23 ديسمبر، 2024 12:41 ص

هل فتح الغرب جبهة أخرى ضد روسيا في كازاخستان؟

هل فتح الغرب جبهة أخرى ضد روسيا في كازاخستان؟

نجحت سلطات كازاخستان في تحويل الاحتجاجات الشعبية على غلاء المعيشة؛ وتفشي الفساد،آلى أعمال نهب وسلب للمصارف والمحلات التجارية وتخريب الأبنية الحكومية، عبر السماح للصوص، وقطاع الطرق، بالعبث، تحت نظر قوات حفظ النظام، وإطلاق العنان للمخربين.
ويعتبر الأسلوب المجرب، الطريق الاسرع، لتعبئة الأغلبية الصامتة ضد المنتفضين، وتجريد شعاراتهم السياسية من طابعها المطلبي، ووصمها بانها عمل ارهابي مدان.
لقد سارع الرئيس الكازاخي قاسم توكاييف ، الى طلب المعونة العسكرية من منظمة الامن الجماعي، وتضم في عضويتها، روسيا وارمينيا وبيلاروسيا وكازاخستان وقيرغيزيا وطاجكستان. وتمثل قوات التدخل السريع الروسية حجر الزاوية في المعاهدة،التي وصلت طلائع قواتها اليوم الى المدن المحتجة في كازاخستان، بمهمة حددها بيان صدر باسم المنظمة؛ “ستتمثل المهام الرئيسية لقوات حفظ السلام التابعةلمنظمة معاهدة الأمن الجماعي في حماية المنشآتالحكومية والعسكرية المهمة، ومساعدة قوات الأمنالكازاخستانية في العمل على تحقيق الاستقرار وتطبيعالوضع هناك، حسب بيان الأمانة العامة.
بعض الخبراء بشؤون آسيا الوسطى وكازاخستان، يخشون؛ من ان يفضي تدخل منظمة ألأمن الجماعي بقيادة روسيا، الى تاجيج المشاعر القومية، في المدن والأقاليم ذات الأغلبية الكازاخية،وقد تندلع أعمال معادية ضد الأقليات الروسية في تلك المناطق، بعد عقود طويلة من العيش المشترك، كانت اللغة الروسية، والاخصائيين الروس، يحتلون الصدارة في المجتمع الكازاخي،باغلبيته الإسلامية.
يشار الى ان نور سلطان نزارباييف، آول رئيس لجمهورية كازاخستان بعد تفكك الإتحاد السوفيتي، لا يجيد التحدث باللغة الام، ويفضل الخطاب بالروسية، مذ كان عضوا قياديا في الحزب الشيوعي السوفيتي المنحل.
وحكم نزارباييف الجمهورية الآسيوية الغنية بالموارد، ذات المساحة الكبيرة، قياسا الى عدد السكان، حوالي ثلاثة عقود( 1990-2019) الى ان أختار وريثا مقربا وأمينا على مصالح أسرته، المتهمة بالسيطرة على ثروات البلاد، والتحكم بالعباد.
ويعتقد محللون، ووزراء ومسؤولون كبار سابقون في كازاخستان، ان تدخل قوات معاهدة الامن الجماعي، قد تقضي على فرص الرئيس الكازاخي قاسم توكاييف في الحكم، للفترة القادمة المنظورة ،بعد القضاء على التمرد وعودة الحياة الطبيعية الى كازاخستان.
ووفقا لهؤلاء فان الدماء المسالة،اثناء تصفية التمرد، ستلاحق توكاييف ، باعتباره سمح بالتدخل الخارجي، الامر الذي يهدد باندلاع أعمال عنف بشكل دوري في البلاد،وسط معلومات تشير الى ان قوى المعارضة، تسعى لتوحيد قواها في الداخل والخارج، وصولا الى إعلان حكومة إنقاذ وطني، ربما سيجد حلفاء الناتو فيها، أداة لأشغال روسيا، بفتح جبهة اخرى، الى جانب أوكرانيا على الرغم من ان النظام في كازاخستان، سواء بقيادة نزارباييف او وريثه قاسم توكاييف، اقام شبكة علاقات تجارية واقتصادية ضخمة مع الإتحاد الأوربي والولايات المتحدة الاميركية، حتى ان حجم العلاقات بين كازاخستان والغرب، اضعاف ما هي عليه مع الشقيقة السوفيتية سابقا، روسيا.
وفي غياب اي رد فعل من نزارباييف على الاحداث التي تعصف ببلاده الى الان، فان بعض المسؤولين السابقين في كازاخستان، يؤكدون ان ألرئيس الحالي توكاييف، استثمر الوضع، للاطاحة بحاشية واقارب الرئيس السابق نزارباييف، وعزله عن منصب رئيس مجلس الأمن، ورئيس مجلس الشيوخ، وهما منصبان استحدثا كمظلة لحماية المتقاعد نزارباييف وأقاربه من المسائلة، ومنحه حصانة مدى الحياة.
ومن غير المستبعد ان يكون آول رئيس كازاخي، يعيش خارج البلاد، اما في عاصمة أوربية هادئة، او في روسيا، الاحتمال الاقل رجاحة، من واقع ان ( دهاقنة) الأنظمة السوفيتية السابقة؛ يؤثرون العيش في ( الغرب المتعفن) على الاقامة الدائمة في روسيا، التي يفضلها، جمعوا ثرواتهم الطائلة.
قصارى القول؛؛؛
حتى بعد خنق الاحتجاجات، بمساعدة قوات التدخل السريع لمعاهدة الأمن الجماعي، فان كازاخستان الجريحة، لن تعود الى سابق عهدها، وان مصير الطبقة الحاكمة، بات مهددا اكثر من اي وقت مضى، باضطرابات دورية، اذا اكتسبت بعدا قوميا، فانها ستعرض حياة الناطقين بالروسية الذين،ساهموا بفعالية في بناء كازاخستان السوفيتية او ما بعد السوفيتية، الى شتى المخاطر والاحتمالات .