22 ديسمبر، 2024 12:08 م

الاحداث التي تجري في المنطقة والعالم مربكة ومخيفة نوعاً ما, والحق انها مخيفة جداً, فوحدهم الواقعيون المتابعون او القريبون لما يدور في الساحة السياسية يرون المنظر البشع الذي قد يُرسم قريباً بعد هذه الفرقعات.
فأستقالة سعد الحريري رئيس الوزراء اللباني السابق جائت بوقتٍ حرج بالنسبة للبنان الذي يضم اخطر منظمة عسكرية شيعية (حزب الله) والتي تهدد امن دولة اسرائيل والذي يُحتفل بمرور الذكرى السنوية لقيامها هذه الايام في لندن.
الحريري ومشروع استقالته كانا واضحين كوضوح شمس الصيف خلال خطابه الختامي بقوله : (انشأت دولة داخل الدولة) ويقصد هنا حزب الله ومن يموله ويقويه وقصد بالاسم دولة ايران. الحريري الذي يمتلك الجنسية السعودية فجر قنبلة استقالته من العاصمة السعودية, الرياض, بعد ان ضعف موقفه حيال سيطرت حزب الله اللبناني على منظومة الدولة بشكل اشبه بالتام.
الرياض وملكها القادم محمد بن سلمان شنت حملة التطهير التي طالت كبار رجال الاعمال والامراء والوزراء من العائلة المالكة ومن غيرها بذريعة الفساد, السؤال هنا ضروري جدا وهو لماذا بهذا الوقت تحديداً؟ ولماذا من قبل ولي العهد محمد بن سلمان؟ ولماذا لم يقوم به اسلافه رغم انهم يفوقونه سناً وخبرة في المجال السياسي والاداري؟.
لنزيح الغبار عن قضية استفتاء كردستان العراق التي نسيناها بسرعة ونعود الى مثلثها, فمثلاً كيف تلاشت هالة الدولة الكردية بهذه السرعة؟ وما الذي جعل حكومة بغداد تتقوى بهذا الشكل؟ ومن اي جائت بهذه الجرأة وهدمت الحلم الكردي؟ وهل للعلاقة العراقية-السعودية الاخيرة شأناً من قوة بغداد؟ ام هل للتواجد الايراني في العراق تأثيراً على هدم جدران الدولة الكردية كما يصرح به بعض الساسة معتبرون ان زيارة قاسم سليماني الى السليمانية هي الفاصل بين وحدة العراق دون تقسيمه؟!
غالبيتنا يعلم بالعلاقة الامريكية- السعوية وكيف تطورت في الفترة الترامبية التي بدأت مهددة بشدة ووصلت الى ذروة حميمتها عند توالي محمد بن سلمان العهد الملكي وربما توليه منصب الملك كما سنشاهد قريباً, وايضاً نحن نعلم ما يدور في الساحة العراقية من تدخل ايراني واضح جدا, وكذلك نفهم وببساطة تشنج العلاقات السعودية- الايرانية والامريكية- الايرانية وفوق ذلك كله نرى العلاقة العدوانية بين اسرائيل وايران اللتان تتحاربان بدماء عربية.
على العرب ان يفهموا ان ايران وامريكا واسرائيل ما هم الا عدوان لهم, وقوتهم من فرقة الدول العربية التي تمزق بعضها البعض, فايران مثلاً تستفيد من تمزق الرابطة العربية بلعبة المذاهب الاسلامية اما امريكا فتحقق كل غاياتها ومصالحها من خلال ما تمزقه ايران بمشروعها الطائفي, اما اسرائيل فهي دائماً على ربح وهذا لا يحتاج الى برهان فالبرهان واضح بما هي عليه.