غادرنا من نُحبهم نحو حتفهم لِيُغيبّوا في القبور الجماعية.كان يوم 08.09.1988 لحظة توديع عوائلنا في وادي مراني الموازي لسفح جبل كارة أثناء عمليات الأنفال في آب 1988 ذهبت عوائلنا ولم تعد.
أطفال.. نساء بينهن حوامل.. رجال.. ..شيوخ .. كهول.. مرضى .. معوقين… ذَكرتْ حينها قيادة الجبهة الكوردستانية ان عدد المفقودين في عمليات الأنفال بلغ . 182,000مائة واثنان وثمانون ألف نسمة
.المجرم كان صدام وحكمه وحزبه…. واُعدِم واعتبرت الأنفال جينوسايد
…………….
بعد 26 عاما على جريمة الأنفال
وفي آب 2014 دفعت سنجار لوحدها أكثر 10000 ضحية بين مخطوفين وجرحى وشهداء وسبايا .. ونزح من ديارها أكثر من 350 ألف إنسان وتشردوا في بقاع الدنيا.
المأساة مازالت مستمرة والمجرمين مازالوا طلقاء بل ما زالوا يتمادون في إجرامهم كل يوم. .. خشيتي الكبرى ان تُقيد جريمة سنجار ضد مجهول!! وغدا حين يقف القتال سيظهر لنا من يُهندس عفو عام، ويعود المجرِمون فرحين بالعفو لديارهم،
ويعود الضحايا الناجين لأطلال قُراهم في سنجار، وبحزاني، وبعشيقة وليس لديهم سوى عبارة الله ينتقم من اللّي كان السبب ،وينسون ان كلمة الله اكبر سبقت كل الجرائم التي لحقت بهم وبمناطقهم ،وكما أنّ بعض من ساهموا بِجرائم الأنفال تجدهم اليوم طليقين، وأحرار بفعل العفو أو غيره، بل بعضهم تبوأ مواقع مُهمة في الحكومة والبرلمان في بغداد واربيل، والسليمانية أيضا،سنجد أيضا اليوم المجرمين الذين استباحوا سنجار يسرحون ويمرحون.. وسيكون من يُسِمعِنا يَلا (كريف) أنت قلبك طيب، وواسع وعفا الله عما سلف
سنجمع أشلاء ضحايانا إن وجدناها .. وستذرف نسائنا الدموع على القبور وسيكتب شعرائنا قصائد لهم ليترنم بها المطربون مع أحزاننا .. سَيُمنح الشاعر الجوائز وسُيكرم تثميناَ لقصائده عن الشهداء وسيُمنح الكتاب مِثلهم بالجوائز لأنهم ارشَفوا الجرائم وسُيمنح الرسامون كذلك كالبقية بالجوائز المماثلة لأنهم رسموا الآلام وسيمنح و سيمنح غيرهم وغيرهم بالمزيد من الجوائز
لكن من دُفن وقُتل وتَشرد وخُطف وسُبي سيبقى في دائرة النسيان فقط سنتذكره في الاحتفالات حين نقف دقيقة حداد على أرواح الشهداء
هذا ماعلمتني اياهُ عمليات الانفال العسكرية عام 1988