23 ديسمبر، 2024 8:45 ص

هل سيُنهي الاقتتال الدائر بالأنبار مظلومية السنة في العراق ؟

هل سيُنهي الاقتتال الدائر بالأنبار مظلومية السنة في العراق ؟

ها قد وقعت الواقعة وفُضت اعتصاماتُ الانبار بالقوة ، وحصلت المعركة التي حذرنا منها في وقت سابق ، من خلال عددٍ من المقالات التي كتبناها في الصحف والمواقع ، وهي المعركة نفسها التي حذر منها ، ومعنا عددٌ من المحللين والباحثين في الشأن العراقي  أن فض الاعتصامات للعرب السنة في الانبار سيتجه بالعراق نحو التقسيم والفوضى والدخول في نفق مظلم لايمكن الخروج منه بسهولة لانه سيكلف العراقيين مزيداً من التضحيات و مزيداً من الخسائر بالارواح, مايحصل الآن من معارك على أرض مدينتي الفلوجة والرمادي غربي العراق يبدو أنه قد خُطط له بشكل جيد من أطراف داخلية وأخرى خارجية لإحراق العراق شعباً وأرضاً ،
و بعد سنة كاملة من الحراك السلمي الذي لم يحقق شيئاً يُذكر لأهل السنة ، ونحن نراه اليوم تحوّل الى اقتتال . وبغض النظر عن المتسبب بذلك ، هل سيُنهي هذا الاقتتال مظلومية السنة ؟ والسؤال الأهم  لماذا لم يذهب السنة منذ البداية للاقتتال ؟ ، والمالكي منذ أول ظهور له كان صريحاً معهم بأقواله المشهورة انتهوا قبل أن تُنهَوا ، وقال لقد أسمعتم صوتكم وانهُوا قضيتكم  الى اخره من ألفاظ المالكي ، الى حين حصول مجزرة الحويجة وبعدها خرجتم للعالم وللجماهير بانكم أحرقتم المطالب وكانت اسم الجمعة القادمة حينها “جمعة حرق المطالب” وانتظرنا ماذا بعد إحراق المطالب ؟ ، بعدها طرحتم خياراتٍ للخلاص من هذه الأزمة المستعصية مع الحكومة ، الخيار الاول هو الإقليم ، والخيار الثاني هوالسير نحو الاقتتال بعد فض الاعتصامات ، وكان هذا بالنسبة لكم خياراً صعباً ، واليوم تحقق المطلب الثاني الذي دفعكم إليه المالكي دفعاً هو خيار الاقتتال ، وأنا هنا أسأل : لماذا لم تذهبوا منذ البداية الى خيار الحرب ؟ ، طبعاً أنا ضد هذا الخيار منذ اللحظات الاولى جملةً وتفصيلاً ، لأن ثمن الحرب غالٍ جداً ، دماء وخراب
سنة كاملة مرت ولم تستطيعوا تحقيق مطلب واحد لكم ! ،
سنة مرت ولم تتمكنوا من إنتاج مشروع خلاص لكم يحفظ دماءكم ! ،
 سنة مرت ولم تحصدوا سوى القتل والتفجير والاعتقال والاغتيال ! ،
وهنا أكرر السؤال مرة ثانية : ماذا بعد الاقتتال ؟ ، وهل سيُنهي كل مشكلاتكم العويصة منذ عشر سنوات ؟، لا أعرف ، هل أنتم بعد الاقتتال بصدد إعلان الاقليم أو الانفصال مثلا الذي بدأتم تلوحون به لفصل ست محافظات عراقية ؟ ، فلماذا إذاً أنتم ذهبتم للقتال ؟ ، هل أنتم عاجزون ؟ ،هل تريدون مزيداً من الدماء تسيل من كل الاطراف ، هل تريدون من الأنبار أن تُصبح “سوريا” جديدة ؟، لأن العالم الآن كلَه ضدكم وبدأت الانظار باتجاهكم أنكم “داعش” ويجب مقاتلتكم ! ، هذا الذي فهمه العالم الغربي ، فالمالكي الآن في نظرهم أصبح رجل المرحلة ، لأنه مُحقّ بمحاربة الإرهاب وقاعدة وداعش على أرض الانبار  هذه طبعاً نظرتم الى المالكي وهو الآن بدأ يُصدّر نفسه للجمهور الشيعي على أنه زعيم عراقي خالص ورجل المرحلة ، من أجل كسب ودهم للانتخابات القادمة, أنا اعتقد إن استمرت المعارك على أرض الانبار فإن المالكي هو المستفيد الاول منها على حساب دماءكم وعلى حساب دماء القوات الأمنية، والحجة مقاتلة الارهاب . قبل أيام ظهر المالكي في كلمته الأسبوعية قائلاً “إن المعركة طويلة” ، يعني أن المشهد العراقي سيتعقد أكثر فأكثر ، وعلينا أن نسأل :ماذا بعد الاقتتال وماهي الخطوة التالية ؟ . أتابع البعض من المتعاطفين عبر الفضائيات وبعض والشخصيات العشائرية وشخصيات لها باعٌ طويل في العمل المسلح وتجار الدم وهي تُصرّح: إننا قادمون لإسقاط الدستور وتحرير بغداد والقضاء على المالكي… والسؤال كيف وماذا تتنظرون للقضاء عليه ؟!!! . هؤلاء يتصورون أن الموضوع لعبة من لعب”الكميز” أو حلقة من مسلسل “علم دار” وهو يدخل بمسدسه لوحده ليسقط معسكراً بأكمله !. ماهذه العقول التي تقود السنة ؟!، يجب اتخاذ قرار حاسم واستعمال العقل بدلا من العاطفة، وإبعاد هؤلاء تجار الدم والسلاح من الساحة ، وتجنيب البلاد والعباد مطحنة دموية وإبادة قادمة لكم ، وهذا لايتم الى بتوحيد الصفوف وإنتاج مشروع يحميكم من آلة أيِ رئيس وزراء عراقي قادم . لان المشكلة اليوم ليست بالمالكي ، فهو سيرحل لا محالة ، إنما المشكلة مابعد المالكي والمرحلة القادمة ، وهل أن الاقتتال سيحل مشكلة أخطاء أمريكا في العراق وأخطاءكم المتكررة ؟!