه سمة الجهلاء ولكن ليعلم الكل أن أهل السنه هم من يدافع عن الإمام وعن أهل البيت وليس كما يشاع لأننا نعترف علنا بشجاعة الامام ولا نقلل من قيمة ذو الفقار بل إننا نعتبره الزاهد والفيلسوف والشجاع والبطل والمضحي والمدافع عن قيم هذه الدين الحنيف .