5 نوفمبر، 2024 1:42 م
Search
Close this search box.

هل قيام داعش هدم الاضرحة حرام ؟!

هل قيام داعش هدم الاضرحة حرام ؟!

باديء الامر اجد ضرورة توضيح انني لست عالم دين ولا حتى قريب من ذلك , فلا أدعي انني افتي هنا ولا اتحدث كأني رجل دين او باسمهم ولكن ساحاول ان افسر بعض ايات القران الكريم حسب اللغة العربية التي نزل بها وحسب مفهومنا لها .. وارجوا من علماء اللغة العربية والدين ان يصححوا اي خطأ لي يرد بهذه التفسيرات .

حثني اوتحداني احد الاخوة في مقال سابق ان أأتي بدليل على حرمة التبرك وزيارة الاضرحة والدعاء وطلب العون من اصحاب الاضرحة وطلب ادلة قرانية ..لذلك ظهر هذا المقال . لما كانت زيارة القبور قد حثنا عليها رسولنا الامين لغرض التذكير بالاخرة بما فيها من عذاب او سعادة فكيف يكون كفرا او شركا زيارة الاضرحةو الصالحين والتبرك بهم وطلب العون منهم.

لا ادعي اني قريب للكمال او ذنوبه قليلة حتى اكون الناصح البار فانا انسان احترم الذي يحترمني واكيل كيلين لمن يحاول الاقتصاص عن غير حق مني! . لكن احمد الله اني لا اشرك به .

اما الاضرحة فهي بناء مبني على قبر احد الاشخاص او بجانبه لغرض تخليد الميت !,فبقاء هذه الاضرحة من جيل الى اخر لا معنى له غير التخليد وظهر بناء هذه الاضرحة منذ زمن الفراعنة و الاشورين و في مدينة دلمون البحرينية بزمن السومريون وبسبب ايمانهم باحتمال ان يبعث من في القبور مرة اخرى فبنوا قبور مثل الغرف او فوقها ووضعوا فيها مقتنيات وحلي الشخص المدفون حتى يستخدمها عندما يعود للحياة! ثم اضمحلت هذه العادة لكن تأثر العرب المسلمون بحضارات وعادات الشعوب التي دخلت الاسلام من فرس وهندوس وغيرهم ممن كانوا يبنون اضرحة فوق قبور عظمائهم تخليدا لهم ولذكراهم ..وقد انجر المسلمين سنة وشيعة لهذه العادات وبنوا هذه الاضرحة او المساجد التي تحيط بقبر احد مشاهيرهم واصبحت مزارات واماكن لطلب العون والتبرك والتقرب الى الله بواسطتهم ! فتحولت زيارة القبور من تذكير بعذاب الاخرة الى الشرك بالله !.ولم أجد اي اثر لوجود ضريح وقت حياة النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال بما معناه خذو عني مناسككم . الا ان البعض يحتج في الاية -21 – التي وردت في سورة الكهف (وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وأن الساعة لا ريب فيها اذ يتنازعون بينهم امرهم فقالوا ابنوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا ۖ رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ ۚ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا ) , فأخذت هذا الجزء من تفسير محمد حسين الطباطبائي يقول فيه ( لكن السياق يؤيد المعنى الأول لأن ظاهره كون قول الموحدين: «لنتخذن عليهم مسجدا» ردا منهم لقول المشركين: «ابنوا عليهم بنيانا» إلخ» و القولان من الطائفتين إنما يتنافيان على المعنى الأول، و كذا قولهم: «ربهم أعلم بهم» و خاصة حيث قالوا: «ربهم» و لم يقولوا: ربنا أنسب بالمعنى الأول. وهذا اذا كان القائلين هم من المشركين لكني بحثت عن معنى لكلمة مسجد في اللغة العربية فوجدت انها المكان الذي يسجد فيه الانسان ولما كان المشركون يسجدون لاصنامهم فان ورود كلمة لنتخذن عليهم مسجدا لا تعني قولا واردا من الموحدين ثم اذا كان كذلك فان كلمة عليهم لا تعني فوقهم او على قبورهم بل يغلب عليها قول على مكانهم الذي وجدوا فيه في الكهف او قربه ولانهم كانوا احياء ويثبت ذلك تحاورهم في الذهاب للسوق .

ثم اني وجدت ابيات شعر منسوبة للامام علي كرم الله وجهه يقول فيها :

سلام على اهل القبور الدوارس ……. كأنهم لم يجلسوا في المجالس

ولم يشربوا من بارد الماء شربة ……. ولم يأكلوا من خير رطب ويابس

الا خبروني اين قبر ذليلكم ………….. وقبر العزيز الباذخ المتنافس والدوارس جمع دارس وهو: المندرس الذي ليس له أثر يعلو الأرض …لكن اسال هنا لو كل انسان بنى بناء فوق قبر اهله لما بقى لنا مكانا نسكن فيه نحن الاحياء !! اما العرب وقت الجاهلية فكنت تسألهم من ربك فيقول الله لكنه يعبد الاصنام لتقربه حسب معتقده لله فجاء القران الكريم ليبين ان الله اقرب من حبل الوريد ولا داعي للواسطة بين العبد والخالق بل حرم ان يكون وسيطا بينك وبين الله ووصفه بانه شرك .

المهم الان ان الاضرحة موجودة ويأتي اليها الناس لغرض التبرك بمن فيها وطلب النصرة والزيارة والدعاء فلننظر للايات القرانية ماذا تقول على من اتخذ الاموات اولياء من دون الله او ليقربوهم زلفى .. الاية رقم -5 -في سورة الاحقاف تقول وكل الايات نرددها ان شاء الله من بعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم : (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ) فالضلال هو عكس الهدى .. ويدعو من دون الله لها معنيين الاول يدعوا طرف اخر غير الله اي من دونه أي لا يدعوا الله ! .. او هو ادنى من الله سبحانه , والبشر قاطبة أكانوا بشرا عاديين او أئمة او مبشرين بالجنة او اصحاب كرامات او حتى انبياء فهم مخلوقات خلقها رب العالمين وهم المقصودون بادنى منه ولا يمكن ان نساويهم بالخالق سبحانه وتعالى ( من لا يستجيب لهم .. ) فهم اموات فكيف سيجيبون الدعاء .! ( .. ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۚ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ 13, إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ )14- فاطر .. اذن حدد هنا الدعاء ودعوة وطلب النصرة والاستجابة من البشر الاموات هو شرك بالله سبحانه عما يصفون .

الدعاء يعني العبادة ..فنحن نعلم ان الله هو الخالق وان بيده كل شيء وهو مالك الملك لذلك نحن ندعوه في صلاتنا ومناجاتنا وما دعائنا الا عبادة له وايمانا بانه الخالق الذي يعطي العبد السائل وهكذا فان من يدعوا اصحاب القبور فكأنما هو يعبدهم على اساس ان الملك بيدهم يعطون منه !.

الاية – 194 – الاعراف

( إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) نحن جميعا عباد الله بمن فيهم من هو موجود بهذه الاضرحة فهم ايضا عباد لله مثلنا ولا يملك العبد ان يعطي او يغير شي من غير امر الله فالملك لله الواحد الاحد .ويتحدى المولى هنا فيقول فليستجيبوا لكم ان كنتم صادقين ..!!

أو ان يكون العبد مشركا بالله اذ يجعل له انداد والشرك ايضا جزاءه النار والعياذ بالله ..انظر

للاية رقم – 3 – من سورة الزمر ( أَلَا

لِلَّهِ

الدِّينُ

الْخَالِصُ

وَالَّذِينَ

اتَّخَذُوا

مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا

نَعْبُدُهُمْ

إِلَّا

لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَىٰ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا

يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ

) المعنى واضح وهو من يتخذ غير الله وليا ويقول ليقربونا الى الله

زلفى هو كاذب كفار مصيره النار. وبالمناسبة فالبعض يردد عن جهل – لا ولي الا علي – وهذا كفر بالله وانكار ولايته والله يقول (اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ….) 257 البقرة . ثم الاية رقم 43 من سورة الزمر (أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ ۚ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ) . الاية – 106 – من سورة يونس ( و لا تدع من دون الله ما لا ينفعك و لا يضرك فان فعلت فانك اذا من الظالمين )

هنا نفس الحكاية فالدعاء هو العبادة فلا تعبد من اذا عبدته لا ينفعك او لم تعبده لا يضرك ..

ولننظر الى ماذا قال المولى في من يقول اننا وجدنا ابائنا يفعلون ذلك وانا متبعوهم حسب المثل الخاطيء الذي يقول (من تبع اباه فما ظلم ! ) .. فجاء في الايتين رقم 23 و24 تباعا من سورة الزخرف ( وَكَذَٰلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ 23, قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَىٰ مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ ۖ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ24 ) .. فاذن لا حجة لمن يقول انا على خطى والدي فتحذير رب العالمين واضح هنا . وان ذلك ليس بعذر و لا ياتي منه الشفاعة ثم ايضا لا ينفع من يقول اني اتبع السيد الفلاني او الامام الفلاني او اقلد هذا او ذاك ما دام هو على طريق الشرك الذي وضحناه والنهي والتوضيح جاء في الايات من 66 الى 68 تباعا من سورة الاحزاب (يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا 66, وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا 67 , رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ).

اذن و خلاصة لما اريد ان اقول : اذا جاء التهديد والوعيد والتحريم والمنع من الله سبحانه وتعالى عن التبرك ودعوة وعبادة من هم دون الله أي البشر وغيرهم فهذا يعني بل الاولى يفرض تحريم محاولة تمجيد غير الله وتخليد من في القبور بطريقة وضع بناء او ضريح فوقهم وجعلها مكان للزيارة وللشرك و مكان لجر وتشجيع الاخرين على فعل نفس الفعل الذي حرمه المولى لان من طبيعة البشر قولهم – حشر مع الجماعة عيد -.. فاذن وفق ما جاء من ايات قرانية فان هدم الاضرحة ليس حراما بل هو واجبا شرعيا ! .ولنعيد قراءة الايات السالفات هنا!

لكني اعود فاتدارك قولي هنا واعلن عدم موافقتي وتأييدي للطريقة التي قامت بها داعش في هدمها للاضرحة والمساجد المبنية فوق القبور وقد سبق وان وضحت ذلك في مقال سابق لانه لا يعير للتدرج الفرصة في تغيير الامور وان كانت سيئة كما انه حدث في وقت وطريقة لم يسبقها شرح وتفسير وتبرير لهذا العمل ذلك ان كثير من ابناء شعبنا لا يعلمون بحرمة هذه الاشياء بل على العكس يعتقدونها عملا صالحا . كما كان يفترض ان تؤلف مجموعة من علماء الدين سنة وشيعة وعلماء في الجيولوجيا لاننا نعلم ان دابة الارض لا تصل لاجساد الانبياء وربما الصالحين كذلك وتدمير تلك الاضرحة والمساجد فيه عدم اكتراث وربما اذية لهذه الاجساد رغم انها بلا روح فاذا كان الله في علاه منع دابة الارض من دود وغيرها من المساس بهذه الاجساد فاولى بالبشر ان لا يتجاوزوا وينحرفوا عن فعله تعالى .
ختاما
( وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ۚ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ) 36 يونس

أحدث المقالات

أحدث المقالات