اسڒني جورج قرداح وهو يكتب عن ( الامام علي صوت العدالة الانسانية ) بشذرات عن سيرة انسان لم تغوه الدنيا , ولم يلهث مع اللاهثين وراء ملكها العضوض , فلم يطلب المال والجاه لاهله ولا لانصاره , وهو الذي سلخ جلد اخيه الضرير عقيل , عندما رجاه بطلب دريهمات معدودة من بيت المال , او عندما كان يلج بيت المال هذا ليلا بصحبة شمعتين احدهما لاعمال الخلافة سرعان مايطفؤها عندما يعود لعمله الخاص ليشعل الشمعة الاخرى , وثالثة عندما يعنف واليه على البصرة عثمان ابن حنيف لحضوره وليمة قوم غنيهم مدعو وفقيرهم مجفو ( فقط وليمة ) , وغيرها المئات من الامثلة الساطعة فلا تنس انك سليل هذا الارث الذي لم يهادن الفساد قيد انملة .
وروى لي كتاب سيرة الشهيد عبد الكريم قاسم ومن عايشه حتى من خصومه سمو نزاهته وانحيازه للفقراء والمهمشين عمالا وفلاحين وترفعه عن الميول الطائفية والعشائرية وانتمائه للشعب , كل الشعب الذي عاش معظم حياته له ومات من اجله مرسيا مبدأ العدالة الاجتماعية والمحاسبة ( من اين لك هذا ؟ ) ليجعل من سنواته الاربعة سنوات خير انعشت آمال العراقيين بالعمران والامان والرفاه والعيش الكريم فكانت مئات المدارس والمستشفيات والجامعات والآف الكيلومترات من الطرق المعبدة والبيوت الحديثة , وارى ان عراقيته تتلتقي بعراقيتك .
وحكت لي اكفان صلوات الجمعة جسارة الشهيد محمد محمد صادق الصدر وهو يجتاز كل حواس عسس النظام وعيون ( البعثية ) وهي تترصد كل حركاته وسكناته في محاولة احصاء انفاسه واخافته فلا تنس انك وارث تلك المدرسة .
والعكازة التي غرزها الشهيد في الكرش النتن لمحمد الزبيدي مسؤول الفرات الاوسط لحزبهم الفاشي لازالت شاخصة في ذاكرة العراقيين وتابى المغادرة , فكم سنحتاج من عصي لغرزها في كروش مافيات الفساد وبالقانون طبعا ؟ .
وبالامس فعلها رجل ماليزيا التسعيني مهاتير محمد بعودته الميمونة حين استجاب لصرخات شعبه ضد جور الفاسدين فاغلق الحدود واعتقل رجال اعمال ووزراء وقضاة ورجال شرطة فاعاد للخزينة في غضون خمسة ايام خمسون مليار دولار وخفض الضرائب على الشعب وذلك عندما لم تاخذه بالحق لومة لائم .
اضع هذه الومضات امامكم وكلي امل بان لا تدع الفاسدين والمتحاصصين يسرقون الامل من حلقات عيون العراقيين , فلا ترضوا بديلا عن البرنامج الذي كتبته دماء ودموع المتظاهرات والمتظاهرين من العراقيين في ساحات الحرية على طول العراق وعرضه ولا أمل بالعراق دون الخروج من المحاصصة ومحاسبة سراق اموال الشعب والا فالمعارضة اولى واشرف واياكم اياكم والرضوخ للشروط المريضة لطالبي المغانم ( فلا ظفرت يد البائع وخربت امانة المبتاع) * .
*من كلمة للامام علي ( ع ) .