ليس هناك من بإمکانه أن يٶکد أن ينجح عادل عبدالمهدي المکلف بتشکيل الوزارة العراقية في تخطي وتجاوز العقبة الايرانية خصوصا وإن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يسعى بکل جهده من أجل أن يجعل التشکيلة الوزارية العراقية منسجمة مع التوجهات الايرانية وليست متعارضة معها، وعلى الرغم من إن هناك من يسعى للمراهنة على عبدالمهدي ويتصوره المنقذ المطلوب الذي سينتشل العراق من الاوضاع الوخيمة التي يعاني منها ويقود السفينة العراقية لبر الامان بسلام.
الاوضاع الوخيمة الحالية التي يواجهها النظام الايراني ولاسيما بعد تشديد الخناق عليه وتزايد عدد الدول التي باتت تحذر من التعامل مع هذا النظام وقرب حلول موعد تنفيذ الوجبة الثانية من العقوبات الامريکية، تجبره إجبارا للبحث عن طرق ومنافذ من أجل التهرب والتخلص من سطوة العقوبات الامريکية أو على الاقل تخفيفها، ومن الواضح إن العراق هو المجال الوحيد المفتوح أمامه خصوصا بعد أن بات الامريکيون يضيقون على أذرع النظام حيث كشفت مصادر أمريكية، الجمعة، عن أن الكونجرس الأمريكي وافق على مشروع قانون عقوبات جديدة ضد مليشيا حزب الله اللبناني، فيما ينتظر توقيع الرئيس دونالد ترامب عليه قبل أن يصبح نافذا. کما إن التقرير المفصل الذي نشرته وزارة الخارجية الامريکية يوم الخميس المنصرم عن النظام في ايران تطرقت فيها الى نشاطات الحرس الثوري ودعم المجاميع المسلحة في تنفيذ هجمات بأربع دول بينها العراق، يدل على إن واشنطن جادة في مواجهتها التي تخوضها ضد طهران وإنها تريد وبإصرار أن تحقق النتائج والاهداف التي تطمح إليها.
النظام الايراني وفي ظل هذه الظروف والاوضاع غير العادية يعمل لأن يضمن الاوضاع والامور في العراق من مختلف الجوانب وبطرق متعددة ومختلفة بمعنى إنه ليس يعتمد على الميليشيات بعد أن صارت مشبوهة ومعروفة بعمالتها وتبعيتها له، ولهذا فإن هذا النظام يحاول أن يوجد له أذرع أقوى وأکثر تأثيرا من الميليشيات، ومن هنا، فإنه يجب أخذ الحيطة والحذر التامين بهذا الصدد ذلك إن طهران صارت تعلم جيدا بأن مواجهتها مع الامريکيين ليست عادية بل وإنها بالغة الحساسية والخطورة، ولذلك تريد أن تتأهب وتستعد لها خصوصا وإن جبهتها الداخلية وبفعل الدور المٶثر لمنظمة مجاهدي خلق، صارت ليس لغير صالحها وانما حتى ضدها، فإنها تريد أن تضمن الجبهة العراقية لصالحها کاملا وإن النشاطات المکثفة التي يقوم بها الارهابي قاسم سليماني وإيرج مسجدي سفير النظام الايراني في العراق تدل على ذلك بوضوح ولکن من المهم جدا أن يعلم عادل عبدالمهدي وکل المتورطين مع النظام الايراني بأن الاشهر القادمة ستکون حاسمة جدا ولکن ليس لصالح طهران ولصالحهم.