20 مايو، 2024 12:22 م
Search
Close this search box.

هل سيموت الياسمين الشامي ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

في ظل التطورات الاخيره في منطقة الشرق الاوسط وعلى وجه الخصوص في سوريا ونتيجة لسرعة الايقاع الدموي الذي  من المتوقع ان ترقص عليه جثث الابرياء وتتدفق دماء النساء والاطفال دون واعزٍ من ضمير الانسانية وتحت اغطيةٍ بالية وذرائع مهزوزة يشترك بها  الراي العام الدولي والمعارضة السوريا وحتى الحكومة السورية الحالية  في إراقت مزيداٍ من الدموع والدماء معاً مدمرةَ  وردة الياسمين الشامي من جذور حسنها وبهائها الضارب في عمق التاريخ . وفي صخب هذه الاحداث المتسارعة .. ينبري وزير الخارجية الفرنسي الاسبق (رولان ديما)   . كاشفاً في تصريح له عبر قناة lcd   الفرنسية ان عملية تدمير سوريا بدأت قبل عامين من بريطانيا لتدميرها وتدمير نظامها لانه يعارض اسرائيل وذَكرَ إنه طـُـلِبَ منه دعم هذه العملية لكنه رفض … ونُــقِل عن رئيس وزراء اسرائيل ان اسرائيل ستتكفل بالدول المجاوره ومن لم تتمكن منها سوف تحاربها . وقد جاء في لقاءه (( ان العملية معقدة جدا . العالم كله في سوريا .  قبل سنتين كنت في بريطانيا (والكلام لرونو ديما ) في مهمة اخرى وليس من اجل سوريا والتقيت مسئولين بريطانيين بعضهم اصدقائي قالوا لي ان شيءً ما سيحدث في سوريا كان هذا في بريطانيا وليس في امريكا … بريطانيا كانت تـُـحَضرْ لاقتحام سوريا وسألوني عما كنت كوزير خارجية سأشارك في العملية فأجبت ان ليس لنا مصلحة في الامر اقول كل هذا لأشير لكم بان كل العملية تم التخطيط لها من زمنِ بعيد بهدف تدمير النظام السوري لانه معارض لاسرائيل ورئيس الحكومة الاسرائيلية قال لي حين ذاك سنتكفل بالدول المجاوره ومن لم نقدر عليها سنحاربها ))  .
 ويُـذكر ان استخدام السلاح الكيمياوي محظور بموجب عدة اتفاقيات دولية ، ويعتبر استخدامه غير شرعي حسب القانون الانساني الدولي .  ومن المعروف ان السلاح الكيمياوي المستخدم كان غاز الاعصاب “سارين”.وكانت التقارير الاولية عن هجوم غوطة دمشق قد نقلت عن مسؤولين في منظمة اطباء بلا حدود قولهم إن 355 شخصا قتلوا جراء استخدام الاسلحة الكيمياوية . وكان أمير سعودي وثيق الصلة بواشنطن يقف في قلب الدعوة للحرب على سوريا .  وكان على الرغم من مغادرة الأمير السعودي العاصمة الأمريكية منذ ثماني سنوات قد استمر تأثيره على ما لا يقل عن خمسة رؤساء أمريكان . وانه عاود الظهور كشخصية محورية في محاولة اقناع  الولايات المتحدة وحلفائها لتغيير توازن ساحة القتال في سوريا  .  وإن الأمير  الذي عينه عمه العاهل السعودي العام الماضي ليرأس المخابرات السعودية   كان على مدى شهور يعمل بصورة حصرية  لحشد التأييد الدولي للمعارضة المسلحة السورية  بما في ذلك تسليحها وتدريبها سعيا لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد . و إن المخابرات السعودية برئاسة الأمير كانت أول من نبهت حلفاءها  الغربيين إلى استخدام النظام السوري المزعوم لغاز السارين في فبراير/ شباط الماضي . و إنه على الرغم من فشله في الرحلة التي قام بها في وقت سابق  إلى روسيا ،  لإقناع الرئيس فلادمير  بوتن  بسحب تأييده للرئيس السوري ، فإن الأمير يحظى بنفوذ كبير في الغرب ، ويعود جزء من ذلك إلى الصداقات التي كونها أثناء إقامته في واشنطن . وأنه خلال عمله سفيرا ، كان قد خَــلـفَ آثاراً ما زالت واضحة ، حيث كان من أشد المطالبين بغزو الولايات المتحدة للعراق عام 2003. وأن الأمير كان يعمل بصورة مباشرة مع المخابرات المركزية الأمريكية منذ العام الماضي لتدريب مسلحي المعارضة في الأردن بالقرب مع الحدود السورية. الى ذلك عقد الرئيس الأمريكي باراك أوباما اجتماعا طارئا لمناقشة الحملة العنيفة على الإخوان المسلمين في مصر ، ليواجه تحديا أضخم يتمثل في هجوم كيميائي في سوريا و إن الحدثين يمثلان تحديين واضحين وفوريين للسياسة الأمريكية ، فهل يجب قطع المعونة الأمريكية لمصر ؟ وهل تشن امريكا ضربات جوية على سوريا ؟ و إن الرد الأمريكي سيحكمه بصورة جزئية مدى التزام أوباما بإستراتيجية سياسته ألخارجية التي تتمثل بتقليص تدخل الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ، مما يسمح له بالتركيز على الإصلاح الداخلي. و إن هذه الاستراتيجية تتضمن مشكلة كبيرة. حيث أن سياسة الولايات المتحدة في المنطقة كانت تستند على علاقات قوية مع خمسة أطراف أساسية: إسرائيل، والسعودية، ومصر، وتركيا ودول الخليج . سبب أن الوضع الذي كان قائما في الشرق الأوسط قد انتهى ، وأصبح حلفاء الولايات المتحدة التقليديون يضغطون من اتجاهات مغايرة.. فيما إن تحليل العينات التي جمعها المبعوثون الدوليون في سوريا  قد يستغرق اسبوعين على الأقل . وقد عـَــبـَـرْ الفريق الدولي  الى الاراضي اللبنانية بعد ساعات فقط من تصريح الرئيس الامريكي باراك اوباما بأنه يدرس امكانية توجيه “ضربة محدودة” الى سوريا وقال إن الهجوم الكيماوي يعتبر “تحديا للعالم” وانه يهدد “الامن القومي الامريكي.” ووصف الرئيس الأسد بأنه “قاتل ومجرم . كل هذه التحديات سوف يذهب جرائها الابرياء من ابناء الشعب السوري الذي بات مشردا بين بلدان العالم  والذي سوف يدفع مزيداٍ من الدماء نزولا لرغبات دول المنطقة في تغير نظام الحكم الحالي في سوريا فهل ينجوا ورد الياسمين الشامي من قذائف ( الترنادوا ) ام سيموت كمدا على تراب الشام …  

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب