نشرت بعض المواقع قبل فترة تصريحاً لجوان كول وهو باحث أمريكي في التاريخ، وهذا رابط الخبر من موقع عربي
http://www.albawabhnews.com/382097
ورابط الخبر من موقع أجنبي(وهو مدونة جوان كول نفسه) والذي جعل عنوان الخبر “موت الرب في العراق!”
http://www.juancole.com/2014/02/death-iraqis-exists.html
فمن هو جوان كول أولاً؟
جوان أو خوان ريكاردو كول (John Ricardo I. “Juan” Cole) هو باحث ومعلق تلفزيوني وإذاعي في التاريخ الحديث للشرق الأوسط وجنوب آسيا وأستاذ التاريخ في جامعة ميشيغان .
يتكلم العربية الفصحى واللهجات المصرية واللبنانية وله ترجمات من لكتب من اللغة العربية إلى الإنكليزية وبالعكس،يتقن الفارسية إضافة إلى معرفته باللغة الفرنسية والألمانية والاسبانية،درس فترة في جامعات لبنان ومصر.
آراءه واهتماماته الدينية:
كان في الأصل يؤمن بخليط من الكاثوليكية والبروتستانتية ثم اصبح بهائياً!
وله كتابات لتأييد البهائية وبعد خلاف مع قيادات البهائية تخلى عن الانتماء لأي دين!
له اهتمام خاص في كتاباته بالإسلام الشيعي وبالإسلامي الأصولي السني.
بعض آراءه واسهاماته السياسية:
في عام 2004 طلبت لجنة مجلس الشيوخ الأمريكي للعلاقات الخارجية شهادة كول في جلسات استماع للوصول لفهم أفضل للوضع في العراق!
يؤيد الإصلاحيين في أيران وله انتقادات شديدة للرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.
يؤيد إسرائيل ويقود إنها دولة شرعية وإن إنكار الهولوكوست “الإبادة الجماعية لليهود من قبل هتلر” يعتبر وحشية.
ومن هي الجهة التي قامت بالاستفتاء الذي كانت نتيجته هذه النسبة ثانياً؟
المفروض إنها وفقاً للخبر بالعربي “وكالة الأنباء الكردية في العراق(نيوز أجانسي أي كي نيوز).
ووفقاً للخبر باللغة الإنكليزية فهي ” Kurdish news agency (AKnews)”.
ولو بحثت حتى اشتكى غوغل فلن تجد وكالة بهذا الاسم “وكالة الأنباء الكردية في العراق” أو قريب منه، مع ملاحظة إن ترجمة غوغل لا تضع اللغة الكردية كخيار في لغاتها فمن هذا الذي سيكلف نفسه البحث عبر برامج ومواقع مختصة عن اسم الوكالة بالكردي، ولكن من حسن حظي إن لدي برنامج ترجمة للغة الكردية فكانت نتيجة الترجمة “بريكارى (ئاژانسی) ههواڵی كوردى” ولكن أجد لهذه الوكالة أي وجود باللغة الكردية.
اما عند البحث باللغة الإنكليزية عن اسم الوكالة (Kurdish news agency ) فلن يظهر لك أي موقع لوكالة بهذا الاسم فقط تظهر الجملة في بعض المواقع لتعريف بعض وكالات الانباء الكردية.
أما عند البحث عن ” AKnews” فتظهر نتائج تتحدث عن وكالة إخبارية باسم (Kurdistan news agency) وهي الوكالة المقصودة لمطابقة الاسم الرمزي لها، ولعدم وجود وكالة باسم قريب.
وهذه صفحة الوكالة على الفيس بوك (وآخر نشر فيها بتاريخ 26/9/2012):
https://www.facebook.com/AKNewsKurdish
وهذه صفحة أخرى لها (وآخر نشر فيها بتاريخ 30/9/2012):
https://www.facebook.com/AKNews
وهذا رابط موقع الوكالة الالكتروني الذي لا يعمل:
http://www.aknews.com/cgi-sys/defaultwebpage.cgi
وسبب توقف النشر في الصفحات وتوقف العمل في الموقع إن الوكالة أغلقت لأسباب مالية بتاريخ (30/9/2012) وخبر الإغلاق تجده على الرابط التالي:
http://www.ekurd.net/mismas/articles/misc2012/9/state6528.htm
وما مدى صحة هذه النسبة ثالثاً؟
بعد كل ما ذكرناه ما قيمة صحة الخبر فضلاً عن مضمونه للتعليق على ذلك نقول:
1-إن أول موقع نشر الاستفتاء هو موقع مدونة “جوان كول” وقد تحدثنا عن جوان كول وذكرنا رابط الموقع في بداية الكلام فلا نكرر. وعن هذا الموقع أخذت الخبر باقي المواقع الأجنبية والعربية.
والخبر تم نشره في موقع “جوان كول” بتاريخ (5/2/2014) نقلاً عن وكالة أغلقت بتاريخ (30/9/2012)!!
2-وفقاً للموقع نفسه والذي أشار إن مصدره وكالة كردية متوقفة عن العمل حالياً ولم تذكر المواقع العربية التي ترجمت الخبر ونشرته أي شيء عن كون الوكالة متوقفة حالياً!
وكتب اسم الوكالة بالخطأ!
وفقاً له فإن تاريخ الاستبيان الذي يفترض إن الوكالة الكردية قامت به ونشرته كان في شهر نيسان 2011 ، ولأن موقع الوكالة مغلق فلا يمكن التأكد من مدى صحة ذلك، لذا قمنا بالرجوع لصفحات الوكالة على الفيس بوك فكانت النتيجة:
أ-الصفحة الأولى لم تنشر شيء بهذا التاريخ ويبدو إنها صفحة غير رسمية للوكالة.
ب-الصفحة الثانية –وهي الصفحة الرسمية كما يبدو- وبمراجعة ما تم نشره من روابط طوال شهر نيسان 2011 لم نجد أي أثر للاستبيان المزعوم على أهميته ونستبعد عدم الإشارة له في صفحة الوكالة في حال وجوده فعلاً.
3-على الرغم من غلق موقع الوكالة وعلى فرض صحة الاستبيان المزعوم –علماً إن الوكالة كانت مدعومة من مؤسسات متخصصة وأخبارها على مستوى عالي من الأهمية وتنشر أخبارها بعدة لغات منها الانكليزية- على فرض ذلك، منذ صدور الاستبيان في نيسان 2011 وإلى حين نشر الخبر في 5/2/2014 لماذا يقتبس أي موقع أجنبي أو عربي نص الاستبيان وينشره او جزء منه في حين إن حال نشر الخبر في موقع “جوان كول” تلاقفته العديد من المواقع الأجنبية والعربية؟!
بعد كل هذا هل بقي من مصداقية هذا الاستبيان شيء؟
مع ذلك نناقش ما ورد فيه في النقطة التالية.
4-وفقاً لموقع “جوان كول” فإن الاستبيان المزعوم الذي قامت به الوكالة والذي كان عبارة عن سؤال وجه “لعراقيين عاديين” نصه “هل تؤمن بوجود الله؟” فكانت الإجابة كالتالي:
67% اجابوا نعم.
21% كان جوابهم على الأرجح نعم.
4% كان جوابهم على الأرجح لا.
7% أجابوا بلا.
1% رفضوا الإجابة.
مع ملاحظة نشر العديد من المواقع العربية لهذه النسب بصورة مختلفة وهذا يدل على الأمانة في النقل والترجمة طبعاً!
والنسب التي ذكرناها أخذناها من موقع “جوان كول” نفسه بدون تصرف.
ولدينا على هذا الاستبيان على فرض صحته الملاحظات التالية:
أ-لا توجد أي إشارة لعدد العينة التي تم اعتمادها في الاستبيان!
فمن الواضح إنه كلما زاد عدد العينة التي تجيب على الاستبيان كلما زادت واقعيته.
ب-لم يتم ذكر أعمار العينة التي خضعت للاستبيان ولا لكونها عينة عشوائية أم منتقاة!
ج-لم يتم ذكر منطقة السكن علماً إن الوكالة الكردية التي يفترض إنها قامت بالاستبيان كان مقرها في أربيل وكانت معنية بالشأن الكردي وفقاً لما ورد في اكثر من موقع تحدث عنها، ومن الواضح إن نسبة التدين في أربيل ومناطق كردستان تختلف عنها في باقي محافظات العراق خاصة محافظات الجنوب.
د-جاء نص الاستبيان في مقال في موقع “جوان كول” والكلام الذي سبقه والذي لحقه ليس جزء منه كما هو الواضح من تعليق بعض الأشخاص بأن هذا الاستبيان لو أجري في سنة 2014 لكانت النتيجة تختلف.
ملاحظات أخيرة:
رغم إننا أطلنا في الكلام لكن الموضوع يستحق ولا بد من ذكر الملاحظات الأخيرة التالية:
أ-سبق ونشرت عدة مقالات ومنشورات نبهت فيها على ضرورة التدقيق في الأخبار قبل تداولها خاصة تلك التي لا ترد فيها معلومات غريبة بعض الشيء ولا وجود لإرجاع واضح فيها إلى مصدر المعلومة الأصلي (رابط أو صفحة في كتاب أو مجلة أو غير ذلك)، ومن تلك المنشورات والمقالات:
تزوير الأخبار والنصوص العلمية لمصلحة من؟ح1.
تزوير الأخبار والنصوص العلمية لمصلحة من؟ ح2 ساتوشي كانازاوا وكنغر الدمرداش.
حب الحسين دعوة للتعقل لا للجنون هل قال عابس الشاكري حب الحسين أجنني؟
لا تُكرهوا اولادكم على اخلاقكم فأنهم خلقوا لزمان غير زمانكم-قراءة من جانب آخر.
الشهرة ليست معياراً للصحة دائماً قراءة في صحة كلمة كما تكونوا يولى عليكم.
حتى في إلحادنا نختلف عنهم.
وغيرها.
ب-هناك جهات تعمل بلا هوادة لتغيير واقع المجتمع العراقي –والعربي والمسلم بصورة عامة- الإسلامي وتشويه صورته والتحريض باتجاه تبني الأفكار الإلحادية فينبغي الحذر مما يتم نقله وينبغي عدم قبول أي نص دون إرجاعه لمصدره الأصلي.
ج-الإلحاد موجود في المجتمع العراقي-من الخطأ نكران ذلك- ولكنه قليل جداً وهناك من يروج لها ويريد تضخيم نسبته لتكون حافزاً لقبوله وينبغي التفريق بين الإلحاد وضعف الالتزام الديني أو انعدامه، وهذه القلة من الملحدين ينبغي عدم إهمال وجودها ومواجهتها بالفكر والثقافة الإسلامية عبر أشخاص ومؤسسات مؤهلة والتصدي لما تروج له من شبكات وأفكار هدامة.
د-من أراد أن يعرف نسبة الملحدين والأفكار الإلحادية في المجتمع العراقي فأنصحه بمتابعة نتائج الانتخابات للقوائم التي تتبنى هذا الفكر أو قريب منه ومعرفة ما حصلت عليه من أصوات!
كما انصحه باختيار أحد الطرق المؤدية لكربلاء في زيارة الأربعين ليعرف مدى قزمية هذه النسبة قياساً بالملايين التي تذهب مشياً على الأقدام لزيارة الإمام الحسين عليه السلام!
والحمد لله رب العالمين