8 أبريل، 2024 9:22 م
Search
Close this search box.

هل فاز فواز الفواز؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

سأدخل صلب الموضوع مباشرة كوني لست بارعا في السرد والتمهيد . عندما يطرح موضوع ما على طاولة النقاش فالغرض منه الوصول الى نتيجة ما بعد ان تتوفر القناعات بأتجاه ما . أما طرح الموضوع  مع استحالة الوصول لنتيجة مرضية لاسباب موضوعية وظرفية فانه سيكون نقاش عقيم وبيزنطي سيعمل على تمترس القناعات باتجاهين متضادين مع تشدد كل طرف بطروحاته ودخول اطراف اخرى ليس لها في الموضوع لا ناقة ولا جمل مع هذا الطرف او ذاك. ان الموضوع او المواضيع التي طرحها او يطرحها السيد فواز الفواز في الاونة الاخيرة (شجاعة الامام علي، المعصومية  ، خيانة الوحي للامانة وغيرها) هي من هذه الشاكلة وبغض النظر عن الرأي في هذه الطروحات فانها طروحات لن تصل بصاحبها أو بمحاوريه ومنتقديه الى اي نتيجة سواء مع طروحاته او ضده باستثناء تبادل التهم والتنكيل والسب احيانا. لقد كانت لي نقاشات في مواضيع من هذا النوع مع أساتذه جامعيين زملاء لي وهم المفروض ان يمثلون الطبقة المثقفة ولديهم عقول متفتحة تحاور وتناقش بأسلوب علمي وتتبع المنطق في توافر القناعات وتبتعد عن التطرف ولكنني اكتشفت وبعد ان مرت الساعات والساعات من النقاش ان العقل والمنطق ليس هو السائد في النقاشات وانما التطرف والتمترس وانهم بذلك لايختلفون عن عامة الناس بل سيكونون اكثر خطرا على اعتبار ان اراؤهم جاءت من دلائل وبراهين واثباتات علمية وهي ابعد مايكون عن ذلك. وكمثال واقعي وحصل امامي ان البعض من هؤلاء الاساتذة الجامعيين يعلن وبدون مواربة انه ينتظر أشارة او فتوى من هذا المرجع او ذلك الشيخ لحمل السلاح ومقاتلة هذا الطرف او ذاك وكأنهم مجموعة من الغنم في قطيع ما يوجهها رجل امي يسارا او يمينا بأستخدام عصاه أو استهزاء مجموعة أخرى بحقيقة المهدي المنتظر.
     لقد توفرت لدي قناعات راسخة بأن طرح هذه المواضيع للنقاش لن تقودنا الا الى وجع الرأس وتهييج النعرات الطائفية والهاء الطبقة المثقفة عن التتاقش في السبل الممكنة لانتشال البلد من الواقع المزري الذي وصل اليه والعمل على تعرية هذه الشرذمة المسلطة على مقدرات بلدنا وتكنم على انفاسنا وهي المستفيدة الاكبر من انشغال الناس والطبقة المثقفة بوجه خاص في النقاش والنقاش واستهلاك الوقت والجهد في مثل هذه المواضيع العقيمة كي يتسنى لها الايغال في السرقة وافساد الذمم وجر البلد الى متاهات لانعرف حدودها . ولكي اجاري الذبن يطرحون هذه  المواضيع للنقاش اقول ماذا ستكون النتيجة اذا كانت المعصومية حقيقة ام لا او اذا كان ضرب الخليفة عمر للسيدة فاطمة قد حدث ام لا .هل ان ذلك سيؤدي الى تحسن المستوى المعيشي او تعافي البلد من ما حصل ويحصل له من عاهات وكوارث وهل ان ذلك سيؤدي بالنتيجة الى تسلم رجال شرفاء حريصين على هذا البلد لزمام الامور.
   أنا لاادعو الى عدم طرح هذه المواضبع وانما اطلب تأجيلها حاليا لحين تعافي البلد وهدوء النفوس وتخلص العقول والمثقفة منها بشكل خاص من اردانها وتبعيتها العمياء لبعض المعممين والمشايخ عندها سيجري النقاش بشكل موضوعي وبنفوس هادئة وستكون القناعات متاحة لهذا الطرف او ذاك دون تكفير اي طرف للاخر وان يكون كل طرف حر بما يعتقده على ان لايؤثر او ينتقص من الطرف الاخر وهذه هي النتيجة المثلى التي يمكن ان يصل اليها النقاش في مثل هذه المواضيع ولكن بعد حين .
   مرة اخرى ادعو واتوسم في السيد فواز الفواز ومنتقديه ومن يعملون على طرح هذه المواضيع الى التركيز على ما من شأنه ان يفتح ممرات نلتقي فيها ونعمل من خلالها على اتخاذ خطوات جدية للنهوض شيئا فشيئا ببلدنا المبتلى بأشباه الرجال الذين قدر لهم الامساك بزمام الامور في غفلة من الزمن فهل سنكون على هذا القدر من المسؤولية ؟. 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب