مع بزوغ فجر جديد لسلسلة أحداث حملت في طياتها الكثير من المتغيرات في شتى ميادين الحياة تأتي في مقدمتها ظهور قوى جديدة على الساحة العالمية تلك الساحة التي كانت بمثابة تصفية للحسابات أو حلبة للصراعات الدولية من اجل المصالح الضيقة و المكاسب الفئوية والتي تضمن لها تحقيق مآرب عديدة تساهم في ازدهار و تطور عجلة اقتصادها و تقدم أوطانها ولو على حساب الشعوب التي ستقع ضحية تلك الصراعات أو التطور في الثورة الصناعية التي تسعى القوى المتصارعة فيما بينها لامتلاكها و تفرض هيمنتها بالقوة أو بأي شكل من الأشكال فلعل ابرز تلك الصراعات الدموية ما يشهده العالم من سباق تكالب إيراني و أمريكي على استعمار الدول و جعلها تابعة لها أو جزء منها مما يتيح لها التحكم بمواردها المالية و الاقتصادية و البشرية ولعل في الشعب العراقي و السوري من أوضح المصاديق التي تنطبق عليهما هذه التبعية من جهة و أكثر الشعوب المتضررة من جراء هذه التكالبات العالمية حتى بات العراقيون و السوريون بين نازح و مهجَّر و لاجئ في أراضي الغربة و المهجر وسط تجاهل حكومة ألعبادي و صمت مرجعية السيستاني من دون اتخاذ الحلول المناسبة و السبل الكفيلة في إنهاء معاناتهم و مآسيهم التي تزداد صعوبةً يوماً بعد يوم مما جعل مصيرهم يسير نحو المجهول وهذا ما يجعل التحالف الإسلامي المعلن عنه في الآونة الأخيرة بقيادة السعودية أمام مسؤولية تاريخية و إنسانية و أخلاقية في تجسيده الحقيقي لدور المخلص و المنقذ لهذين الشعبين و تطبيقه الفعلي على ارض الواقع قولاً و فعلاً لا تصريحات و تهويلات إعلامية فقط وتحقيق ما يصبو إليه النازحون و المهجرون وكما يقول المرجع الصرخي الحسني في بيانه المسموم ( التحالف الإسلامي بين الواقع و الأمل ) في 27/12/2015 و الذي دعا فيه المرجع الصرخي كافة الدول المشاركة في هذا التحالف إلى تحمل مسؤوليتها الجدية في العمل على إنقاذ أبناء جلدتهم من المغلوب على أمرهم و الذين لا حول لهم و لا قوة في مواجهة الإرهاب الدموي بشتى أصنافه و منابعه من جانب ومن جانب آخر فقد كشف المرجع الصرخي عن مأساة النازحين و حالهم البائس و وضعهم المزري والذي يقول فيه : (( و نأمل أن يكون قوياً رصيناً متحملاً مسؤولية الشرع و الأخلاق و الإنسانية في تخليص شعوب المنطقة و خاصة في العراق و سوريا من الظلم و الحيف و الفقر و المرض و النزوح و الهجرة و الحرمان و القتل و الإرهاب !؟ )) .
فليس قادة التحالف ببعيدين عن واقع الشعبين العراقي و السوري وما يتعرضان له يومياً من مجازر بشعة و إرهاب بمعنى الكلمة على أيدي عصابات الإرهاب البربري و المليشيات الإجرامية فيكون التحالف أمام مسؤولية كبيرة تقع على عاتقه في خلاص الأبرياء و المستضعفين .
http://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?p=1049062560#post1049062560
