23 ديسمبر، 2024 8:06 م

هل قناة الحرة حرّة !؟

هل قناة الحرة حرّة !؟

بكلِّ تأكيدٍ , وبكلّ تشديدٍ , وبتنديد , فإنَّ الإجابةَ هي : لا .. لا .. لا.لا  , وقد كانَ ينبغي عدم طرح هكذا عنوان بصيغةٍ تساؤليةٍ معروفةٍ اجابتها مسبقاً لولا التدنّي  الذي تبنّتهُ ادارة هذه القناة – مكتب العراق – في الإستخفاف واستفزاز الرأي العام العراقي والنظرة اليه بنظرة فوقية وكأنه رأيٌ عامٌ ساذج , بل انّ تمادي هذه القناة قد افقدها التوازن ممّا انتابها من ظنون بأنَّ متابعي الاخبار من جماهير الشعب قد انتخبوها بالتزكية كقِبلة ” بكسر القاف ” وحيدة للمشاهدة والإستماع .! وقبل ان نضرب امثلةً على ذلك وبضربٍ مُبرح ” من فوق الحزام ” , فمن المعروف على الصعيد العالمي انّ قناة الحرّة  هي قناةٌ موجّهه وتشرف عليها وزارة الخارجية الامريكية ويديروها خبراء متخصصون من المخابرات وعلم النفس الإعلامي وفنّ الدعاية السياسية وتخصصات اخرى بهدف التأثير على الرأي العام في كلّ بلد يكون للقناةِ فرع فيه – كقناة الحرة مصر , والحرة عراق و .. والخ من الدول  , كما يلاحظ جليّاً انّ توجّهات هذه القناة والتكتيك المستخدم فيها تتغير بتغيّر الحكومات والانظمة لتلك البلدان بما يتواءم ويتناغم مع المصالح الامريكية الستراتيجية بالطبع . وإذ لسنا هنا بصدد اجراء عملية جردٍ مؤرشفة لسلسلة المطبّات والأخطاء الاعلامية التي توقِع قناة الحرة – مكتب العراق – نفسها فيها فسنتناول هنا ونتعرّض لأحد الأخبار الحديثه التي جرت مؤخرا وكيفية التضليل الأعلامي التي مارستها هذه القناة , وقبل ان ندنو من حافّة الحدث فنقول :-  ” انّ كلّ جمعةٍ في بغداد يشهد شبه انعدامٍ كامل للحركة ومعظم المحلات والاسواق التجارية تغلق ابوابها وتخلد الناس فعليا للراحةِ في بيوتاتها , وقد شهدت ايام الجُمُعةِ في الاسابيع القليلة الأخيرة انعداماً اوسع للحركة بسبب الاجراءات الأمنية جرّاء التظاهرات التي وقعت عقب صلاة الجمعه في مرقد ابي حنيفة ” وذلك تحسّباً لأيّ طارئ محتمل الوقوع ” , إلاّ انّ يوم الجمعة الأخير _ الخامس عشر من آذار – وبسبب ما كان معروفا اصلا ومسبقا من تكثيف الاجراءات الامنية وربما بشكلٍ مضاعف وغلق بعض الطرق المحيطة بمنطقة الاعظمية ” مما ارغم الناس على على ملازمة شاشات الفضائيات للتعرف على ايّ تطوراتٍ محتملة او مفترضة بعد اداء الصلاة ظهرا , ولمّا كانت نشرات الاخبار التي اعقبت ذلك لم تأتِ بجديد ” او ربما لم تصلها الاخبار حسب التصورات ” كان بعض الناس وربما العديد منهم ينتظرون نشرة اخبار الثامنة مساءَ من قنوات التلفزة وبما فيها قناة الحرّة بأعتبارانّ لها مساحةُ اوسع في الحركة وطالما مراسلوها يرافقون القوات الأمنية بالطائرات المروحيّة خلال بعض العمليات الأمنية , فماذا تمخّضت ” الحرة فرع العراق ” ؟ ففي موجز النشرة ذكرت خبراً ” مصوّراً ” عن قيام الصلاة الموحدة في مسجد ابي حنيفة وارفقته بصورة قديمة كان عدد المصلين فيها لا يتجاوز العشرين شخص !!! بينما في نشرتها التفصيلية ذكر مذيع النشرة انّ عدد المصلّين كان نحوَ ” اي قُرابة ” الفين شخص !! , وهذا ما لم تفعله حتى الفضائيات المحليه الموالية للدولة , انه بحقٍّ وحقيق تدنٍّ بأمتياز , ومن المؤكد انّ السيد ” فلاح الذهبي مدير مكتب قناة الحرة عراق ” هو المسؤول عن كلّ ذلك , وذلك لغايةٍ في نفسِ يعقوب .! وفي الحقيقة فأنّ السيد الذهبي لم يكن معروفاً يوما في الوسط الاعلامي قبل الاحتلال , وقد افادت المعلومات الأخيرة عنه انه كان يعمل خطّاطا في مجلة المرأة التي كان يصدرها الاتحاد العام لنساء العراق قبل الغزو الامريكي , ومن غير المعروف كيف تبوّأ هذا الموقع الاعلامي وكيف اختير مديرا له , ومع الاحترام لمدير هذه القناة في شخصه فيلاحظ مشاهدو هذه القناة انّ مديرها يُعِدُّ برنامجا لمقابلةٍ متلفزةٍ تطرحُ بعض مذيعات القناة اسئلةً عليه ليجيب عليها بينما هو الذي اعدّها وكتبها اصلا وهذه سابقةٌ لم تسبقها سابقة . وبالعودةِ الى تغطية هذه القناة لوقائع الجمعة الماضية واختزالها لعدد المصلين من عدة آلاف الى نحوِ الفين مع الصورة المزيّفة التي اشرنا اليها ” واذ نحن هنا لسنا معنيين بموضوع التظاهرات والصلاة والزكاة ” وانّ محور حديثنا هو مهنية الإعلام وتزييفها , فأنّ لنا ملاحظتين اساسيتين , واوّلهما اننا نكاد نجزم بأنّ مركز قناة او قنوات الحرة في واشنطن سيرفض هذا التلاعب الإعلامي المكشوف لو كان على اطلاعٍ بجزيئياته , حيث انّ من مهام المركز رسم الخطوط العامة لستراتيجية الاعلام التي ينبغي على الفروع والمكاتب تنفيذها , امّا الملاحظة الثانية والتي هي اكثر اهمية من سابقتها فهي ما كان ينبغي للأدارة الامريكية مطلقا ان تفتتح قناةً فضائيةً تابعةً لها سواءً بإسمِ حرّة عراق او تحت اية تسمية اخرى , اذ كيف يرادُ لشعبٍ كالشعب العراقي ان يتفاعل مع هكذا قناة وينظر اليها بعين المصداقية في حين فعل الجيش الامريكي ما فعل من ويلاتٍ وقتلٍ وتخريب وما سببه من مآسٍ بهذا الشعب .