23 ديسمبر، 2024 1:36 ص

هل سيکف النظام الايراني عن تدخلاته في العراق والمنطقة؟

هل سيکف النظام الايراني عن تدخلاته في العراق والمنطقة؟

کثيرة ومتباينة الاخطار والتهديدات التي تواجه العراق في طريقه من أجل إعادة البناء وإستتباب الامن والاستقرار فيه، لکن من دون أي شك فإن التهديد الاقوى والاکثر تأثيرا کان ولايزال دور ونفوذ النظام الايراني وتدخلاته المختلفة ولاسيما من حيث الاحزاب والميليشيات التابعة له، وبقدر ماهناك جهود مختلفة من أجل فك إرتباط العراق بالنظام الايراني وضمان إستقلالية القرار السياسي العراقي، فإن هناك بالمقابل جهدا غير عاديا من جانب النظام الايراني وأذرعه من أجل ترسيخ نفوذه وهيمنته في العراق وجعله أمرا واقعا لايمکن أن يقبل النقاش.
سعي النظام الايراني من أجل ربط العراق به سياسيا وإقتصاديا وفکريا لم يتوقف ولاسيما بعد الاحتلال الامريکي للعراق وفتح المجال واسعا أمامه لکي يلعب دوره بذلك الاتجاه، ومن دون شك فلايمکن أبدا تجاهل حقيقة سعي هذا النظام وأذنابه في العراق من أجل إستنساخ نظام ولاية الفقيه في العراق، وهذا الامر بدأ بطرق واساليب قسرية غلب عليها طابع الابتزاز والترهيب، لکن يجب القول أيضا بأنه ومع کل تلك الاساليب القمعية التعسفية فإن النظام الايراني وأذنابه لمسوا رفضا ونفورا من جانب الشارع العراقي لإعادة إستنساخ نظام ولاية الفقيه في العراق والذي صدم طهران وأذنابها کثيرا هو إن المکون الشيعي في العراق بذاته قد وقف ويقف ضد هذا المسعى.
رفض الشارع العراقي عموما والمکون الشيعي فيه خصوصا لإعادة إستنساخ نظام ولاية الفقيه في العراق، هل سيٶدي بالضرورة الى أن يکف النظام الايراني عن سعيه بهذا الاتجاه أو أن يحد من دوره وتدخلاته؟ في الواقع إن کل من تصور بأن النظام الايراني سيوقف مساعيه من أجل إعادة إستنساخ نظامه ولاية الفقيه في العراق وکذلك يحد من دوره ونفوذه فيه، فإنه لايعرف ولايفهم شيئا عن حقيقة دور ونفوذ النظام الايراني وعن مشروعه المشبوه في العراق. التوقف الظاهري والشکلي للمساعي المبذولة من جانب النظام الايراني وأذنابه حاليا من أجل إعادة إستنساخ نظام ولاية الفقيه حاليا ليست إلا مسألة تکتيکية تهدف الى إمتصاص زخم الرفض والنفور القوي لهذا المسعى ذلك إن هذه المساعي لازالت مبذولة ولکن باسلوب آخر وهو العمل على “تطهير”الشارع العراقي عموما والشيعي منه خصوصا من الرافضين الناشطين لدور ونفوذ النظام الايراني ولأذنابه في العراق، وإن هذه الحقيقة لايجب أن تغيب عن البال أبدا، ذلك إن نظاما لايرحم شعبه ويقوم بقمعه بأعنف الطرق وأکثرها دموية ولاسيما ماجرى مع إنتفاضة 15 تشرين الثاني/نوفمبر2019، وکذلك إذا ماتذکرنا جرائمه ومجازره بحق معارضيه والتي تتجاوز کل الحدود کما کان الحال مع مجزرة صيف عام 1988، بحق أکثر من 30 ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار مجاهدي خلق، يجب أن نتيقن بأنه سيکون أسوأ وأکثر إجراما مع الشعب العراقي، وليس هناك من خيار أمام الشعب العراقي وقواه الوطنية سوى الاستمرار في مواصلة رفض دور ونفوذ هذا النظام والدعوة الى حل الميليشيات المسلحة التابعة له.