اظن ان ماساة العراق في ظل الظروف الراهنة ستستمر الى مدى لايعلم وقته ولااظن ان هنالك حلا يلوح في الافق بحسب التركيبة المجتمعية الموجودة فيه واختلاف الاراء السياسية والمجتمعية والدينية فيه ,والكل يعلم ان ما من حل لاي مشكلة ان لم يكن عليها اجماع وطني وهذا هو مامفقود حاليا اما كيف ولماذا فاسئلة بحاجة الى اجابات من اصحاب القرار في كل المجالات علنا جميعا نصل الى حلول او اشباه حلول .
سابق كان التنوع في الاطياف العراقية مصدر قوة لاضعف لان الاختلاف بؤدي الى الوصول الى حلول توافقية لانفصم عراها بسهولة ,اما اليوم اصبح الاختلاف ضعف والسبب هو من يتبنى الاختلاف ويعدو نفسه قائدا لهذا الفصيل او ذاك لايفقه سوى لغة الفرقة والتباعد وخلخلة البنية الاجتماعية للعراق والمجيء باراء وفلسفة خارجية مدمرة والامثلة على هذا كثيرة ابرزها الجانب الديني فنحن نعيش منذ فترة طويلة تحت عباءة الاسلام مهما اختلفت اراءنا وتوجهاتنا ولم نشهد اي اثر سلبي لذلك وامورنا السياسية سائرة بالتجاه المعاكس لارادة الشعب وتخدم فقط من هم في السلطة والحكم وعندما حدث التغيير قي 2003 ظهرت علينا توجهات وجماعات لاتؤمن بالتغيير وعملت على التصدي له بمختلف الطرق حتى عن طريق اصدار فتاوى ممهورة بختم سعودي تكفر اغلبية الشعب العراقي وتتهمه بالاشراك والكفر لانه يحب ويود اهل بيت النبوة (عليهم السلام )وهي فتاوى مدفوعة الثمن الهدف منها انهاء بيضة الاسلام وجعله دينا تجاريا اقتصاديا يكون الربح هو الاغاية الاساسية فيه وهذه الفتاوى كان لها وقع كبير وتاثير واسع على بعض من هم غير واعين للدين الاسلامي ومبادئه الحنيفة ,كذلك اثرت بشكل مباشر على توازن العلاقات الاقليمية للعراق مع دول الجوار التي تدعم منع نجاح تجربة العراق الديمقراطية وبالاخص تركيا وقطر والسعودية ,وكلكا اراد العراق التسامح وفتح اطر للعمل من جديد حتى فتحت عليه جبهة جديدة سياسية او اقتصادية ومع الاسف ادواتها داخلية مساهمة فاعلة بالعملية السياسية وتوالي الضربات على الجسد العراقي المتعب من الازمات ادى الى ارتباك واضح في ادارة ملفات الدولة الضرورية لحياة الشعب ,واليوم تم تصعيد الدور الهدام لهذه العقيدة الفاسدة بان ابتكروا انواعا من التجزئة الداخلية للشعب بان نصبوا اناسا لايفقهون من الدين الا اسمه نصبوهم ولاة على امور الامسلمين وهو انفسهم اتبعوا منطقا غالبه الشك في اصله من حيث اصله الذي سرق الحق من اهله فكانت نتاج السرقة تشوها فكريا فاسدا منحرفا ادى الى ان تفهم تعاليم السماء بانها واهنة متساهلة مع الفاسقين والمارقين والظالمين الحاكمين ,ولو تفحصنا بموضوعية مانقول نشاهد ان كل من هب ودب اصبح عالما اجتماعيا وسياسيا ودينيا يفعل مايشاء ووفق مايهوى لا مايجب كونه ,ومما زاد الطين بله ان بعض المحسوبين على الكتابة وممن هرب الى خارج البلاد لارتكابه جرائم بحق اهل العراق ابان النظام الفاشي السابق هذا البعض بدا يكتب ويحلل على هواه ويثير النعرة الطائفية والعرقية والمذهبية داخل الجسد العراقي وهو مااثر سلبا على روح الاخوة والمحبة والتعاون المفروض وجودها .
السؤال هنا هل يستطيع العراق العبور الى بر الامان مع وجود هكذا ادران وامراض في داخله ام يجب استئصالها ليصحى الجسد منها ؟ انا متاكد ان الاجابة على هكذا سؤال ستواجه بكثير من اعتراضات متزلفي الكتابة والثقافة وليذهب العراق الى الجحيم لكني متاكد واكثر من اي وقت مضى ان لغة العقل والوطنية الصالحة ستكون لها الغلبة اخيرا .