23 ديسمبر، 2024 3:31 م

هل عندنا سيادة؟!!

هل عندنا سيادة؟!!

السيادة بتبسيط هي القدرة على حكم البلاد دون تدخل قوى خارجية , ولكي يكتسب نظام الحكم السيادة الوطنية الكاملة , عليه التمكن من توفير أسبابها ومتطلباتها التي بدونها لا يمكن القول بأن البلاد ذات سيادة.

فالمجتمعات ذات السيادة تكتب عقدها الإجتماعي بإرادتها , وتكون سلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية حرة وتتصرف وفقا للدستور السيادي.

وسؤال السيادة صار بارزا في زمن العولمة وسيادة المجتمعات الكبيرة , أو تحول بعض القوى إلى أسود وصقور وغيرها غزلان وحمائم.

فالبلاد ذات السيادة هي التي تمتلك جيشا وطنيا يحافظ على وجودها وأمنها ويذود عن حياضها , ويمتلك قدرات بناء قوته وتصنيع سلاحه وما يحتاجه من آلة الحرب والدفاع.

وهي التي تطعم مواطنيها وتكون آمنة مائيا وعمرانيا وزراعيا وتجاريا وصناعيا ومكتملة البنى التحتية.

وهناك الكثير من المرتكزات والإعتبارات الضرورية لتحقيق إرادة السيادة الوطنية متعارف عليها عبر العصور , رغم تبدل تعريفاتها ومفاهيمها , لكن السيادة بإختصار تعني القوة والعزة والكرامة الوطنية.

وعندما نقارن بلداننا بغيرها , يكون واضحا نقصان السيادة وإضطراب الهيكلية السياسية والفكرية والعقائدية , وعدم القدرة على المواكبة المعاصرة اللازمة لتنمية القوة والإقتدار والعطاء الأصيل.

مجتمعات لا تستطيع أن تطعم نفسها وتعتمد على غيرها في الطعام, ولا تصنع سلاحها وتستورده من الآخرين , ويعجز جيشها عن الحفاظ على حدودها وتحقيق الأمن لمواطنيها , وتفشل جميع أجهزتها الأمنية في منع الإختراقات والإعتداءات السافرة على مواطنيها , وتعتمد في قراراتها على إرادة الآخرين , وتمضي وفقا لمصالحهم وأهدافهم.

مجتمعات بعاني فيها المواطن من القهر والحرمان والإهمال ومصادرة حقوقه بالكامل كإنسان ,

وتعبث بمصيرها الخرافات والضلالات ومسوغات البهتان , فكيف تكون ذات سيادة وكيان؟!

فالبلاد لكي تحقق سيادتها يجب أن تكون حرة وتعتمد على نفسها تماما , فهي تصنع وتزرع وتبني وتبدع وتتوهج بأفكارها العزيزة المنيرة , ومنطلقاتها الحضارية الباهرة.

ومن غير ذلك فأنها بلدان بلا سيادة أو منهتكة السيادة , وبلداننا العربية تقع ضمن هذا التوصيف ما دامت تعتمد على غيرها , وبعضها يعتمد على الآخرين لتحقيق أمنه والحفاظ على نظام حكمه!

وتلك من عجائبنا في عصر العولمة الذي تحولنا في محافله إلى قديد و ثريد!!

فهل سنتدارك مصيرنا؟!!