من يقرأ التاريخ جيدا يعلم أن قيمة الكرسي ( كرسي السلطة ) في الحياة الدنيوية قيمه ليس لها مثيل ولا بديل ولا حتى كنوز الأرض وأموال قارون تعادل لحظات معدودة يجلس فيها المرء على هذا الكرسي الجبار، التاريخ يكتب لنا حوادث كثيرة منها انقلاب الأبن على أبيه وقتل الأخ لأخيه واتفاق أبن الأخ على عمه وخاله وربما حتى على نفسه إن شك بها ، هكذا هو كرسي السطلة ، السيد المالكي لا يختلف عن السابقين ولا عن اللاحقين وحاله حال تمسك الأسد بعد أن أصبح الشرف السوري أرخص شرف في دول الجوار ( حتى لو كان زواجا شرعيا ) والأسد لا يهتم لشرف السوريات بقدر اهتمامه بالمنصب حتى لو تم بيع شرف كل السوريات في سوق النخاسة الإقليمية ، المهم هو التشبث بالكرسي وقبله القذافي وعلي صالح والأسماء كثيرة لو اردنا أن نكتب الأسماء .
السيد السيستاني يعرف جيدا أن المظاهرات إن قدحت فيها الشرارة المسلحة فالنتيجة لا تكون في صالح ( الساسة الشيعة ) ولا في صالح المرجعية ولهذا حاول بطريقة منطقية وعقلية من التضحية بالمالكي واعتباره كبش فداء لشيعة العراق ( الساسة الشيعة تحديدا ) ليضمن بقاء الامور كما هي مع تقديم كافة التنازلات المقبولة والغير مقبولة تفاديا لخطر الثورة المسلحة التي ستكون فيها الساحة السورية العمق الاستراتيجي لتظاهرات العراق مع سهولة الدعم اللوجستي من الدول المؤيدة للتظاهرات ( تركيا ، قطر ، الأردن ، السعودية ، الامارات ، الكويت ، البحرين ) وبالإمكان وبالسهولة أن يصبح غرب العراق مهبط طائرات للدول أعلاه لتقديم الدعم لكلا الدولتين ( سوريا والعراق ) وعليه كانت حسابات السيد السيستاني ( ومن معه من ضباط مخابرات إيرانيين ) حسابات صحيحة في هذا الفترة .
السيد المالكي لا يؤمن بهذه النظرية لان قيمة الكرسي تجعل العيون لا ترى والعقول لا تعمل والوجدان مشوش والعاطفة عاطلة والفوضى هي البوصلة التي تتكلم مع الانا الداخلية ، ومن هاتين الفكرتين المتناقضتين بين السيستاني والمالكي بدء الخلاف يظهر للعلن بينهما ، السيستاني يقول نصرة المذهب أولى من المالكي ، المالكي يقول السيستاني عميل وإيراني وليس من حقه التدخل بالسياسة فهو رجل دين فحسب وهو غير عربي وربما يعمل لصالح السعودية وعليه لا بد أن نشمله بالمادة 4 / إرهاب .
بالإمكان شمول السيستاني بالمادة ( 4 / سوء فهم ) بعد أن نحاسبه على مباركته للعملية الديمقراطية التي تبين إنها عملية دكتاتورية بلباس ديمقراطي ، وبالإمكان محاسبة السيستاني بالمادة( 4 / نوم )لأنه ينام قرير العين حين يتم قتل أهل السنة ويصحو كالذئب إن تعرض شيعي لمظلمة ، وبالإمكان أن نحاسب السيستاني بالمادة ( 4/ فضول ) على تدخله بالقانون وهو غير عراقي ، وبالإمكان محاسبة السيستاني بالمادة ( 4/ خمس ) ونقصد الفساد الاداري الكبير ( أموال الخمس من عرق جبين العراقيين ) التي تهرب إلى خارج القطر وهي جريمة من طراز جرائم الخيانة العظمى ، وبالإمكان محاسبة نجل السيستاني بالمادة ( 4/ لفط ) على سرقة دولار من كل برميل نفط عراقي يخرج خارج العراق ، وبالإمكان محاسبة السيستاني بالمادة (4/ إرهاب )لأنه أصبح سنيا ( تسنن ) حسب فقه حزب الدعوة هذه الأيام وعليه بالإمكان وضع أسلحة كاتمة ومتفجرات في ( البراني ) واتهام المرجع بدعم الإرهاب ثم السماح له بمغادرة العراق والعودة لبلده الاصلي دون دخوله إلى السجن احتراما لعمره الكبير ولمعلوميته بالمذهب، وبهذا الحالة نكون قد أسدلنا الستار على من يفكر أن ( يرج ، يهز ، يحرك ، يخلخل ، ينحنح ، ) كرسي السلطة الذي من أجله باع بشار شرف السوريات ومستعد أن يبيع شرف السوريات القاصرات قبل بلوغهن سن النضج .