الانتقاد الصريح والمباشر الذي وجهه المرشد الاعلى للنظام الايراني، خامنئي لعادل عبدالمهدي خلال زيارته الاخيرة لإيران، بشأن التقارب السعودي – العراقي، وقوله بأن هذا التقارب لا يعكس حقيقة موقف الرياض. ومخاطبته عبدالمهدي بخصوص التواجد العسکري الامريکي في العراق: “يجب التأكد من أن الأميركيين سيسحبون قواتهم من العراق بأسرع ما يمكن، لأن طردهم يصبح صعبا عندما يستمر وجودهم العسكري طويلا في أي بلد”، يمکن تفسيره سياسيا من إنه بمثابة طلب واضح من رئيس الوزراء العراقي بعدم المضي قدما في العلاقات مع السعودية وکذلك الاسراع في إخراج القوات الامريکية من العراق!
يبدو واضحا جدا بأن شهية خامنئي قد إنفتحت کثيرا بعد أن رأى کيف إن رئيس الوزراء العراقي قد کان سخيا جدا في تقديم الکثير من التسهيلات الخيالية غير المتوقعة لروحاني عند زيارته الاخيرة للعراق، ويظهر إنه يحاول أن يجرب حظه مع عبدالمهدي بأن يضع أمامه طلبين أو بالاحرى إنهما بمثابة أمرين في صورة طلبين، ومن الواضح إن ماقد طالب به خامنئي قد أثار حفيظة الاوساط العراقية والعربية على حد سواء ولذلك فقد وجد عبدالمهدي نفسه مضطرا لکي يرد على خامنئي إن نهج حكومته قائم على التعاون مع جميع دول الجوار. لکن هل إن ذلك يمثل موقفه النهائي؟
لو طابقنا التصريح الصادر عن عادل عبدالمهدي أعلاه والمتضاد مع مطلب خامنئي بشأن العلاقة مع السعودية مع تصريحات مشابهة أطلقها سلفه حيدر العبادي ولاسيما فيما يتعلق بإلتزام العراق بالعقوبات الامريکية على النظام الايراني، فإننا نتوصل الى حقيقة صادمة وهي إن التصريحات المضادة والمتعارضة مع مصالح النظام الايراني ستبقى حبرا على ورق أو إنها ستتلاشى تدريجيا کفقاعة، ذلك إن النظام الايراني ممسك بالارض بنفوذه وهيمنته کما إن له أذرع ضاربة في العراق تتمثل في الميليشيات التابعة لها أولا وفي الاحزاب والشخصيات الاخرى المرتبطة بها، هذا الى جانب الارهابي قاسم سليماني الذي يقف ککابوس على رأس کل المسٶولين العراقيين ويقوم بالتحرك في حال تصرف أحدهم بطريقة لاترضي نظامه ولم يستمع لنصح نظامه!
من الواضح جدا إن عادل عبدالمهدي ولاسيما وبعد الاتفاقيات المخجلة التي وقعها مع الرئيس الايراني روحاني، فإن عدم قبوله بما طلبه خامنئي سيکون بمثابة أن يطلق رصاصة الرحمة على منصبه ومستقبله السياسي وأغلب الظن إن ذلك التصريح المتعارض مع المرشد الاعلى لم يکن إلا لذر الرماد في الاعين وللتمويه وبعدها ستعود حليمة الى عادتها القديمة، وقد کان وسيبقى الحل الوحيد لمصيبة النفوذ الايراني في العراق بموقف حدي يتمثل أولا بحل الميليشيات العميلة لإيران وطرد عناصر وعملاء الحرس الثوري الثوري المتواجدين في العراق وبتقوية علاقات العراق مع بلدان المنطقة وبلدان العالم ووضع حد للعلاقات المشبوهة مع هذا النظام.