الأمام الحسين عليه السلام ثورة ضد الظلم والطغيان – حقيقة استثمرها غير المسلمين كعبرة لانهم اعتبروا ونهضوا ببلدانهم وانتزعوا استقلالا من براثن استعمار وتخلف وفوضى اكثر منا نحن المسلمين حسبما ندعي وسبب نجاح من يتخذ من قضية الحسين انموذجا ناجحا في الحياة هو احترام الانسان كثروة وقيمة جعلها الله سبحانه في المقدمة وحرم قتلها –
سنوات طويلة منذ ان انهار النظام العراقي السابق بعد وقوع الاحتلال الامريكي ونحن نزحف ملايين لاتعد ولا تحصى سيرا على الاقدام لطلب شفاعة الامام الحسين ومع ممارسة هذه الشعيرة الرائعة نسجل متناقضات غريبة عن المناسبة فلا نستغرب ان تتضاعف اسعار المواد الغذائية في ذروة ايام الزيارة استغلالا من ضعاف النفوس وعام بعد عام يزداد الظلم فلا وجود لأية بوادر لاحترام الانسان حيث سلبت امواله واشيعت احياء العشوائيات والصفيح وابتعدت الخدمات وشح الوقود وزيادة اسعاره ونسيان استقرار الكهرباء كنسيان مياه الشرب فانتشرت محطات معالجة المياه واصبح المواطن مجبرا على شراء كل شيء لعد ان كان بائع النفط يجول الازقة والحواري يتوسل الناس لبيعهم النفط ب 50 دينار للصفيحة مثلما كان المواطن يتزود بالوقود لسيارته الخاصة ب 20 دينار للتر الواحد- ازدادت حالات الفقر بشكل مخيف مثلما ازدادت اعداد الحيتان ليدخلوا ارقام الاغنى في العالم وهم يحولون اموال العراق الى الخارج ويتبجحون على انهم اسلاميين والاسلام منهم بريء –
توالت الحكومات عقب بول بريمر والشعب ينزف قتلا وترويعا استفحل بشكل مخيف في الولايتين السابقتين للسيد المالكي والتي استنزفت كل شيء في العراق واحرقت الاخضر واليابس مثلما يقال – ازدادت عمليات القتل والتغييب والاعتقالات العشوائية بفعل المخبر السري والعلني كما تعمدت ولايتي المالكي تغييب الهوية الوطنية عن كل مناحي الحاة وبخاصة الوظيفة الحكومية حيث انتزعت من معانيها الحقيقية للتأسيس لدكتاتورية انتهت بتسليم محافظات باكملها للأرهاب بدوافع مختلفة اهمها الاحتفاظ بكرسي الحكم الذي حوله الى كرسي دم بكل المعاني –
ورغم المآسي التي مرت بنا اعتقدنا للوهلة الاولى ان مغادرة المالكي ستنعكس ايجابيا على الواقع العراقي وبرغم التركة الثقيلة التي خلفها المالكي لكننا نعتقد ان معالجتها ممكنة جدا من خلال حزمة قرارات تعيد للمواطن كرامته وتجعل منه سند للحكومة وسيد في ارضه وليس عبد تلعب بمقدراته عقول لاهم لها سوى تهريب الاموال – اليوم مطلوب من السيد العبادي كمرحلة اولى معالجة اهم ملفات العراق وهي –
1- طالما ان الجميع يعترف ان الولايتين السابقتين للمالكي كانت ظالمة فعليه ان يصدر قرارات ترفع الظلم فورا ان اراد استقرارا امنيا واضحا
2- معالجة ازمة السكن بطريقة جديدة تختلف عن طريقة السراق
وهي ليست مستحيلة اذ يمكن معالجتها بربع المبالغ التي كانت تخطط له حكومات السلب والنهب
3- معالجة شح المدارس بطريقة عصرية وهي ممكنة وبسرعة
4- معالجة الوضع الصحي المأساوي للعراق بشكل عام
5- الابتعاد عن عسكرة الشارع بعد تنفيذ الفقرات التي ذكرناها لانها ستعيد ثقة المواطن بالحكومة
6- اصدار قانون اعادة اموال العراق التي نهبت خلال السنوات العشر الماضية بالاستفادة من قانون مماثل عملت علية جمهورية مصر بعد انتهاء حكم مبارك
7- معالجة الفقرات المذكورة وتنفيذها كفيل بمعالجة البطالة في العراق
8- تنفيذ المشاريع الستراتيجية المهمة التي تخدم العراق ومنها ميناء الفاو الكبير
مع ملاحظة ان كل ماذكرناه هي ليست مطالب انما حقوق مسلوبة يمكن للعبادي ان ينجزها خلال سنتين فقط وباقل من نصف مايخصصه السراق الذين يضعون نسب مبالغ فيها زيادة على التكاليف ليستولوا عليها من الشركات المنفذة — ترى هل يعمل العبادي على تنفيذ هذا البرنامج الوطني ام ان حكومته ستكون مجرد حامية لملفات الحكومتين السابقتين ؟ العلم عند الله والراسخون في اروقة البرلمان ودهاليز السلب والنهب والمحاصصة النتنة
[email protected]