23 ديسمبر، 2024 7:21 م

هل سيمنع المالكي بث مسلسل ناجي عطا الله بعد ان استهزء بحزب الله ؟

هل سيمنع المالكي بث مسلسل ناجي عطا الله بعد ان استهزء بحزب الله ؟

يبدو ان الحرب “الكونية” على اتباع اهل البيت (بشار الاسد وخامنئي والمالكي وحسن نصر الله وغيرهم) لم ولن تتوقف ,وان هذه الحرب الشاملة طرقت كل الابواب لتشمل حتى المسلسلات الفنية !,ربما هذا ما سيقوله اتباع حزب الله وايران وهم يتابعون مسلسل فرقة ناجي عطا الله التي يقوم بلعب الدورس الرئيسي فيها الفنان المشهور عادل امام.بل لقد قالها موقع قناة المنار التابعة لحزب الله فعلا حين نشر يقول (عادل إمام متاجراً بكليشيه «حزب الله» في “فرقة ناجي عطالله”).
من خلال متابعتي لبعض حلقات هذا المسلسل استطعت ان اميز بدقة ان غاية المسلسل الاساسية هي “التطبيع الدرامي” مع الكيان الصهيوني,وقد اختير عال امام لتمثيل هذا الدور لشهرته ,بل لكونه اشهر ممثل موجود على الساحة العربية حاليا بغض النظر ان كانت هذه الشهرة سلبا او ايجابا. فدعوة عطا الله لعدم قتل اليهود واكتفاءه بسرقة الاموال هي احد اهم اهداف الاعلام اليهودي الذي يؤمن باسلوب التدرج في ايصال الفكرة,فاليهود على استعداد ان يمنحوا مليون دولار لكل فلسطيني او اسلامي مقابل ان يسلم حزامه الناسف لهم بدلا من ان يفجره فيهم,ويبدو ان عادل امام نجح في ايصال هذه الفكرة بدون كثير من العناء اليهودي!.
لقد حاول المسلسل تشويه صورة المقاومة الفلسطينية حين كان يتكلم عنهم بشيء من السخرية , فقد اسقط خيبة ومكانة حركة حماس وهو يتهكم على خلافاتها مع السلطة الفلسطينية بشيء من السخرية ,وكان انتقاد اهل غزة للمسلسل كبير حين اظهر صور فتيات يرتدين البطلون الجينز على خلاف عادات اهل غزة الاسلامية .ثم انتقل عادل امام من السخرية من حماس الى السخرية من حزب الله,لكنها سخرية اكبر هذه المرة لانها لم تكتفي باطلاق بعض العبارات المضحكة,وانما من خلال اتهام حزب الله بانه يمارس الكذب حين يدعي انه اسر ثمانية جنود اسرائيليين رغم علمه بانهم مصريون وانهم نفذوا عملية “فدائية” في تل ابيب وكان عليه ان يكرمهم بدلا من ان يبتزهم بهذا الشكل المقرف!!.
فاحداث القصة تقول ان فرقة عطا الله عندما وقعت بيد حزب الله,سارع الحزب الى الاعلان عن انه اسر ثمانية جنود اسرائيليين في ذات الوقت الذي تظهر فيه فرقة عطا الله وهي تتناول الطعام مع قادة حزب الله في اشارة الى انهم يعرفون حقيقة انهم ليسوا  اسرائليين !,ثم جاءت الضربة القاضية حين بدا حزب الله يساوم فرقة عطا الله بين ان يسلمهم الى اسرائيل او ان يقوموا بانفسهم باسر ثمان جنود اسرائيليين كبدلاء عنهم حتى يطلق حزب الله سراحهم!,وهي مساومة تشير بصورة مباشرة الى خسة تعامل حزب الله مع هؤلاء “الفدائيين” العرب ,والى انه لا يبالي بمدى نزاهته ومصداقية خطابه خصوصا وان بامكان اي مشاهد ان يسال نفسه,لنفرض فعلا ان صفقة التبادل قد جرت فعلا بين حزب الله واسرائيل وانه قام فعلا بتسليم اولئك الجنود الذين اسرهم عطا الله الى الجانب اليهودي,الم يكن بمقدورهم ان يقولوا لهم ان هؤلاء لا يشبهون الاشخاص الذين ظهروا في الاعلان؟؟.هذا سؤال ضمني دار في مخيلة اغلب من شاهد المسلسل,وهو يحمل اشارة ضمنية بالغة السوء تجاه حزب الله.مثلما ان احداث هذه الواقعة من المسلسل تثير في نفس المشاهد السؤال حول مدى “مروءة” حزب الله او “خسته” حين يطلب من عطا الله ان يقوم هو بنفسه باسر ثماني جنود اسرائيليين بينما كان من المفروض ان يقوم حزب الله هو بهذه العملية اعترافا بخطئه في اعلانه اسر جنود اسرائيلين تبين لاحقا انهم مصريين!.
ربما كان المغزى الاساسي لكاتب السيناريو هو سعي الكاتب الى المقارنة بين عملية اسر فرقة عطا الله من قبل حزب الله وادعاءه بانهم “اسرائيليين”,وبين ادعاء حزب الله انه اسر جنديين اسرائيليين ثم تبين ان هؤلاء الجنود ليسوا من اليهود,وانما هم من الدروز(واتباع هذه الديانة منتشرون في لبنان وفلسطين وسوريا),اي انهم مواطنون من الدرجة العاشرة,ولهذا لم تهتم اسرائيل بالتفاوض مع حزب الله حول تسليم هؤلاء “الدروز” , بل ما زالت الشكوك تثار حول امكانية ان يكون اولئك الدروز قد تحالفوا مع حزب الله لتمثيل مسرحية اسرهم –اي شبيه بما دار في مسلسل عطا الله- وان حزب الله قتلهم بعد ذلك واخل بوعده معهم(على خلاف المفاوضات العسيرة بين اسرائيل وحركة حماس حول الافراج عن الجندي اليهودي شاليط والضجة الاعلامية حول معاناة اسرة شاليط ,لم يجري اليهود اي حملة اعلامية عن الجنود الدروز الذين في قبضة حزب الله بل ولا نعرف لحد الان صورهم ,بل لم تعرف اسمائهم الا قبل ايام حين اخرج حزب الله شريطا لعملية اسرهم وهو شريط يزيد الشكوك في علاقة حزب الله مع اسرائيل خصوصا من حيث ان الهمر الاسرائيلي كان يقف ولم يحاول الهرب رغم ان الجنود كانوا يتقدمون منه ,بل لم يكلف نفسه اطلاق رصاصة واحدة ,ثم ما الذي يفعله ذلك الهمر لوحده في ذلك المكان القريب جدا من الحدود !,اما عن توقيت عملية اسر اولئك الجنود فكان يثير الف سؤال!,هذا رابط للعملية واحكموا انتم ان كان هذا الشريط حقيقي ام انه مسرحية مثلها حزب الله واولئك الجنود الدروز :
http://www.youtube.com/watch?v=MnmJUNgK3FA    ).
خلاصة مسلسل عطا الله انه كان يوجه انتقادا ضمنيا وعلنيا لحزب الله باتهامه بانه “كذاب” وانه يلفق بطولات مسرحية من جانب,وباتهامه بانه عديم المروءة من جانب اخر,وامام هذا الانتقاد الصريح لصنم حزب الله وقائده حسن نصر الله الذي استيقظنا فجاة لنجد انه اصبح احد الالهة المقدسين في العراق الى الحد الذي اصبح برلماننا الموقر يتجاهل كل ما يعانيه الشعب العراقي ثم ينشغل في مناقشة حادة حول احقية احد النواب في وصف الاله المعصوم حسن نصر الله بانه كذاب,وامام هذه العصمة والتهديدات التي تعرضت لها قناة الرشيد ومقدم البرنامج الذي عرض تلك الاراء واضطراره الى ايقاف البرنامج خوفا من ان يصيبه ما اصاب هادي المهدي او ما اصاب غيره من الصحفيين الذين قالوا بحق الهة الشيعة المقدسة نصف ما قاله احمد العلواني ,ثم وعندما نتذكر موقف البرلمان العراقي في العام الماضي من مسلسل الحسن والحسين وكيف اتخذ البرلمان قرارا ملزما بايقاف عرضه ومحاسبة القنوات التي تبث هذا المسلسل رغم انه لم يقدم سوى وجهة النظر السنية تجاه قصة الحسن والحسين,امام هذا المنطق الطفولي للبرلمان العراقي والساسة العراقيين وتحديدا الشيعة منهم الذين يعبدون حسن نصر الله باليد اليسرى بحجة انه يعادي اليهود ثم يقدمون لليهود سيف ذو الفقار باليد اليمنى!,اما هذا التناقض المخزي نتسال عن موقف البرلمان العراقي والمالكي والساسة والمراجع الشيعية من “تعدي” عادل امام على مقام و”قدسية” نصر الله حين “لمح” و”اوحىط و”اشار” الى انه مجرد “كذاب” يحاول ان يصنع لنفسه بطولات لا اساس لها؟؟,
هل سيطلب المالكي من استخباراته اغتيال عادل امام وكادر فرقة عطا الله انتقاما لمكانة وقدسية حزب الله؟؟
وهل سيطالب قصي السهيل بعقد جلسة برلمانية طارءة لمناقشة تداعيات تهحكم عادل امام من حزب الله مستغلا ذهاب النجيفي للعلاج؟؟,
وهل سيصدر السيستاني وخامنئي والحكيم والنجفي فتوى ملزمة للشيعة بالعالم بوجوب مقاطعة افلام عادل امام لانها تسخر من حسن نصر الله؟؟؟.
وهل سيقوم قيس الخزعلي بعمليات تفجيرية في القاهرة ردا على قيام مصر بانتاج مسلسلات تنتقد زعيمه نصر الله؟؟.
اذا كان احمد العلواني قد وصف حسن نصر الله بالكذاب في قناة لا يشاهدها حتى العراقيين قامت قائمة الشيعة وقائمهم ,وراحو يهددونه بالقتل والاغتيال,فكيف بعادل امام الذي وصف حزب الله وحسن نصر الله بالكذب في مسلسل يشاهده تسعة وتسعين بالمية من المشاهدين العرب,هل يكفي التهديد باغتياله ام ان اوامر اغتيال عادل امام قد صدرت فعلا حفاظا على قدسية حسن نصر الله؟؟.
لست اعجب من ها الاستهتار للسياسيين والمراجع الشيعية بحقوق الاخرين والها حق التعبير عن الراي,لكني اتعجب فعلا من موقف الادارة الامريكية التي نصبت على العراقيين دكتاتورية بهذا الشكل وهي تتبجح امام العالم بانها تحارب من اجل نشر الديمقراطية!,فهل هذه هي الديمقراطية يا امريكا؟؟.