22 ديسمبر، 2024 8:35 م

هل صَدق أبو علي الشيباني .. حين قال ؟

هل صَدق أبو علي الشيباني .. حين قال ؟

نتيجة ثقافتي السبعينية لا أؤمن بالغيبيات كثيراً إلا ما ندر منها باستثناء ما يتعلق بالخالق وقوته السرمدية, لكني في الفترة الأخيرة أخذت بالميل إلى عالم روحاني وطبيب أعشاب تسميه المذيعة اللبنانية الممشوقة القوام الدكتور (أبو علي الشيباني ) وهو طبيب شعبي يخلط بين الرجم بالغيب والعلاج بالإعشاب.
مؤخرا أطل علينا هذا الدكتور من قناته التلفزيونية التي تبث من لبنان , بعد أن صلى على أشرف المرسلين واله الطيبين الطاهرين وقال : اكتشفت علاج لفيروس الكارونا القاتل وسوف أعطيه إلى إيران والعراق مجاناً , لكنه أستدرك كلامه وقال : أن وزير الصحة الإيراني أتصل بي وقال لي ما نصه هو.. هل أن منظمة الصحة العالمية في جنيف تعترف بالدواء الجديد؟… يستدرك الدكتور ويقول بأنه سوف يمنعه على إيران ويعطيه إلى العراقيين فقط مجاناً , أما الآخرين أعتقد سوف يبيعه عليهم بالدولار وليس بعملتهم المحلية.
لم يكتف الدكتور بصنع الدواء الجديد للقضاء على الوباء الجديد وإنما تعدى ذلك حين قال : أنا أرى ما وراء الجدار ,حين تنبأ بتدمير العالم عن طريق الطوفان الذي سوف يجتاح العالم باستثناء العراق وجنوب لبنان والسويد, خلال الأشهر القادمة , حتى سعر متر الأرض في العراق سوف يباع بمليون دولار كما يقول معلمه , لذلك سوف تغطي الحكومة العراقية عجز موازنتها لعام / 2020 من بيع الأراضي وليس من بيع النفط الذي تهاوت أسعاره نتيجة وباء الكورونا , وإغراق السوق العالمية بالنفط السعودي والإماراتي .
(عاصفة شهر نيسان الحالي لم يعهدها العراق من قبل, يعقبها الزلزال, الأمر جلل وصلوا صلاة الليل ولا يخيفكم مرتاب هنا وهناك ) .هذا ما يكرره في لقاءاته الأخيرة.
هكذا نحن نخشى المستقبل ونخاف من الأزمات وتقلبات الزمن ,حين يبعث هذا العراف الرعب في النفوس , وكثيرون يرتعدون ألان عندما يسمعون به , ولا ضرر من الخوف ولا ضير منه إذا اقترن بالعمل , إما إذا لم يَصحب بالعمل والمثابرة والأيمان فأنه يغدو أشد فتكا ًبالإنسان من الطاعون والكورونا .. وقد نحتاج إلى فترة نقاهة طويلة لنتخلص من رعب الدولة والخوف من الحكام وأجهزتهم القمعية وانتهاء بالخوف من المجتمع نفسه المصاب بمرض الكورونا, والفساد السياسي والمالي والأخلاقي.
الخوف يجعل من المستحيل على الفرد التقدم خطوة واحدة إلى الأمام، بسبب السيطرة على تفكيره وجعله يشكُّ في قدراته , مما يضعف تقديره لِذَاتِهِ، وكون البعض يعتقد أن مستقبله غير معروف، فهذا كفيل بأن يخلق الشعور بالخوف، والخوف من المجهول أو المستقبل يندرج تحت اضطرابات القلق، وهي أكثر الحالات النفسية شيوعًا.
وأخيرا أبتعد عن المخاوف ومشاكل الغد وبعد الغد وتفاءل بالمستقبل, وساعد نفسك يساعدك الله والطبيب, ولا تندب الماضي وتبكي على التاريخ, لان صانعي التاريخ عند ربهم يحاسبون .. ولا تفكر فيما أصابك من الفشل والمصاعب, ولا تذهب متحسراً على ما صرفته أو ضيعته فيه, فالماضي قد مضى….وعليك بالمستقبل للتعويض عما فاتك… والله خير الحاكمين.