22 نوفمبر، 2024 6:29 م
Search
Close this search box.

هل سيکافئونهم على سوء معشرهم؟

هل سيکافئونهم على سوء معشرهم؟

هناك الکثير من الاحاديث التي تروى عن العراقيين الذين کانوا في إيران أيام الحرب العراقية ـ الايرانية، والتي تعکس مدى المعاناة التي يعاني منها العراقيين على يد الاجهزة المختلفة في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية والتي کانت تدل على الى أي حد کانت تتم الاستهانة بهم والتقليل من شأنهم، وکان هناك أبواق وأقلم مأجورة تدافع عن النظام وتکذب کل تلك المعلومات، خصوصا وإن هذا النظام زعم ويزعم بأن المسلمين عموما والشيعة خصوصا يحظون برعاية خاصة من جانب هذا النظام الذي طالما إدعى ويدعي بأنه المدافع الوحيد عن المسلمين.
التصريحات الاخيرة التي أدلى بها السياسي العراقي، عزت الشابندر، يوم السبت الماضي، والتي کشف فيها عن جانب من المعاناة التي كان يعيشها العراقيون في إيران ابان الحرب العراقية – الإيرانية التي استمرت ثمانية اعوام وانتهت في 8 اب 1988. وقال الشابندر في مقابلة متلفزة بأن:” العراقيين الذين لجأوا الى إيران ابان الحرب بين البلدين، لمحاربة بلدهم العراق، عاشوا حياة مليئة بالمعاناة والمذلة، بالرغم من انهم كانوا يدافعون عن الايرانيين ويقاتلون اخوتهم العراقيين”، حيث بين بأنه و”عندما كان العراقيون يريدون اجراء أي معاملة في الدوائر الحكومية بإيران كانوا يتلقون الشتائم والبصق في وجوههم من الموظفين الإيرانيين، وعند توجههم للحرس الثوري كانوا يردون خائبين دون جدوى”، مستطردا من إنه”حتى في مجال التعليم لم يسمح الإيرانيين للعراقيين بتسجيل ابناءهم في المدارس”، وإنه”في فترة الحرب كانت الحكومة الإيرانية توزع على مواطنيها الداعمين والمعارضين للحكومة، كارت اخضر يقوم الإيراني عن طريقه بشراء ما يحتاجه بكلفة منخفضة، ماعدا العراقيين لم يعطوهم أي شيء بالرغم من انهم تركوا اهاليهم للقتال مع ايران ضد بلادهم العراق”، هذا الى جانب معلومات مهمة أخرى تقال هنا وهناك تکشف جوانب أکثر سوادا ومأساوية وإحتقارا للعراقيين من جانب النظام الذي کان يستخدمهم ولايزال کمجرد أداة ووسيلة من أجل تحقيق الاهداف والغايات المبيتة، بل وإن البعض من الذين کانوا يقاتلون ضد القوات العراقية وحتى تعوقوا وقتل الکثير منهم، فإن النظام کان يعاملهم کعملاء وبصورة مکشوفة وواضحة.
اليوم، وکما نرى فإن أغلب قادة العراق البارزين هم من هذا الصنف، أي من الذين قاتلوا مع الايرانيين في حرب الثمانينات ضد بلدهم وفي مقدمتهم هادي العامري وعمار الحكيم وهمام حمودي وجلال الدين الصغير وحسن السنيد ونوري المالكي وابو مهدي المهندس وقاسم الاعرجي وعبد الحليم الزهيري وعلي العلاق وكل زعماء الحشد الشعبي بدون استثناء واخرين كثر. ولاشك من إن الذي يثير الکثير من الاحباط والالم، هو إن هٶلاء کما هو واضحا لايزالوا يتسابقون على تقديم الولاء لنظام لم يحترمهم أيام کانوا يقيمون عنده ولعل ماقد جرى للمجلس الاعلى الاسلامي من جراء عدم إستعداد النظام لدفع إيجار العمارة التي کان المجلس يقيم فيها وحمل صاحب العمارة طلبا بالطرد والاخلاء لهذا المجلس إنما هو مجرد واحد من النماذج البسيطة جدا بهذا الصدد، لکن مهما يکن فإنه من المحير جدا أن يخلص هٶلاء الذين تم للأمس”إهانتهم”و”الحط من شأنهم” لهذا النظام الذي لم يسلم منه حتى شعبه الذي ينتفض بوجهه منذ 28 ديسمبر/کانون الاول 2017 ويسعى من أجل إسقاطه بل والانکى من ذلك إن کل المٶشرات تدل على إن هذا النظام يسير بإتجاه نهاية لامفر منها، لکن ورغم ذلك فإن التسابق على الولاء لهذا النظام مستمر دونما إنقطاع!

أحدث المقالات