(لا أحد يسكن الخضراء معنيّ بأمر التظاهرات)..هذه الحقيقة التي لا غبار عليها, تسقط أمام إعتبار آخر؛ ففي إستغلال مطالبنا مكسب يفوق مكسب “حفار القبور” في زمن الحروب!..
في ذلك الزمن المشؤوم, يجد بعضهم لذة الصعود على جثث تطمرها عضلاته, ونعيم ينسجه بأكفان المعذبين؛ غير أنّه سيسقط في بركة الدم التي يحفرها دون أن يجد له منقذاً أو نصيراَ!..
مضت ثمان عجاف دون أن يرف لك طرف, بل أنت و أنتم, أول من إبتكر كلمة “مسيّسة” و “فقاعة” و “مخطط”؛ فهل تغيّر الشعب الذي تظاهر بالإمس عن شعب اليوم؟!..أم هو الملك, الذي تتلاقفه صبيتكم, أجبركم على مشاركتنا أبسط الحقوق؟!..
لقد تظاهرنا عليكم أنتم, ولا نبرأ أحداً منكم..تظاهرنا بوعيٍ عميق, ونحن مدركون تماماً إنّ (الكهرباء, الفساد, الأمن, وحقوقنا الأخرى) لم تكن قبل سنوات أفضل من اليوم؛ بل مشاكل اليوم هي نتائج طبيعية لفساد وفشل وتخبّط تلك السنوات التي تفرّد بها الفاشل ومن معه بالسلطة.
سلطة الرجل الواحد, صاحب الإمتياز بتوزيع صكوك الغفران, ذهبت إلى مزبلة حوت قذارات كثيرة كان صاحبكم آخرها..إسمعها يا صاحب العمّة البيضاء والنية السوداء؛ نحن شعب لا شأن لنا بمن يأمرك أو تأتمر بإجندته. تحدثت نافياً تسيس التظاهرات, وفي منتصف حديثك دعوت إلى تسيسها, بل أردت جرها لفريقكم, ذلك الفريق الذي نهب الثروة وإنتهك حقوق الناس وفرّط بالأرض!..
أي نفاق أكثر من هذا, أو لعله الغباء؟!..الفساد, التردي الأمني والخدمي, وكوارثنا؛ يعزوها الحمقى لشكل النظام, ويدعون بإسم الحق لإعانتهم على إعادة تدوير صاحبهم!..
نتذّكر جيداً, من ولماذا, يدعو لتغيير النظام, ونعرف من يردد أقاويله مثل خربة موبوءة؛ فأبحثوا عن ساحة أخرى لطرح مشاريعكم, ولا تلوثوا طهرنا بأدرانكم..لقد إنتفضنا على الماضي القريب, فأفهموها؛ إنتفضنا عليكم وعلى (متشبثكم).
كما شهدت ساحات البطولة لحشدنا الشعبي, ستشهد ساحة العدالة لحشدنا المدني؛ ولن تتمكن من تجيير الحشدين لخدمة أغراضك الدنيئة. لقد عجزت وصاحبك (الطريد) من سرقة حشدنا الأول, وستفشل محاولات إفشال حشدنا الثاني, فالجريمة لا تسقط بالتقادم!..