21 ديسمبر، 2024 3:17 ص

هل سيسمح النظام الايراني بحياد العراق؟

هل سيسمح النظام الايراني بحياد العراق؟

موضوع إلتزام العراق سياسة محايدة في العديد من القضايا وعدم خضوعه لسياسة المحاور وتحديدا محور النظام الايراني، صار من المواضيع المهمة التي تطرح نفسها بقوة وتدعو بإلحاح لإيلائه الاهتمام اللازم خصوصا وإن إنحياز العراق لإيران والذي يحرص عليه”التابعون والدائرون في فلك النظام الايراني”، قد أثر ويٶثر سلبا على العراق وحتى من الممکن أن تکون له عوامل وآثار بالغة السلبية، خصوصا في حال إندلاع مواجهة بين النظام الايراني والولايات المتحدة الامريکية وهو إحتمال صار واردا وليس مستبعدا.
من الواضح إن التصريح الاخير لوزير الدفاع العراقي نجاح الشمري، يوم الاحد الماضي لدى إستقباله المبعوث الامريکي الخاص للعراق وسوريا، والذي أکد فيه ضمنيا على حياد العراق عندما قال:” إن الحكومة العراقية تقوم بعمل دبلوماسي وسياسي كبير في المنطقة وتحظى باحترام الجميع وإنها تتعامل مع الأزمة بحكمة وفق مصالح العراق والمنطقة، ولن يسمح باستخدام أراضيه للقيام بأي عملية عسكرية من العراق، وكذلك لن يسمح بالاعتداء على قوات التحالف والبعثات الدبلوماسية العاملة في العراق”، هذا الموقف العراقي الذي لو کان بمقدور الحکومة العراقية تجسيده، فإنه يبعث على الامل والتفاٶل ، ولکن السٶال الذي يطرح نفسه هو: هل إن النظام الايراني الذي يتدخل في کل شاردة وواردة في العراق، سيسمح بذلك؟
ليس هناك من نقاش أو جدال بخصوص إن النظام الايراني له نفوذ غير عادي في داخل العراق ولاسيما الاحزاب والميليشيات التابعة له والتي تمثل أداته ووسيلته لفرض مخططاته على الحکومة العراقية، خصوصا وإنه عندما يتم إعلان أي موقف سياسي أوحتى إقتصادي يرسم خطا أو إتجاها محايدا للعراق بعيدا عن الظل الداکن الموبوء للنظام الايراني، فإن التصريحات المعادية تتوالى من داخل اللوبي الرسمي للنظام الايراني في العراق أي الاحزاب والميليشيات التابعة لها بل وحتى إن تصريحات أخرى فيها الکثير من الوقاحة تصدر من طهران من جانب مسٶولين إيرانيين فيها التهديد والوعيد، وکأن العراق إقطاعية تابعة لهم وليس دولة ذات سيادة!
هاجس وکابوس المواجهة مع الولايات المتحدة والتي لو جرت کما جرى لأفغانستان والعراق، فإن النظام الايراني سيتم ليس نتف ريشه وإنما حتى سلخ جلده، خصوصا وإنه قد تمادى دائما وتصرف بمنتهى الغطرسة والصلافة مع المجتمع الدولي، وبطبيعة الحال فإن هذا النظام سيصبح أثرا بعد عين، ولاسيما وإنه يعلم قبل غيره بأن هناك بديل سياسي ـ فکري مکتمل من کل الجوانب متمثل في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية ينتظر اللحظة المناسبة ليأخذ بزمام الامور في إيران ويٶسس لعهد ومرحلة جديدة في هذا البلد الذي دمره هذا النظام الارعن!