قد يكون العنوان مثيرا، لكنه جزء من حقيقة نبحث عنها جميعا، لنضع الامور في نصابها الطبيعي.
ففي زمن تختلط فيه الاوراق، وتتداخل الملفات فيما بينها، نكون أمس ما يكون الى الحكمة التي يفتقدها بعض المحسوبين على السياسة في بلد نزف ولا يزال نزيفه مستمرا.الحكمة التي نبحث عنها، هي أن نضع كل شئ في موضعه، من غير كيل التهم الجزاف على هذا الطرف او ذاك، حتى نتمكن من الخروج بتصور يحفظ لنا ما تبقى من انسانية يتاجر بها بعض المحسوبين على السياسة وهي منهم براء.صفوك وطبان السلطان ابن شقيقة محافظ نينوى الحالي كان ضحية لصراع داخلي بين العشيرة نفسها، وكم هي قذرة السياسة حين يكون وقودها الشباب بغير ذنب مرتكب، وكم نشعر بالالم حين يقتل البرئ من اجل التغطية على تصريح سلبي، حتى تدير الحاشية النظر وتصرفه تلقاء القتل وليس التصريح.
هل أصبح دم صفوك رخيصا الى هذا الحد، هل غادرنا رحمه الله من أجل التعمية على ما فعله خاله المحافظ نوفل العاكوب؟ هل صفوك هو الثمن، وماذا يمكن أن نقول عن دمه المهدور.الحادث شكل صدمة كبيرة لكل من عرف الشاب صاحب الاخلاق الراقية، وهو من الشخصيات الوديعة التي لا تؤذي احدا، حتى تمت تصفيته بدم بارد.
الجديد في الموضوع ما حدث من تطورات سريعة في سير عملية التحقيق حيث ذكر مصدر في أسايش أربيل، أن الحادث حصل في سيارة الضحية (صفوك) وكان بصحبة ابن عمه (حكم بسمان حمادي) وشخص آخر يدعى وطبان، حيث تم أخذ افادتهم في سير عملية التحقيق التي ستظهر نتائجها قريبا خلال الايام القادمة.
وكم نتمنى أن يطوى الزمن لتظهر النتائج التي تبين ملابسات ما حدث إن كان صفوك مات (منتحرا) أو اطلق عليه النار من مسافة قريبة، والشهود سيكون لهم دور في كشف الجاني الحقيقي وعدم حرف الموضوع عن مساره.الذي حصل بالضبط وفق المعطيات هو الخلافات الداخلية والمشكلات العشائرية داخل المحيط العائلي، الذي دفع ثمنه غاليا الشباب صفوك السلطان رحمه الله.في كل مرة نتمنى أن تكون مأساتنا خاتمة المآسي، لكن الواقع يحدثنا عن نفوس مريضة تحاول أن تصطاد لالماء العكر، وتصفي حتى الاقرباء من أجل البقاء في كرسي السلطة الذي هو ليس أكثر من كرسي الحلاق.رحمك الله صفوك.. وأسكنك فسيح جناته.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.