17 نوفمبر، 2024 11:44 م
Search
Close this search box.

هل سيكون التدخل الامريكي وشيكاً في سوريا ؟!

هل سيكون التدخل الامريكي وشيكاً في سوريا ؟!

يبدو ان الوضع السوري اصبح اكثر تعقيداً والتباساً من ذي قبل جراء استخدام الاسلحة الكيمياوية ووقوع مئات من القتلى في منطقة الغوطة قرب دمشق وتبادل الاتهامات بين النظام السوري والمعارضة بظروف وعملية اطلاق السلاح الكيمياوي . لذا كان التحرك الامريكي واضحاً حيث عقد الاجتماع الثلاثي بين وزارة الخارجية والبنتاغون ووكالة المخابرات الامريكية لمدة ثلاث ساعات ونصف للوصول الى صيغ مشتركة و خيارات متعددة  بغية التحرك سريعاً للرئيس اوباما ، لامتصاص غضب وانتقادات غالبية اعضاء الكونغر ورؤيتهم للسياسة الامريكية اتجاه النظام السوري فضلاً عن الضغوط الاسرائيلية  بشأن تحييد النظام السوري من ترسانته الكيمياوية خوفاً من وقوعها تحت سيطرة الجماعات والتنظيمات الاسلامية المتشددة فجاءت احداث الغوطة عامل مساعد لوضع  اوباما خياراته للتدخل في سوريا . ومن بينها شن هجمات صاروخية على مواقع الاسلحة الكيمياوية  ومراكز القيادة والسيطرة وبالتالي تخليص (اسرائيل) من هذه الترسانة المخيفة ، او استخدام الطائرات القاصفة من خارج المجال الجوي السوري لتنفيذ هجماتها على هذه المواقع بتقنية عالية . اما في حالة عدم اعتماد هذين الخيارين يلجأ الرئيس اوباما الى تسليح المعارضة السورية ذات الاتجاهات المعتدلة باسلحة متطورة  مضادة للطائرات و اسلحة مقاومة الدبابات القادرة على ايقاف زحف الدبابات والناقلات الالية المدرعة السورية . اعتقد ان تدخل اوباما هذه المرة وشيكاً في حال ثبوت استخدام الاسلحة الكيمياوية من قبل النظام السوري وبالتالي ستكون الخيارات الموضوعة في جعبته قابلة للتنفيذ  بالتنيسق مع حلفاءه لا سيما  بريطانيا وفرنسا  اللتان ابدتا المشاركة في توجيه الضربات الجوية وتسليح المعارضة . ان الضغوط التي تواجه اوباما جعلته مرغماً لاستخدام هذه الخيارات وهو غير مقتنع لتنفيذها ، بالرغم من مشاركة احد مراكز الابحاث الامريكية في اعطاء النصح لـ (اوباما ) للتعامل مع الوضع السوري الحالي أي بعد استخدام السلاح الكيمياوي . وكانت احدى المقولات التي تم ترويجها من خلال الصحافة الامريكية ( اذا لم يتدخل اوباما فأن مصداقية الولايات المتحدة ستنهار في العالم ) و ( اذا لم يتدخل اوباما فان مصالح امريكا ستكون في خطر) . امام هذه العبارات المحرضة للتدخل لا يستطيع  اوباما الا ان يكون طرفاً في الصراع والذي ظل في الفترة السابقة يترقب ويراهن على سقوط الاسد من قبل المعارضة ، واليوم هو اشد ترقباً وحذراً اذا ثبت ان المعارضة هي من استخدمت الاسلحة الكيمياوية فسيكون انتصاراً لسياسة اوباما التي اتبعها في عدم زج امريكا مباشرة في الصراع السوري .

أحدث المقالات