23 ديسمبر، 2024 2:01 ص

هل سينجح البارزاني بما فشلت به داعش؟

هل سينجح البارزاني بما فشلت به داعش؟

تقترب ساعة الصفر، لاستقطاع جزء من شمال العراق، بتأمر غربي ومخطط صهيوامريكي، واضح لمن ينظر بزاوية الحقيقة، رغم الاعتراضات الظاهرية والشبه رسمية، لكن هناك ايادي تحت العباءة تحرك المشهد الجيوسياسي، لخلق بيئة خصبة، لتقسيم المنطقة برمتها، كما خطط لها على يد مشروع الشرق الاوسط الجديد.

صمت الدول العربية، وجلوسها على التل، وهي تنظر كيف تقسم المنطقة، إلى دويلات صغيرة متناحرة قوميا وطائفيا وعرقيا، وهذا المشهد يمر امام اعينهم، كما حصل في اتفاقية سايكس-بيكو التي اعادة رسم المنطقة، وقسمت الدول إلى ما هي عليه الآن، نظرية فرق تسد، تطبق على ارض، لحماية العروس المدللة (اسرائيل)، في حديث لشخصيات سياسية اسرائيلية، مضمونه ان اسرائيل اصبحت اكثر أمناً في السنوات العشرة الأخيرة، بعد حل الجيش العراقي، ونخر الجيش المصري بالفاسدين، وتحويل الجيوش العربية الى هياكل شكلية، مفرغة من اي قوة، تتشظى في اول اطلاقة صوتية.

اليوم والعالم ينظر الى بارزاني، وهو يبسط نفوذه، خارج حدود 2003، دون اي رادع حقيقي يوقفه عند حده، رغم كل الاشكاليات التي اثيرت، على استفتاءه وحكومته غير شرعية، والبرلمان الكردستاني منتهي الصلاحية، وفاقد للشرعية، تستوجب منا، ردة فعل بمستوى الخطر المحدق بنا، كما تعاملنا مع مخطط داعش لهدم العراق، اليوم نحن بحاجة الى تحرك عسكري، لوقف استهتار البارزاني، ومن يقف وراءه، ومن الجهات الخارجية، اعطته الضوء الأخضر، للمضي بورقة الاستفتاء، التي يترتب عليها، انفصال ونهاية العراق الواحد، وبداية لخوض حروب جديدة، تعزف على وتر المناطقية والقومية والطائفية.

إسرائيل تلك الدولة الصغيرة بجغرافيتها، والكبيرة بشيطانها، تعمل بجد وشيطنة، وتخطط بعقل شوفينية، وهي ترسم وتقسم بما تشتهي، وتسيطر على الشعوب، من خلال تحكمها بالإعلام، والحكومات العربية، وما صمت الدول الخليجية، لما يحدث في المنطقة إلا خضوع وخنوع أمام دولة بني صهيون.

الافق يشير الى اجراء الاستفتاء، واصرار بارزاني يدل على إسناده من دول كبرى، وما يدور خلف الأبواب الموصدة، هي خرائط جاهزة، تنفذ دون نقاش، أما ما سيكون بعد 25/9/2017 يحتمل سيناريوهات متعددة، أقربها إلى الواقع، هو فشل الاستفتاء، وتوجه القوات العراقية الى كركوك، وإخضاع البيشمركة الى وزارة الدفاع، وعقد اتفاقية جديدة بين إقليم كردستان وبغداد، أما السيناريو الثاني، هو إماطة اللثام عن وجه الامريكي، ليعلن حماية كردستان، ويعمل على إعلانها دولة مستقلة، وهذا سيعقد المشهد الإقليمي، خصوصا بعد تهديدات تركية وايرانية، اقتصاديا من خلال غلق الحدود، وعسكريا من خلال تمديد بقاء القوات التركية في العراق، مع مناورات عسكرية للجيش الإيراني على الحدود العراقية الكردستانية.

اما الأكثر خطورة، هو تدخل عسكري عراقي، مدعوم من الجانب الإيراني، وقوات الحشد الشعبي بكل فصائلها، لإفشال الاستفتاء، ودفع البيشمركة الى حدود 2003، وهذا سيخلق حالة من الاحتقان القومي والمناطقي والطائفي، ويجعل المنطقة على صفيح من النار تحرق الجميع، ولم تهدأ إلا بقوات خارجية كما حصل في معظم دول المتنازعة.

الأفضل الذي يجب أن يحدث، هو ترك بارزاني يجري الاستفتاء، والعمل على دعم الجانب الرافض للاستفتاء داخل الإقليم، وتسليم الحكم إلى الجهة الوطنية داخل كردستان، بدعم كبير من المركز، وسحب البساط من حزب البارزاني، والدفع بتفعيل مفاوضات جادة داخل كردستان، ضمن حدود الوطن الواحد، وتطبيق بنود الدستور بواقعية ومصداقية.