23 ديسمبر، 2024 6:14 ص

هل عاد التحالف الوطني العراقي ؟

هل عاد التحالف الوطني العراقي ؟

منذ اللحظة, التي استلم فيها السيد عمار الحكيم, زعامة التحالف الوطني, إختلفت آراء المتابعين, حول إمكانية لم شمل الكتل المنضوية فيه, رغم الإمكانات التي يمتلكها رئيسه, من مقبولية لدى جميع الكتل, وقدرته على التحاور والإقناع .
    فبعد مرور ست سنين, على آخر اجتماع لهيئته العامة, وتشرذم مكوناته, التي صارت كل منها تغرد وحيدة, وانحصر تأثيرها السياسي على ناخبيها فقط, الأمر الذي أدى, الى انقسام جمهور التحالف الوطني, واختلافه  فيما بينه, الى الحد الذي وصل الى اقتحام البرلمان, ومؤسسات الدولة.
    وكاد الاختلاف في البرامج السياسية, لمكونات التحالف والتصارع بينها, أن يهدد العملية السياسية برمتها, بل وكاد ينعكس على السلم الأهلي, في المحافظات الآمنة, في مشهد يبين حجم الخلاف والصراع, بين مكونات التحالف الوطني العراقي .
    مع كل هذا الصراع, وهذا الضجيج السياسي, إستلم عمار الحكيم, رئاسة التحالف الوطني, في خطوة عدها البعض, محاولة لإسقاط عمار الحكيم سياسيا, كونه سيفشل في جمع أطرافه من جهة, أو تحقيق ما هو مرجو من التحالف, تجاه التحديات القادمة من جهة أخرى, وأن التحالف قد مات سريرا, ولا يوجد فائدة مرجوة من إحيائه.
   ولكن لأن هناك رغبة, من رئاسة التحالف, وقدرة ووضوح للهدف المنشود, لم نشعر إلا والهيئة السياسية للتحالف الوطني قد اجتمعت, لتضع خارطة طريق للمرحلة القادمة. التي تستوجب من الأخوة, أن يكونوا بقدر المسؤولية, وان يتنازل بعضهم للبعض للآخر.
   وما هي إلا أيام, واجتمعت الهيئة العامة للتحالف, في خطوة لم تحدث منذ ست سنوات, وليصبح اشد المتشائمين فرحا ومسرورا, ولنرى تغييرا للمواقف, من بعض أعضائه, الذين كانوا يصيحون على الملأ, بأن اختيار الحكيم باطل, فلا نراه إلا وهو يقبل يديه.
   لاشك ولا ريب, إن وحدة التحالف, ليست بالأمر الهين, كونه سيؤثر على وحدة العراق, باعتبار التحالف هو الكتلة السياسية الأكبر, وبانتظامه تنتظم جميع الساحات الوطنية, وتتحول الأغلبية العددية, الى أغلبية قرار, لذلك يجب على جميع مكوناته, السعي الى إنجاحه, وان لا يغرد احد مكوناته خارج السرب, او يضع شروطا للعودة إليه, ما دامت الغايات نبيلة, والهدف هو الإصلاح.
   إن حجم المسؤولية, لا تقع وحدها على رئاسة التحالف فقط, بل على جميع مكوناته وكتله, التي يجب عليها جميعا أن تتوحد, وفق رؤيا منسجمة ولو بالحد الأدنى, وتحقق رغبة جماهيرها, التي تتمنى ان ترى تحالفا وطنيا موحدا, بعد أن عاد الى الحياة من جديد.