18 ديسمبر، 2024 3:11 م

هل كان الاعلام العراقي بمستوى الحدث ؟

هل كان الاعلام العراقي بمستوى الحدث ؟

لجعل المواطن العراقي – على كافة المستويات والاصعدة-  ذا دور مميز في عملية بناء العراق –وخاصة معركتنا المصيرية لدحر الارهاب – لا بد من إشعاره بما يجري وإطلاعه على صورة الواقع الميداني من خلال القنوات الاعلامية المختلفة التي تشكل حلقة ارتباط وتواصل بين المواطن وحكومته الوطنية، حيث ان الحالة تتطلب توفير قدر كبير من المعلومات الآنية الدقيقة الخالية من التهويل والتحريف والتي تدخل الاطمئنان الى نفوس الجماهير وتدفعها لتفاعل أكبر مع أجهزة الحكومة المعنية بإحلال الأمن وتطهير العراق من براثن الارهاب. وحتى لا تفقد الحكومة مصداقيتها أو تبدو مفككة المفاصل مرتبكة الخطط،وحتى لا تأخذ الاشاعات المغرضة مأخذ التخريب والتسلل لخداع البسطاء ، يجب الحرص على عدم تبني تهويل النجاحات واظهارها بغير حقيقتها، وكذلك الابتعاد عن عرض معلومات متناقضة تسهم في تشويش حقائق الواقع الميداني للأمور. ان الثورة الاعلامية التي شهدها العالم في السنين الأخيرة والمتمثلة بهذا الكم الهائل من الفضائيات المرتبطة بأقمار صناعية تغطي كرتنا الأرضية محولة العالم الى قرية صغيرة ملتقطة كل شاردة وواردة، متلقفة الأخبار والحوادث غثها وسمينها لتحيطها بهالة من التهويل عبر برامج وندوات وحوارات ولقاءات متواصلة معززة بأفلام وثائقية وتسجيلية وصور نادرة من أجل تحقيق المزيد من الاثارة وبث المراد ايصاله الى آخر بقعة في الأرض وأسماع وأبصار كل من عليها. وطبيعي ان مثل هذا النشاط المحموم المدروس لا بد ان يأخذ مكانه عند المتلقي ويلقي في روعه المزيد من التشكيك والتساؤلات مرة  , أو يزرع الرعب والخوف والقلق مرة اخرى!، او يسلمه لليأس والقنوط والانكفاء. وربما جذر في أعماقه ما يريده من مفاهيم وأوهام وما يبثه من سموم. ولذا برزت الحاجة الى استثمار الخبرة الاعلامية وتوظيفها في منحيين:
المنحى الأول، يتمثل في كيفية التصدي للاعلام المغرض وتفنيد أباطيله بنفس الأساليب التي يستخدمها ومقارعتها بسلاحها وفق معايير مهنية وحقائق دامغة مكثفة لاسقاط ذرائعه المفبركة في نظر المتابع المأخوذ بمفتريات وتهويل تلك الجهات.
 المنحى الثاني، اتخاذ المنبر الاعلامي رديفا وظهيرا في عملية البناء بكل مفاصلها السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، العمرانية والأمنية شريطة ان يستثمر الاعلام الحرفي الهادف البناء في خطاب موحد رصين يأخذ مساره الصحيح في عملية التغيير ويستقر في نفوس المتلقين كحقائق ملموسة وهذا يتطلب اعداد ملاكات ناشطة بمهنية عالية تكون بمستوى الحدث وعدالة القضية وعظم المسؤولية.