هناك قاعدة تقول ( لا يوجد شيء يحدث بالعالم شخصي أو عام إلا و يوجد له سبب ومسبَبات أدت لحدوثه ) وموضوع سحب الصواريخ الأمريكية لا بد وأن يكون ناتج عن سبب قوي لا سيما وانه جاء في هذا الوقت الحرج والذي توقع فيه اغلب المفكرين و الباحثين ان هذا توقيت مناسب حسب سياقات الأحداث لقيام أمريكا بضرب ايران بل اني اعتقد أن حرب أمريكا مع الصين يجب أن تبدأ بضرب ايران وتحييدها عسكريا كي لا تكون معرقلة لأمريكا كشوكة بالقدم عندما تخوض حربها المتوقعة مع الصين التي يسميها البعض بالحرب العالمية الثالثة رغم أننا نعيش هذه الحرب الآن – فكورونا – تشن حربا عالمية ثالثة على كل العالم فمن صنعها ومن وزعها ونشرها وكيف سيتم القضاء عليها وهناك من يتحدث عن وجود لقاح يوزع فقط على أشخاص معينين! ولا يعلن عنه كي لا تحدث قلاقل و فوضى وينتظرون إنتاج ملايين الجرعات كي يتم الإعلان عنه ..شاهدوا مثلا ترامب لماذا لا يلبس كمامة في تجولاته ؟ ! ..اذن سحب هذه الصواريخ لا يخدم هدف الحرب. فهل يكون ما حدث هو عقاب للسعودية بسبب انخفاض اسعار البترول أم رسالة لإيران تقول ان أمريكا لا تريد ان تضربها .أم يا ترى هي جر رجل ايران كي تتحامق وتقوم بضرب أو التحرش بسفن أمريكا فأصلا وجود الباتريوت في السعودية لن يحمي القوات الأمريكية ولو ضربت ايران بترول السعودية ربما سيؤدي الى رفع أسعار البترول ( وهذا ما تريده أمريكا الآن ) بدل تخفيضها ذلك لو ان الضربة ستؤدي إلى عجز السعودية على تصدير الكميات الكبيرة التي اعتادت ان تصدرها فيزداد الطلب على العرض؟!!
ان ما يجري هو أن أمريكا ماضية على إفقار السعودية ومشاركتها بنسبة اكثر من 50% من الواردات ,من الواضح ان للسعودية يد كبرى بانخفاض أسعار البترول ومدى تأثير ذلك على ايران ,لكن هذا التأثير سينتهي ولن يكون له مبرر حينما لا تجد ايران من يشتري البترول منها. يقودنا حدث اليوم أيضا إلى حدث سابق وهو هل ان أمريكا دست عملائها للمقربين من ولي العهد السعودي ليقوموا بقتل خاشقجي من أجل وضعه بموقف حرج جدا كي تقوم باستنزافه ماديا و كما جرى بالآونة الأخيرة .. ما الذي يجعل ربما السعودية على أن تطلب من أمريكا أن تسحب بعض صواريخ الباتريوت من أراضيها؟ هل لأن السعودية دفعت المليارات لأمريكا كي تحمي السعودية لكنها فشلت بحماية أرامكو من ضربة كبيرة من ايران كما ان أمريكا لم تقوم بأي رد انتقامي من ايران نتيجة أو رد فعل لهذه الضربة ..اذن من حق السعودية ان تتساءل ما جدوى المليارات التي يشفطها ترامب ومقابل ماذا ؟؟ ألمجرد انه يخادع بتعهد الحماية لكن لا يفعل شيء.. انه يقبض مليارات مقابل وعود فارغة , كما أن انخفاض أسعار البترول تجبر السعودية كغيرها أن تخفض من نفقاتها ولما كان نصب هذه الصواريخ لم ينفع سابقا فلا داعي لها اذن.. وهي بذلك تعطي تفسير من أن القوة العسكرية لدى السعودية كفيلة بالرد على ايران المنهكة اقتصاديا فيكفيها طائرتان ان تضرب منشاَت مفاعل بوشهر القريب منها(ليس بالضرورة ضرب المفاعل ) لتلقن ايران درسا لن تنساه لسنين طويلة
أيضا قد يكون موقف أمريكا وضغطها الذي يمنع حسم المعركة مع الحوثيين الذي يكلف السعودية مليارات الدولات و فقدان الآلاف من جنودها نتيجة هذه الحرب وانها وصلت إلى قناعة من عدم جدوى ممارسة لعبة الكر والفر وان على أمريكا ان تحسم موقفها باٍما السماح للسعودية بالقضاء على الانقلاب الحوثي أو لتخرج او تجمد الامور .
أنا اعتقد انه اذا ما بقت السعودية تنتج ملايين براميل البترول الذي لا يجعل الاسعار ترتفع فانها قد دخلت في حرب مع الكبار وان على الكبار أن يحترموها أكثر من الأول (رغم ان ذلك درسا مكلفا يجعلها تخسر الكثير ) وان يحسبوا لها حسابا وان تتوقف مواقف ترامب الاستهزائية منها والتفاخر بشفط أموالها مقابل وعود فارغة ولذلك ربما هي أخذت زمام المبادرة وطلبت من أمريكا سحب صواريخها مهما نتج عن ذلك من أقوال ؟