12 أبريل، 2024 9:38 م
Search
Close this search box.

هل فقدت الجبهة التركمانية جزءا كبيرا من قوتها ونفوذها مع رحيل علي هاشم مختار أوغلو ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

لايخفى على المتابع للشأن التركماني أن الشهيد الراحل علي هاشم مختار أوغلو الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الجبهة التركمانية العراقية قبل تاريخ استشهاده,  كان يشكل عامل توازن مهم داخل هيكلية هذه الجبهة باعتبار أنه كان تركمانيا عراقيا ينتمي إلى المذهب الشيعي, ويؤمن إيمانا عميقا وراسخا بالفكر القومي التركماني, وظل على إيمانه هذا حتى دفع حياته ثمنا في سبيل الحفاظ على العلم القومي التركماني, حينما حاول نفر ضال في طوز خورماتو اهانة هذا العلم المقدس وتنكيسه.
والشهيد علي هاشم مختار أوغلو ابن مدينة الشهداء طوز خورماتو الصامدة, كان هرما قوميا شامخا, وظل محافظا على الهوية التركمانية لمدينة طوز خورماتو طوال ألأعوام العشرة التي مرت, واليوم نرى, وبعد رحيله أن الجبهة التركمانية العراقية بدأت تفقد نفوذها هناك وأبرز دليل على ذلك تنازلها عن منصب معاون محافظ صلاح الدين الذي هو من حصتها لصالح شخصيات تركمانية تم ترشيحها من جانب طرف سياسي عراقي يتولى مقاليد السلطة في البلاد اليوم.
واليوم فان هناك وزراء من التركمان محسوبين على السلطة الحاكمة بدأوا بالاهتمام بقضاء طوز خورماتو لغايات سياسية لاتخفى على القارئ اللبيب, وأخر نشاطاتهم في هذا المجال تنظيم مؤتمر للشباب التركمان في إحدى الفنادق الفخمة في العاصمة بغداد,, لمناقشة أوضاع الشباب التركمان, وتسليط الضوء على مايعانيه أبناء قضاء طوز خورماتو الذين اكتووا ومنذ سنوات, بنار القوى ألإرهابية الغاشمة التي تستهدفهم بسبب انتمائهم القومي والمذهبي, والفضيحة التي شهدها هذا المؤتمر تجسد في رفض الذين قاموا بتنظيمه وإدارته رفع العلم القومي التركماني داخل صالة المؤتمر, ومن قاموا بهذا ألآمر المعيب, هم أنفسهم الذين أصبحوا اليوم يتباكون على التركمان أمام وسائل ألإعلام بعد أن نسوهم طيلة الأعوام العشرة الماضية, والجميع يعلم أن العلم القومي التركماني هو علم جامع لكافة أطياف الشعب التركماني في العراق, وهو يمثل هوية وشرف وعزة الشعب التركماني في العراق, ولايخص حزبا معينا من ألأحزاب التركمانية التي لدى كل منها رايتها الخاصة.
 وفي نفس السياق فان هؤلاء يحاولون اليوم النفاذ إلى داخل الوسط التركماني في مدينة كركوك كذلك, وأخر ماقاموا به تنظيم مأدبتي إفطار كبيرتين في المدينة خلال فترة لم تتجاوز ألأسبوع, دون مراعاة أن التركمان اليوم سواء في طوز خورماتو أو كركوك أو غيرها من المناطق والمدن التركمانية مازالوا في حالة حداد مستمرة بسبب ضحايا العمليات ألإرهابية التي تستهدف أبناء المكون التركماني في العراق وعلى رأس هؤلاء الضحايا كلا من الشهيدين علي هاشم مختار أوغلو وأحمد عبد الواحد قوجا, ولم يراعوا حرمة للنزيف التركماني الذي ينزف بشكل شبه يومي, مع فقدان خيرة شباب الشباب التركمان الذين يسقطون ضحايا ألإرهاب في مختلف مدن ومناطق توركمن ايلي.
والشيء اللافت للنظر أن السفير ألإيراني في العراق نظم مأدبة إفطار على شرف المكون التركماني في العراق قبل أيام حضرها نواب وشخصيات تركمانية يمثلون طيفا سياسيا تركمانيا معينا من المجتمع التركماني في العراق, ولكننا شهدنا مفارقة تستحق تثبيتها ألا وهي حضور رئيس الجبهة التركمانية العراقية النائب أرشد الصالحي لمأدبة ألإفطار هذه, والصالحي بهذا التصرف يكون أول رئيس للجبهة التركمانية ومنذ العام 2003  يحضر مناسبة خاصة مثل هذه حيث لم نشهد مثل هذا التصرف من رؤساء الجبهة السابقين.
خلاصة القول أن هناك اليوم محاولات مدعومة بإمكانات ضخمة تستهدف إحداث خلخلة في بنية المجتمع التركماني في العراق, وإضعاف دور أكبر حزب قومي تركماني له شعبيته العريضة في الشارع التركماني, وأقصد هنا الجبهة التركمانية العراقية, وذلك من خلال العمل على التقليل من قوتها وحجما تأثيرها في الشارع التركماني, وهذه المحاولات تقودها أطراف سياسية وشخصيات تركمانية, وهي في ألأساس تصب في خدمة المصالح ألإقليمية لدولة معينة, على حساب مصالح دولة إقليمية أخرى عرفت بمساندتها المعنوية لتركمان العراق استنادا الى كونهم ينحدرون من العرق التركي ويجمعهم مع الشعوب التركية ألأخرى رابط الدم واللغة والدين والثقافة والعادات المشتركة.

أكاديمي ومحلل سياسي
باحث في الشأن تركماني

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب