23 نوفمبر، 2024 4:16 ص
Search
Close this search box.

هل فشلت زيارة المالكي ..؟

هل فشلت زيارة المالكي ..؟

أقترحت زيارة نوري المالكي لأمريكا جملة أمور ينبغي أن تدرك من قبل الطبقة السياسية الحاكمة في العراق ، أبرزها ان الإدارة الأمريكية لن تتنازل عن العراق بكونه صناعة سياسية اصبحت تشكل رقماً في مؤشرات حضورها وتاثيرها في الشرق الأوسط .
   اسلوب القياس الذي اتضحت مقدماته في اجواءالإستقبال اللاودية للمالكي ومايترتب عليها من مواقف إجرائية مستقبلية ، يوجد مايقابلها في الإدارة الإيرانية ايضاً بصفتها اللاعب الآخر والمنافس للدور الأمريكي في العمق العراقي .
    الخطأ الإستراتيجي الذي انشكف عراقياً ، إخفاق إدارة مكتب المالكي وطاقمه الإستشاري وكذلك وزارة خارجيته ، في دورين متواليتين ، معنى أن يكون للعراق استراتيجية تضع له إعتبار وقوة وثقل بين الإدارتين المتنازعتين ، الأمريكية والإيرانية ..!
    أنما اشتغل على مبدأ توافق المصلحتين أو نقطة توازن الطرفين الدوليين الأمريكي الإيراني ، دون حساب ليوم ينتهي به هذا الدور ويكون العراق خارج المعادلة ، وهو مايحصل الآن ، بعد الإنفتاح والتصالح الأمريكي الإيراني .
   كان الضمان الرئيس والقوي للمالكي في دورتين رئاسية أمضى أكثر من نصفها بدعم كبير من الطرفين ، أن يصنع مصادر قوته من الداخل العراقي ، أي من مشروع نهوض عراقي واستثمار سياسي وإجتماعي واقتصادي وفي السياسة الخارجية ، وتحقيق تحولات نوعية في الحياة العراقية في بسط الأمن وتوفير الخدمات ، وإعادة الثقة للمواطن بدوره وحكومته ومستقبله بدل هذا الصراع والتشكيك والتفرقة وانتشار الجريمة والفساد وتقوية شوكة الإرهاب والعنف وهذه الإنهيارات التي ترافقه ، وكلها تقع في نطاق حكومته الفاشلة الفاسدة .
    التوبيخات الصادرة عن أعضاء الكونغرس الأمريكي ، وحالة الإزدراء ونبروة الإرشاد التي وجهتها الإدارة الأمريكية للمالكي بصفته تلميذاً غبيا، لم يدركها لا هو ولا فريقه الإستشاري ، لأنهم بلا ذاكرة سياسية ، لأن الذاكرة قرينة العمق السياسي الذي يرصد ذلك ويفقه معنى الإشارات في التعامل الدولي .
   الأمريكيون لايختلفون عن الإيرانيين في وضع مصلحة بلدهم في المرتبة الأولى ، وقراءة المعطيات الداخلية والخارجية في التعامل مع أي موقف أو حادث دولي ، بصرف النظر عن العلاقة الشخصية أو المبادئ التي يفكر بها صبيان السياسة ..!
 وماواجه المالكي من قبل الأمريكان سوف يلقى مثيله من قبل الإيرانيين . ولأنه فقد أهمية وجوده داخليا في عمق الأزمات والمشاكل البنيوية التي صنعها للعراقيين في سبع سنوات ونصف ، فأن سياق أعماله ومنهجه الفردي الإستبدادي لن ينجح في إعادة دورة الدكتاتورية ، لأن القرار لم يبق فردياً وداخلياً كما حصل في زمن صدام حسين ، إنما هو محكوم بثلاثة أضلاع رافعه للدور وهي الرصيد الداخلي ، القبول الأمريكي والأقليمي ، اضافة الى الدعم الإيراني ، فقدان الوضع الداخلي أو الوطني هو الأساس أو قاعدة المثلث الذي يقوم عليه الضلعان الآخران ، وهو ماكشفت عنه تفاصيل الإحتجاجات الأمريكية ، وسينسحب على موقف الرفض الإيراني ايضاً لأسوأ إدارة حكومية تتحكم ببلد اسمه العراق .
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات