23 ديسمبر، 2024 12:31 م

هل فشلت الديمقراطيه في العراق ؟

هل فشلت الديمقراطيه في العراق ؟

بدا المسؤولون الامريكيون يفصحون وبصوت عال بان الديمقراطيه التي كانوا ينوون تصديرها للعراق قد فشلت بالرغم من انهم نجحوا في اسقاط اعتى نظام دكتاتوري قمعي تسلطي موغل في القمع والتسلط على رقاب العراقيين على مدى 35 سنه ولم يكلفهم اسقاطهم للدكتاتور من الوقت والمال ما لم يصل الى معشار ما توقعوه من خسائر ماديه وبشريه قد تنجم في صفوف قواتهم المحتله…حسب توقعات خبرائهم الاستراتيجيين من عسكريين ومدنيين ….
الا انهم لم يكن في حسبانهم بان الديمقراطيه التي اتوا بها ستوؤد بهذه العجاله وهذا ما اكده اكثر من محلل وخبير في الشان العراقي والشرق اوسطي….اما لماذا فشلت الديمقراطيه او في طريقها الى الفشل
فان هذا هو ما نريد ادلاء دلونا فيه والحديث عنه باسهاب ….
والعراق بوضعه الحالي يتكون من مكونيين رئيسيين وهما المكون العربي والمكون الكردي اضافة الى مكونات اخرى صغيره جدا ضمن النسيج الوطني العراقي كالتركمان والكلدان والاشوريين والارمن وغيرها…ولكن الملفت للنظر ومن خلال قراءتي للتاريخ العراقي الحديث والذي يبدا مع بداية الاحتلال البريطاني للعراق في 11/3/1917م وهو تاريخ دخول القوات البريطانيه الى العراق ومن الاتيان ب فيصل بن الحسين من الحجاز وتنصيبه ملكا على العراق بجزئيه العربي والكردي وبعد ان تبخرت امال الكورد في انشاء دولتهم المستقله ظهرت الحاجه في العراق الى انشاء نظام ملكي برلماني يضم المكونين الرئيسيين مع تمثيل باقي المكونات الاخرى وفق سياقات معينه لا يهمنا تفاصيلها بقدر ما يهمنا هو كيف حاول المكون العربي في العراق الانتقاص من حقوق الكرد شيئا فشيئا بحيث اضظروهم الى المواجهه المسلحه والتحصن بمعاقلهم في الجبال لمواجهة النظام الملكي والذي بدا مبكرا جدا بمحاولة الانتقاص من حقوقهم المشروعه سواء كانت ثقافيه او اجتماعيه او اقتصاديه او سياسيه …هذا التهميش المبكر للكورد ومحاولة التهام حقوقهم المشروعه تدريجيا من قبل سلطات بغداد المتعاقبه ادى بالكورد الى الثوره على الوضع القائم والتي اتخذت طابع المواجهات المسلحه  واي نظام كان يتعاقب على الحكم في بغداد من جراء الانقلابات العسكريه لم يكن افضل من سابقاتها من الانظمه الحاكمه….
وكانت الانظمه كلها ذات طابع شوفيني واستعلائي وعدواني وكان اعتاها واشدها قسوة هو النظام الشوفيني العفلقي والذي تعاقب على الحكم في بغداد وعلى مدى 40عاما ابتداءا من شباط 1963م ولغاية السقوط المشين للدكتاتوريه في نيسان 2003م حيث لم يتورع هذا النظام الشوفيني من استخدام جميع الاسلحة المحرمة دوليا ضد الشعب الكوردي من نابالم وغازات كيماويه وطائرات ومدافع بعيدة المدى وغيرها من اسلحة الفتك والدماروتلك مدينة حلبجه الشهيدة شاهده على تلك الجرائم البشعه ناهيك عن الاف المقابر الجماعيه في صحاري العراق الجنوبيه والغربيه….والله واقولها ملئ كياني ان ضمان نجاح الديمقراطيه في العراق يكمن في ضمان حقوق الكورد ولكن النفس الشوفيني في العراق باق ويبقى الى قيام الساعه ولا يمكن لاية ديمقراطيه ان تنجح في العراق اذا لم يتم بجديه اخماد النعره الشوفينيه والاستعلائيه تجاه الشعب الكوردي والذي يمثل ثاني اكبر مكون في النسيج الوطني العراقي…واقولها بصراحة متناهيه بوجود الكورد يمكن اقامة حكومه اغلبيه سياسيه كبيره ومتينه وقادره على انهاء التوافقات المضره للعمليه السياسيه في العراق…وختاما ارجع واؤكد للمرة الالف ان لا ديمقراطيه حقيقيه بتضييع حقوق الكورد او محاولة الانتقاص من حقوقهم والا سنرى العراق سيتجزاء تلقائيا الى ثلاث دويلات هزيله لا تقوى على مواجهةالتحديات الاتيه من دول الجوار الاقليمي واجنداتها الطائفيه الكريهه
تبقى كلمه اخيره نقولها للتاريخ والاجيال الا وهي(ضمان حقوق الكورد في العراق هو ضمانه اكيده لنجاح الديمقلراطيه فيه) وهذ ا هو الكلام المفيد ……