رغم أن ماقد کشف عنه عضو لجنة الامن القومي و السياسة الخارجية في البرلمان الايراني جواد کريمي قدوسي بشأن”وجود مئات الكتائب العسكرية التابعة للجمهورية الإسلامية التي تقاتل إلى جانب بشار الأسد، مؤكدا وقوف طهران خلف “الانتصارات” التي حققها جيش النظام الحاكم في دمشق مؤخرا.”، بحسب ماتناقلته وکالات الانباء أخيرا، ليس بالمعلومة الجديدة و الطارئة، لکنها مع ذلك تکتسب أهميتها لکونها تضع النقاط على الاحرف و تسمي الاشياء بأسمائها الحقيقية، وهي بادرة من المهم أن يأخذ نوري المالکي الموعظة و الدرس و العبرة المفيدة منها.
رئيس الوزراء العراقي و عشية زيارته الاخيرة للولايات المتحدة الامريکية، تمت مواجهته بالکثير من الامور و المسائل التي وضعته في موقف محرج، إذ ظهر وکأن الجميع”ولاسيما أعضاء الکونغرس الامريکي”، يقولون له و باسلوب دبلوماسي: أنت کذاب! لکن المالکي و عوضا أن تتملکه الجرأة و الشجاعة الادبية و يواجه الموقف برباطة جأش، ظهر وکأنه يمسح قطرات العرق(التي لايبدو أن الکثير منها قد بقى في جبين المالکي).
موقف المالکي من السنة و الاکراد و المعارضين الايرانيين في العراق، ملفات و قضايا لم يعد بإمکان المالکي أن يستمر على ممارسة الکذب و التمويه بشأنها، إذ ان جميعها قد صارت في النور و لم تعد الظلمات المفتعلة تنفع بشئ معها.
إطلاق التصريحات البراقة و المزرکشة بشأن ديمقراطية مزعومة في العراق، والتأکيدات”غير المنطقية”، على الالتزام بمبادئ حقوق الانسان في العراق، في التعامل و التعاطي مع الملفات أعلاه في العراق، لم يعد مفيدا و مجديا حتى للإستهلاك المحلي و الداخلي، لأن العبرة ليست في إطلاق التصريحات و التنظيرات المنمقة في الغرف المغلقة، وانما في المحصلة الاخيرة على أرض الواقع، حيث تتبخر مزاعم و تأکيدات المالکي و وزارة “حقوق انسانه”، مع سخونة حقيقة الواقع، فسياسات الاقصاء و التهميش ضد الخصوم”الطائفيين و العرقيين”قائمة على قدم و ساق وهي لو تمت ملاحظتها بدقة لتأکد بأنها تصب في مصلحة طهران لوحدها.
المالکي الذي يريد إقناع العالم بأن مجزرة بشرية قتل فيها 52 فردا من المعارضين الايرانيين، انما تم بدون علمه و إرادته و الانکى من ذلك يريد الايحاء بأنه غاضب و يطالب بالانتقام لسيادة العراق المنتهکة من خلال ذلك، لکنه يعلم أن العالم کله يعلم علم اليقين بأن المستفيد الوحيد من هذه المجزرة التي ترقى الى جريمة ضد الانسانية، انما هو النظام الايراني دون سواه، وان تبريراته المثيرة للسخرية و التهکم لاتساوي شيئا و لاتمتلك أقل درجة و مستوى من المصداقية و الواقعية.
من المؤکد بأن المالکي يبدو حاليا مثل المحاصر و المحشور في زاوية ضيقة جدا، وهو بحاله و وضعه هذا لايصلح لشئ سوى التبديل، ولاندري هل أنه سيدرك بأن النظام الايراني اسوأ بکثير من الغرب عند إنتفاء الحاجة لخدمات(رجاله)، وقد يکون بإمکان المالکي أن يقدم في عامه الاخير من البقاء في منصب رئاسة الوزراء شيئا ما من الممکن أن يغير الکثير من الامور على أرض الواقع، ولو کان مثلا بصراحة 10% من صراحة قدوسي بشأن نفوذ النظام الايراني في العراق، فإنه سيفجر مفاجأة قد تستمر نتائجها و تداعياتها حتى طهران ذاتها!
[email protected]