صعود د. محمد الطائي الى مجلس النواب كان يمثل التغير الذي ارادته المرجعية بعيدا عن المحاصصة الطائفية والتكتلات الحزبية , الرجل فاز بلا دعم عشائري او حزبي بل هو فوز غيره من قائمته الانتخابية , فاز لانه محمد الطائي ليس الا , وبمجرد ان اصبح نائبا بدء بالحراك السياسي مع اوساط ثقافية واكاديمية بصرية بشان اقليم البصرة , وبغض النظر ما يشاع عنه بانه يريد استقطاع البصرة عن جسم العراق لتكون دولة مستقلة مستقبلا اسوة بالكويت وستنضم الى مجلس التعاون الخليجي , ولكن للشهادة نقول هل فكرة تاسيس اقليم للبصرة يمثل راي الطائي وحده ام اراء الالاف من البصرين الذين خولوه ان يتحدث باسمهم وهو اليوم يتبنى رايهم ؟ انا ليس بصدد هذا الكلام وقد يكون لي رايا مخالفا فيه … ولكن انا اتحدث عن سلوك شخصية برلماني لم يفارق الشارع البصري بعد انتخابه يتواصل مع جمهوره يسمع منهم ويسمعون منه على عكس نواب غيروا ارقام هواتفهم وضللوا زجاج سياراتهم حتى لا يروا ناخبيهم ولا يروهم فهم رهينة احزابهم وكتلهم ولا يستطيعون ان يحركوا ساكنا الا من خلالها .
نوابنا كثرة عددية (180 نائبا ) وقلة فكرية حتى عجزوا ان يتفقوا على انتخاب رئيس لائتلافهم بسبب المكاسب والمصالح الشخصية , اين هم من همومنا من سوء الخدمات والفساد المالي والاداري ؟ انظروا بالمقابل نواب التحالف الكردستاني عندما يريدون منصبا او مكسبا ارادوه لاقليمهم لا لاحزابهم واشخاصهم , وحتى نواب المثلث الغربي صحيح وقفتهم مخجلة مع ناخبيهم في محنتهم مع داعش ولكن هم يطالبون لهم ويتبنون قضاياهم بالكلام على اقل تقدير, اما نوابنا فقد لزمو الصمت كان لا حياة فيهم وخير شاهد نستدل به هو قضية تسعيرة فاتورة الكهرباء الجديدة التي كانت ظلما كبيرا وقع على الاوساط الاجتماعية التي انتخبتهم من الفقراء والمتقاعدين ومحدودي الدخل الذين الكثير منهم تطوعوا في الحشد الشعبي , اريد لهؤلاء ان تستنزف اموالهم كما يستنزف دماءهم …اليوم التاريخ يعيد نفسه ففي الحرب العراقية الايرانية كان ابن الوسط والجنوب وقودها وابن تكريت يشارك فيها شهرا واحدا (معايشة) فدفعنا دماءا غزيرة لم يكتفوا بهذا بل اجبرنا ان نتبرع بالذهب والمال للمعركة كعنوان في حين حقيقة الامر تذهب هذه التبرعات الى ساجدة طلفاح لتشتري بها مجوهرات وحلى ثمينة … اليوم نحن ندافع عن المثلث الغربي ونعطي دماءا زكية نيابة عن ابناءهم الا بعض الشرفاء منهم الذين يشاركونا في المعركة والظاهر يراد منا ان نستنزف اموالنا عن طريق فاتورة الكهرباء لتذهب هذه الاموال فوائدها اليهم باعمار مدنهم ونحن مدننا مخربة .
بالامس شاهدت جلسة مجلس النواب عندما اثيرت قضية تسعيرة الكهرباء فكان الحزن والالم قد قطع قلبي عندما رايت الا ثلاثة نواب وقفوا مع شعبهم ودافعوا عنه بمطالبتهم بالغاء قرار التسعيرة والباقين كان الامر لا يعنيهم فهل اصبحنا في زمن ان النائب الذي انتخبناه نتوجس منه الاذى بدل المنفعة ؟ فقد ظهر احدهم بالاعلام وقال التسعيرة منصفة للمواطن ورفض استجواب وزير الكهرباء غافلا ومستغفلا ان القرار لا يشمل كردستان المتنعمة بالامان والاعمار ولا يشمل المثلث الغربي الذي سيعمر بعد القضاء على داعش وسيمنح كهربائيا على مدى خمسة اعوام مجانا ؟ اي عدالة التمسها النائب في هذا القرار حتى يشيد به ؟ وهل تتوقعون ان يطالب لكم مثل هذا النائب وزملاءه باقامة اقليم الوسط والجنوب الذي فيه الخلاص من كل الماسي والمهالك ؟ وهل نوابنا مستعدون ان يستمعوا الى اراء الاكاديمين والمثقفين وطروحاتهم بهذا الشان كما فعل محمد الطائي ؟ هل يتقدم نخبة من النواب لتفعيل فكرة السيد عبد العزير الحكيم بانشاء اقليم الوسط والجنوب ؟ هل احد من النواب يستطيع التحاور مع مجموعة من تجمع كتاب الحشد الشعبي والاطلاع على ورقة العمل التي يحملوها لهذا المشروع ؟… صدقوني لو ان مجموعة من النواب تبنت مشروع اقليم الوسط والجنوب من بغداد حتى الفاو لما طرح مشروع اقليم البصرة فلا تلوموا الناءب الطائي وبعض جماهير البصرة التي تريد اقليما لمدينتهم لان اهل البصرة على مدى عقد من الزمن ياسوا وملوا من الوعود الكاذبة بتطوير مدينتهم مرة مدينة اقتصادية ومرة يخصص لها خمسة دولار عن كل برميل نفط يصدر ولكن بالنتيجة يبقى الامر حيز الكلام دون الفعل رغم ان البصرة تصدر وحدها 2.8 مليون برميل من اصل 3.3 مليون برميل ورغم هذا فالبصريون لا يجدون مائا عذبا يشربون منه واصبحت مدينتهم كالبقرة الحلوب التي لا يفكر الراعي بتامين علفها فكل همه ان تدر له حليبا …فهل هذا هو الانصاف؟!