23 ديسمبر، 2024 2:08 م

هل سيضر المالكي الشيعة كما اضر صدام السنة ؟

هل سيضر المالكي الشيعة كما اضر صدام السنة ؟

هناك حقيقة مؤلمة سنجرؤ على طرحها وهي ان صدام المقبور اضر السنة اكثر مما نفعهم بل لم ينفعهم مطلقاً، ولكن طبيعة انتمائه المذهبي لهذا المكون اساء غاية الاساءة له ولكن هل يتحمل السنة اخطاء وكوارث صدام وهم جزء من ضحايا هذه الكوارث؟
وهل صدام جعل من الفلوجة وحديثة وسامراء وتكريت دبي ثانية وشيد بها ناطحات سحاب وبنايات عملاقة ومتنزهات تشبه الهايد بارك في لندن؟
هل طور صدام من الوضع السني على المستوى التعليمي والتقني والمدني والعمراني؟ وهل اسهم صدام في تطوير الوضع السني بالمستوى الذي ينسجم مع اموال العراق وثرواته وهل استثنى صدام الضباط السنة من المشاركة في حروبه وكوراثه وهم قد قدموا الكثير من ضحايا الحروب والكوارث؟
هل تسامح صدام مع معارضيه من السنة وهل استثناهم من احكام الاعدامات الجماعية ولدينا سجل كبير من شهداء السنة يتقدمهم الشيخ الشهيد عبد العزيز البدري والشهيد محمد مظلوم الدليمي وغيرهم المئات بل الالاف؟
صدام انتمى الى السنة شكلياً وظاهرياً واسمياً ولكنه لم ينفع السنة باي مكسب ومنجز فمن زار الفلوجة يجد حقيقة ما نريد تأكيده واهل الفلوجة انفسهم يدركون حقيقة هذا الامر فلا عمران ولا بناء ولا ناطحات سحاب ولا فنادق خمس نجوم ولا هم يحزنون؟
ولكن صدام استطاع خداع بعض الاخوة السنة بان البديل القادم سينتقم منهم ثأراً لافعاله في السلطة ولعله اقنع بعض دول الجوار بهذه الايحاءات الخطيرة الخاطئة وهو ما اضطر هذه الدول الى الوقوف معه في انتفاضة شعبان/اذار 1991، ولا ننسى موقف بعد دول الخليج وخاصة تلك الدولة التي تضررت منه اكثر من غيرها وحاول محوها من الخريطة فقد خرج وزير خارجيتها وهو يقول صدام ضعيف افضل من بديل نجهله اثناء انتفاضة شعبان ووقوف الملك السعودي الراحل فهد مع صدام بقوة واقنع دول التحالف الدولي بضرورة الابقاء على صدام في واحدة من اسوء المؤامرات التي دفع فواتيرها الشعب العراقي.
وبعد سقوطه في التاسع من نيسان 2003 توجس اغلب اهل السنة الخيفة من الفعل الانتقامي وتراجع الكثيرون من تأييد التغيير في العراق او وكان المشاركة في العملية السياسية ضعيفة جداً لا تنسجم بحجم هذا المكون الكبير، ولعل الانتخابات الاولى شهدت عزوفاً سنياً واضحاً.
الشعور السني بالاقصاء والتهميش جاء بسبب المخاوف المتراكمة في العقلية والذاكرة السنية بالاضافة الى طبيعة بعض الشعارات الخاطئة التي اطلقها ابناء الشيعة من ذوي الشهداء والسجناء والمظلومين رغم ان السنة لم يعانوا فعلاً من التهميش والاقصاء في جميع الحكومات والمؤسسات والهيئات التي تم تشكيلها بعد السقوط فكان قادة الفرق في وزارة الدفاع من الضباط السنة يفوقون الضباط الشيعة ووزارء السنة في كل الحكومات لا يقلون عن وزارء الشيعة بالاضافة الى رئيس البرلمان ونائبي رئاسة الوزراء والحكومة فكلهم كانوا من الاخوة السنة.
والخطأ الفادح الذي وقع به بعض الاخوة السنة في العراق ودول المنطقة هو اعتبار صدام المقبور يمثلهم ويمثل مصالح السنة في العراق بينما اثبت الواقع بان صدام لا يمثل الا نفسه واما السنة فهم بريئون منه كبراءة الذئب من دم يوسف.
وهذا الخطأ الفادح وقع به الكثيرون من الشيعة بعد سقوط النظام عندما توهموا بان المالكي يمثل مصالحهم ومصيرهم بيده وهو مختار العصر بمسميات تدعو الى السخرية والضحك على الذقون فهو المختار الذي ضرب ابناء البصرة من الصدريين وتسامح مع العصابات المسلحة في ام الربيعين في الموصل وهو المختار الذي قرب البعثيين الى مكتبه واستبعد المخلصين والشرفاء فكيف نفسر تقريبه القاضي مدحت المحمود واستنثائه من الاجتثاث بينما يجتث ويستبعد الاخ المجاهد فلاح حسن شنشل رئيس هيئة المسائلة والعدالة السابق؟
في ظل المالكي تحولت مناطق الشيعة الى مستنقعات ومدن بائسة ولعل البصرة التي تسبح على بحر النفط والثروات لم تتمتع بمعشار ما يستخرج منها ومازالت اسوء مما كانت في ظل النظام السابق.
المالكي عندما شعر بان حكومته فشلت في تحقيق الانجازات العمرانية لابناء الفرات الاوسط والجنوب ولم تصل تلك المناطق الى ابسط مستوى مما وصلته مدن كردستان فان اضطر للتعويل على الاصطفاف الطائفي والشد القومي بحربه الباطلة ضد الاخوة الكرد والاخوة السنة لكي يوجهوا انظار الشيعة من اهمال حكومته لهم الى الشد الطائفي والخطر القادم الذي يداهم الشيعة في محاولة بائسة ويائسة لحصد اصواتهم وتأييدهم.
المالكي اساء للشيعة اكثر مما نفعهم بل لم ينفعهم مطلقاً وان ضحايا العراق في ظل المالكي فاق ضحاياهم في ظل صدام المقبور وان كان المالكي لم يكن السبب المباشر في قتلهم وابادتهم ولكنه المسؤول عن حمايتهم والدفاع عنهم.
فعلى الشيعة الكرام ان لا ينخدعوا بالاعيب واساليب المالكي القذرة بزجهم في الحرب الطائفية المقبلة حفاظاً على موقعه وموقع رفاقه الدعاة لان المالكي هو من قرب البعثيين وازاح الشيعة من مواقع مهمة في مؤسسات الدول العسكرية والمدنية.
 لا يخدعنكم المالكي وحزبه بالعزف على النغمة الطائفية لاصطفافكم والحفاظ على مصالحه ومصالح حزبه فانه ان استقام امره فان الهدف القادم له هو ضربكم وضرب مصالحكم لانه لا يهمه سوى مصالحه الخاصة واغراضة الحزبية والاستقطابية فمن المخزي ان يختزل المالكي المصير الشيعي بشخصه ويقنعكم بعدم البديل فهو لم يكن الا مرشح حل ولم يكن البديل الامثل بحسب تعبير السيد الخامئني دام ظله فلا تتركوا له فرصة التلاعب بمصائركم ومصادركم فلديكم الف بديل.