7 أبريل، 2024 2:04 ص
Search
Close this search box.

هل سيعلن حزب الدعوة موته سريرياً ؟!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

الحديث طويل عن الاحزاب التي حكمت العراق ، ولكننا وباختصار نتحدث عن حقبة ما بعد سقوط حزب البعث ، ومجيء حزب الدعوة لتسلم السلطة ، إذ ومنذ تسلم السيد الجعفري لرئاسة الوزراء وشهد العراق تحولات سياسية غاية بالتعقيد ، فشخصيات الدعوة التي حكمت البلاد كانت موجودة فعلاً بالمعارضة ولكن المتابع وبدقة يجد ان نشاطها يكاد يكون محدوداً او مقتصراً على الجانب الاعلامي أكثر من الجانب السياسي أو النشاط الجهادي ، حيث أن حزب الدعوة الذي يُعد تؤام الاخوان المسلمون من الاحزاب التي عملت وتعمل تحت غطاء وعمامة السيد محمد باقر الصدر (قدس) ، وتحت لواء الاسلام ورايته ، ولكن الواقع الملموس يختلف تماماً عن الشعارات التي كان يرفعها وينادي بها هذا الحزب ، حيث عمد حزب البعث على اعتقال اي شخص ومهما كان انتماءه او عقيدته ، بل وحتى بعض المجرمين اعتقلوا تحت مسمى ” حزب الدعوة ” والذي كسب شهرته بسبب هذا الاسلوب .
رجالات حزب الدعوة كانت ومنذ سقوط الصنم في بغداد الى المشاركة في السلطة ، ولوا بأقل المناصب ، حيث ينقل عن بعض الشخصيات القديمة في الحزب أن السيد المالكي مثلاً ” كان يحلم ان يكون قائمقام لطويريج مثلا” ، ولكن الصدفة والحظ الحسن أسعفه وتقلد أعلى منصب في الجمهورية العراقية ، وهكذا بقية رجالات الحزب ، والذي كانوا يتمنون ان يكونوا جزءاً من الحكومة ، وها هم اليوم يستحوذون على ثلث السلطة في البلاد ، حيث عمل السيد المالكي على بناء شبكة مخيفة من رجالات الحزب والموالون له وزجهم في الحكومة وبمختلف المناصب والمجالات ، حتى استطاع من بناء شبكة كبيرة موالية له .
حزب الدعوة وبعد سلسلة الفشل التي مر بها في حكم البلاد ، إذ ومنذ تسلم او شخصيات الدعوة ” ابراهيم الجعفري ” حتى توالت الضربات تلو الضربات على البلاد ، حيث ظهرت القاعدة ، وجماعة التوحيد والجهاد بقيادة الارهابي المجرم ابو مصعب الزرقاوي ، حيث قادت هذه المجاميع الارهابية عمليات القتل المنظم ضد الشعب العراقي الاعزل ، وما لاحقها من حرب طائفية كبيرة وقعت على الشعب العراقي ، والذي عاش حياة الامرين في ظل حكم حزب البعث الفاشي ، وانتقالاً على حكم حزب الدعوة ، الى جانب كبريات ملفات الفساد التي ما زالت تطارد كبار قيادات الدعوة ومن الخط الاول ، وأسباب سقوط الموصل بيد داعش ، وسقوط المدن الغربية بيد العصابات الداعشية ، الامر الذي يفتح الباب واسعاً امام الكثير من التساؤلات عن حكم الدعاة للبلاد .
بعد هذا الفشل الكبير للدعوة في حكم البلاد ، وملفات الفساد التي ما زالت تطاردهم ، يسعى الى المحافظة الى الموروث من جانب ، والمكتسبات من جانب آخر ، وفي المقابل فأن الجميع وفي مقدمتهم المرجعية الدينية العليا التي ارسلت وفداً رسمياً الى الكتل السياسية برفض تسلم الشخصيات التي حكمت العراق سابقاً منصب سيادي في الحكومة القادمة ، لهذا يسعى الدعاة الى ، أما الحصول على رئاسة الوزراء وهذا الشيء أصبح من الامور المنتهية في رفض تسلم هذه الشخوص منصب رئاسة الوزراء ، أو المشاركة في الحكومة من خلال المناصب كمنصب نائب رئيس الجمهورية او وزارات او هيئات ، وأما عدم المشاركة في تشكيل الحكومة ، وهذا الامر يفتح الباب امام ملاحقة رموز الدعوة بتهم الفساد ، وسرقة المال العام ، وهذا ما يسعى إليه غرماء الدعوة والمختلفين معها ، والذين هم اليوم في مقدمة الكتل الفائزة بالانتخابات ، الامر الذي يجعل حزب الدعوة تحت مطرقة الملاحقة القانونية ، فهل ياترى سنسمع قريباً نهاية حقبة من حقبات العراق وإعلان موت الحزب الحاكم في البلاد؟َ

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب