23 ديسمبر، 2024 10:01 ص

هل سيعقد برلمان أم حسوني؟!

هل سيعقد برلمان أم حسوني؟!

نهض الشارع العراقي في مطلع آب اللهاب، على جلسة برلمانية نارية، عقدت تحت فوهة بركان وليس قبة برلمان، حين إتهم وزير الدفاع خالد العبيدي، رئيس مجلس النواب سليم الجبوري وبعض نوابه بالفساد، حينها رُسم للشارع العراقي منظوراً جديداً، لما سيكون عليه برلمانها الموقر، بعد أن أرسل رسالة للعالم مفادها، بأن العمولات، والصفقات، والتعيينات، هي من أهم واجبات البرلماني المبجل، الذي يلتحف وينام داخل قبته المكيفة.
وسط المنطقة الخضراء إنطلقت ريح الإستجواب الصفراء، وكأنها ثأر شخصي، فعالية نصيف تبكي من الفاسد خالد العبيدي، بإتهامه لها بتطويع ألف جندي! وحنان الفتلاوي ليس لها أخت، لتزوجها من عواد العوادي، وتنهي مشكلة سياسية طارئة ألمت بالعراق الجديد!البرلمان جنّد وحشّد كل طاقاته، ليس من أجل إطعام الجيش العراقي، أو عقود التسليح، أو الصرف على بعض الأحزاب، التي تتهيأ لمرحلة ما بعد داعش،لكنه قام بعقد تسويات سياسية مقيتة، تحتاج لأموال طائلة وضمير نائم، فهل يوجد مكان للصرف أروع من وزارة الدفاع، لتغطية هذه النفقات مع ملحقاتها من سفر وسياحة، وإقامة ولائم، وإجتماعات بعد منتصف الليل؟!
وجوه عديدة للفساد والإرهاب، ولكن لم يتم عرض شيء يخص المواطن والوطن، كأمنه وإحتياجات شعبه المنكوب، ولم تفضِ الجلسة إلا بمزايدات قذرة خلف الكواليس، بين بعض البرلمانيين الذين هم أس الفساد وأساسه، فهم متلونون، وفقاً لمصالحهم الحزبية والشخصية ليس أكثر، والثمار إطلعَ عليها جميع العراقيين، من على شاشات الفضائيات، وكانت مصدراً مغذياً للبرامج السياسية للقنوات المأجورة، لعرض فضائح برلمان فيه بعض من الفاشلين والمأجورين.
أسلوب الإستجواب أصبح مسلسلاً للمكاسب والمنافع، فقوة تبتز قوى أخرى، وفق نظرية (طمطملي وأطمطملك)، والحلقة الأولى كانت من بطولة (بوجي وطمطم)، اللتين أشعلتا مجلس النواب، لتثار أسئلة نارية جديدة تطرح على الساحة، ومنها: أليس من الأفضل، إنتظار انتهاء معركة الموصل، قبل التفكير باستجواب وزير الدفاع، خاصة مع التقدم الكبير، في ارض المواجهة مع داعش؟! أليس في ذلك ظلم بحق ما يقدمه أبطال الجيش، من أجل تحرير كل شبر من أرضنا المغتصبة؟!
ختاماً: أقل ما يوصف به مشهد البرلمان العراقي، بعد حلقة إستجواب وزير الدفاع، بأنه (برلمان أم حسوني) متناسين أن المعركة التي يخوضها العراقيون منذ عامين، ليست إثبات مَنْ هو فاسد، فالفاسدون معروفون، وقد شخصتهم مرجعيتنا المباركة، لكنها معركة وطن ووجود، وكرامة وحدود، وهذا ما وجب عليكم فهمه يا أعضاء برلماننا العزيز!