22 مايو، 2024 11:24 م
Search
Close this search box.

هل فقد ساسة الفتنة عقولهم؟!‎

Facebook
Twitter
LinkedIn

داعش واخواتها من خوارج العصر لم ينزلوا من السماء بل هم عراقيون من بقايا نظام صدام،اذ يشكل هؤﻻء تسعون بالمئة من الدواعش،ويعلل بعض ساسة الفتنة والطائفية سبب ذلك الى التهميش الذي يعيشه سنة العراق،وهذا خلاف الواقع،فاهل السنة يشكلون ثلثي الحكومة الحالية والسابقة،فالقضية ليست قضية تهميش بقدر مايريدون ان يكون القرار بأيديهم،بدوافع طائفية وعنصرية مقيتة.
والثابت بالقطع العقلي والواقعي،أن عشائر العراق من ربيعة في الشمال،الى الفاو في الجنوب،لحمة واحدة من اﻹنتماء العشائري،فقسم منها شيعة واﻵخر سنة ،فهم أخوة واوﻻد عم،وقد هاجرت هذه العشائر الكريمة الى العراق بعد القضاء اﻹمبراطورية الساسانية الفارسية،واصبحت ايران تحت سيطرة العرب المسلمون، وكانت القوميات اﻹيرانية على المذهب السني المتعصب،وقد برز من الفرس علماء كبار،ففي الطب الشيخ الرئيس ابن سينا الهمداني،وفي الفقه والحديث فإن خمسة من اصحاب الصحاح الستة هم من الفرس وكذلك مؤلف كتاب البخاري فارسي ايراني جده الخامس مجوسيا،وكان ابوه موﻻ ﻷحد القادة العرب،واما دخول التشيع الى ايران فكان في القرن الثاني الهجري عندما هاجرت قبائل من العرب من الكوفة الى قم ومرو(خراسان)هربا من بطش السلطات اﻷموية والعباسية،وﻻزالت اسماء هذه القبائل الى اﻵن متواجدة في ايران في قم ومشهد،فالتشيع اﻹمامي اﻹثنا عشري واحد ﻻيتعدد في بلدان العالم، والصفويون ﻻيمثلون مذهبا شيعيا مستقلا في ايران،فهم ينتسبون الى صفي الدين كبير صوفية تبريز، يتصل نسبهم باﻹمام الكاظم عليه السلام،وقد استطاع اسماعيل الصفوي من جمع قبائل ايران وتحريرها من سيطرة اﻷفاغنة،واسس الدولة الصفوية نسبة الى السيد صفي الدين،وفي وقتنا الحاضر ﻻوجود لهكذا مذهب كما يزعم الطائفيون،نعم يوجد سادة في ايران يتلقبون بالصفوي نسبة الى جدهم اﻷعلى،كما عندنا السادة السادة الموسوية وآل ياسر والميالي وآل بحرالعلوم، وغيرهم.
ومن المفارقات الكبيرة والمغالطات الواضحة،هي اطلاق كلمة العروبة اﻷصيلة على السني الذي ينتسب الى قبيلة الجبور او العبيد او شمر،وتطلق كلمة الصفوية والمجوسية على الشيعي العراقي الذي ينتسب الى نفس هذه القبائل وبنفس الوقت يعتبرون منظمة منافقي خلق(مجاهدي خلق)اﻹرهابية دوليا معارضة يجب حمايتها والدفاع عنها متناسين جرائمها ضد الشعب العراقي؟! واما على المستوى المذهبي فإن المرجعيات الدينية الشيعية ﻻتحدها جغرافية اﻷرض كما هو حال اﻷزهر بالنسبة للسنة في العالم.
العراق اليوم بحاجة الى وحدة الصف وتوحيد الكلمة بسبب الظروف اﻹستثنائية التي يمر بها،واﻷخطار التي تهدده داخليا وخارجيا،والطائفية مهما كان مذهبها هي فتنة وعداء ودمار للعراق.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب