من خلال دائرة اعلامية ضيقة لدي نشرت خبر وفاة الامير سعود الفيصل فجاءت ردود متباينة كثيرة ,لكن الذي اثار انتباهي رد يتهجم عليه ويتهمه بتدمير العراق )! وما أثار انتباهي اكثر هو ان هذا الرد جاء من شاب غير طائفي ولم يشترك بافعال الاحزاب الطائفية الشنيعة وممارساتهم الاجرامية والاكثر غرابة ايضا انه مثقف و تعايش مع كل الاحداث التي حصلت في العراق منذ الاحتلال ولغاية الان ..فماذا يدلل هذا ؟!.
ابرز سبب برأي هو ان الثقافة ليست حصنا منيعا تقي المثقفين من افات التخلف الفكري والعقدي والانساني والحضاري ايضا وهي ليست وسيلة كافية لكشف الحقائق ما لم تعزز بمتابعات ومقارنات مجردة ومنوعة غرضها تطوير هذه الثقافة ورؤية واقع الامور كما هي بحيث تنتقل بك الى مرحلة استنباط واستكشاف حيثات الامور وبالتالي توقع ما يمكن توقعه من المستقبل القريب او البعيد ..لكن دائما انغلاق الفكر او كثافة التثقيف والاستزادة من خط واحد تنعدم فيه رؤيا الاخرين والاطلاع على نهجهم وفكرهم ورؤيتهم وحتى عقيدتهم وتعليلاتهم تؤدي بالنهاية الى حجب ثقافي لا يستطيع رؤيا الواقع على حقيقته او كما هو فتنعدم فيه ميزة التمييز بين الشر والخير وبين العدل والظلم ورؤية الواقع وبين الحقيقة والكذب .
كنت اعجب سابقا حين ارى مثقفين كأطباء ومحامين وكتاب مفكرين ومهندسين وهم يؤيدون ويطبلون للفكر الباطل والحالة التي فرضتها امريكا بالتعاون ودفع من ايران وكنت اعجب اكثر حين اراهم لغاية الان مستمرين بهذا النهج !و لا اقصد الطائفيين هنا لانهم غارقين لمستوى فروة الراس لذلك لا يرون الا ما هو ادنى من الحقيقة . لكني و كما قلت اعلاه فان السبب في هذا العمى السياسية يعود لشيئين اما ان تكون الطائفية التي تشربت في مغارات مخيخهم او يكون الانغلاق الفكري ومحدودية التطوير هو الجدار بينهم وبين الحقيقة وكما يبدوا فانك وان ادعيت انك غير طائفي فان بقاءك حول هذا الفكر وممارساته والتزود بتبريراته وتصديقها ونقلها او ممارستها يطلق تعشعش الفكر الطائفي المخزن لديك في تلك المتاهات العميقة في عقل الانسان الباطني فتكون للاسف هي المرجع الذي يبني عليه الكثير منا تصرفاتهم او تحليلهم للامور واختيار الحلول لدرجة ان هؤلاء ربما لا يعلمون انهم بتأييدهم هذا فانهم يكونون شركاء بكل جرائم القتل الوحشية والسرقات والتشريد التي مارستها مجاميع تقود وتحرك المجتمع العراقي بقوة الاكراه والتعسف والارهاب فماذا يعني ان تؤيد فئة معينة مارست هذه الجرائم كما تراها ويراها الجميع غير الرضا والتبرير الظالم ؟؟! لذلك فان كثير ممن على هذه الشاكلة عليهم الصدق مع انفسهم واتخاذ موقفا شجاعا و ان ينقوا انفسهم بغربال الحقيقة وان ينكروا ويستنكروا كل الواقع الاجرامي الذي جاء به الاحتلال الامريكي والفارسي لا بل الخروج من أي موقع او اي مساهمة وموقف يؤدي بالنتيجة الى تأييد الفاسدين والعمل معهم او مناصرتهم وان كانوا مستفادين ..
لم يأتي الامير سعود بالامريكان للعراق حتى يدمره ويقتل شعبه ولم يكون عميلا لايران كي تمارس كما مارست عمليات الابادة والقهر ضد شعبنا ولم يمول ميليشيات سرقت اقوات واموال الشعب والحكومة وسجنت من سجنت على باطل وقتلت من قتلت بدافع طائفي انتقامي ولم يأتي ويمول ميليشيات واحزاب تحكم العراق ظلما وتقتل شعبه وتبيع خيراته وتسرق نفطه وتفرط به بسعر التراب كي تستمر وفرة سيولة يسرقونها ويتقاسمها اعداء الحياة من اناس انانيين لا تهمهم غير مصلحتهم .
اذن كانت السنوات الخمسة الاولى من الاحتلال بما صاحبها من عمالة للاجنبي وممارساتها الطائفية الاجرامية وممارسات التعسف والقتل الممنهج هي اسباب تردي الوضع في العراق الى الان وهي اسباب عدم استقرار الوضع فيه وتردي المعيشة حتى في ما يسمى مدن الاكثرية الشيعية في العراق !و ان هؤلاء الذين يؤيدهم البعض ويطبل لهم ما جاؤوا الا ليخدموالفرس وامريكا فقط وعلى حسابي وحسابك وعموم الشعب العراق ؟ ..ولماذا هذا الاصرار بالمحافظة وتأييد القتلة والمجرمين لمجرد ان يكون الشخص منتفعا ماديا .؟..الا يوجد بينكم من هو احسن منهم ام انكم جميعا مجرمون ؟! اذن هؤلاء هم من دمر العراق وفتح المجال لجميع القوى الخارجية ان تتدخل في العراق وتزيد الطامة بللا .
حقيقة يتناساه ويتجاهلها الكثير وهي ان للكون ربا لا تأخذه سنة ولا نوم يرانا ويعلم ما نفعل عليم بنفوسنا يجازي الحسنة باحسن منها و يعاقب على السيئة وان الدنيا دولاب يوم لك ويوم عليك فلا يعتقد البعض انه ناج اذا غرته الحياة الدنيا وسبحان من لا يموت .
اشكر جميع من تواصل معي وهنئني على نجاح العملية الجراحية .والسلام