23 ديسمبر، 2024 3:52 ص

هل سينتهي حكم الدعوجية؟

هل سينتهي حكم الدعوجية؟

لعله تساؤل يراود عقول الكثير من المثقفين وأرباب الفكر والمتابعين للشأن العراقي ومفاده “هل انتهاء ولاية العبادي ستكون بداية النهاية لحكم حزب الدعوة في العراق والذي استمر لأكثر من اثني عشر عاماً، ام ان الحكم سيتجدد لهذا الحزب المذكور سلفاً وبشخصية بعيدة عن الأنظار ومبهمة”.

إذا كانت السنوات الماضية احتكرت لحزب معين دون تقديم أي إنجاز عمراني أو تطور في بنى البلد لا بل أعادت هذه الزمرة البلد إلى الوراء وجعلت منه أضحوكةً ومرتعاً للدول وصارت تجول وتصول به وتعبث بخيراته دونما مانع، فلذا بات من الحري اليوم أن تتغير عناصر السلطة وأخص بها منصب رئيس الوزراء كون أن الايدلوجيات والعقلية التي تدار بها السلطة من قبل رجالات الدعوة هي ذات العقول و الايدلوجيات والفكر بقيادة البلد، لذا فأن إخراج إدارة البلد وخيراته من هذه الزمرة بات ضروريا كونها وكما أشرنا لا يحدث تغيير بتغيير الشخوص.
تجربة الإخوانجية الدعوجية في حكم العراق سوف تزول ولو بعد حين غرة وسينهار وجودهم داخل الشارع العراقي بعد أن يفقدوا لجام السلطة وتضيع من بين أيديهم.
نعم أيها السادة لقد نسف الدعوجيين كل الأسس والمبتنيات والثوابت التي رسمها الحزب وبني عليها بنيانه منذ سبعينيات القرن الماضي تماشياً مع مصالحهم الشخصية والذاتية ومحاولتهم لتأسيس اقطاعيات عائلية ونهشهم للثروات وتقسيمها على الدعاة كل حسب ثقله ووزنه ضمن معادلة يضعون قوانينها ولوغارتماتها جحافل الحزب والمهيمنين عليه، وأصبحت تلك الأموال حصصا قسمت وفق قانون ميراثي لايوجد في شرع سماوي ولا في قانون وضعي وانما رسموا ملامحه بحسب ما آلت إليه عقولهم ويخلو من الكسور وسالب الأرقام ليكون ذا مرونة عالية دون التقييد بنسب وقوانين رياضية معينة.
الا انه وللأسف فأن الدعاة لم يتعضوا من دروس الأنظمة السابقة والتي ليست ببعيدة، والدرس المهم الذي لابد من إدراكه وهو أن السقوط في مستنقع الدكتاتورية والاقطاعية الحكومية سيورثهم السقوط الحتمي في وحل الهزيمة دون أدنى شعور.
مازالت هيمنة السلطة واحتكارها من أولويات حزب الدعاة ظنا منهم انها استمرار لديمومتهم وبقاءهم في خضم المعترك السياسي كون النفوذ السلطوي يعزز من تواجدهم في الساحة السياسية العراقية الا انهم غفلوا عن حقيقة دخولهم من أوسع أبواب الانحدار السياسي وسيلعنوا على لسان التأريخ.
هل سنرى زوالا لدولة الدعاة أم أن الزمن كفيل بتعريتهم أكثر قبل أن تتم إزالتهم.
لكن يبقى الامل موجودا ، لان بالامل تتحقق الاهداف وتسعد البشرية ونتمنى ان لا يفقد الامل في عراقنا الجريح ، كما واننا نتمنى ان الايدي التي صوتت ضد الدعوة في الانتخابات ومنحت اصواتها لطاقات وكفاءات ونخب جديدة لم تشارك في السياسة سابقا ودخلت كمستقلة او لديها هم وطني او دفعتها حاجة البلد للترشح ، فنرجوا ان تجدد في الانتخابات المقبلة ذات الخطوة وتغير ماتبقى من الوجوه الفاسدة .وندعوا ممثلي الشعب الجدد والحكومة الجديدة لتقديم الافضل حتى لا تترحم الناس على الدعوجية كما ترحمت على صدام حسين.