22 ديسمبر، 2024 11:21 م

هل سيستمر هذا الدور الخبيث؟

هل سيستمر هذا الدور الخبيث؟

وضع الدور الذي قام ويقوم به نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في منطقة الشرق الاوسط تحت مجهر البحث والاستقصاء، يتوضح للباحث خبث الاساليب والطرق التي لجأ ويلجأ إليها هذا النظام من أجل تحقيق غاياته، وأکثە شئ يلفت النظر إليه هو إنه لايأبه أو يکترث لما ستنجم وتتداعى عن أساليبه وطرقه الخبيثة من نتائج وآثار سلبية على شعوب ودول المنطقة، فهو نظام وصولي بالمعنى الحرفي للکلمة فهو يستخدم کل الوسائل والطرق من أجل تحقيق مايريد.
خبث الدور المشبوه للنظام الايراني، صار واضحا ومعروفا على مختلف الاصعدة وإن المخططات التي يقوم بتنفيذها عن طريق أذرعه في بلدان المنطقة عموما والعراق وسوريا ولبنان واليمن خصوصا، باتت مکشوفة ومفضوحة على الرغم من المساعي المکثفة للتستر عليها، ولعل لمنظمة مجاهدي خلق دور مشهود بهذا الصدد فهي ضليعة بکشف وفضح هذه المخططات بطرقها وأساليبها الخاصة التي أصابت وتصيب النظام بالصداع، وإن صحيفة”الفايننشال تايمز”اللندنية وفي معرض تصديها للعقوبات الامريکية المفروضة على النظام الايراني ومع أخذها بنظر الاعتبار الاختلاف الاوربي بشأنها فإنها تٶکد بأن(الموقف الأوروبي من الاتفاق النووي لا ينبغي أن “ينسينا” ضرورة أن يتخلى النظام الإيراني عن “الدور الخبيث الذي يقوم به في الشرق الأوسط من سوريا إلى العراق”)، وهذا يعني بأن العالم يتابع هذا الدور الخبيث للنظام الايراني ويدرك آثاره السلبية، وإن ماتعانيه شعوب بلدان العراق وسوريا اليمن بشکل خاص، يمکننا القول بأن النظام الايراني يتحمل نسبة 90% منها إن لم يکن أکثر من ذلك.
السٶال الذي يجب طرحه والتدقيق في جوابه هو: ماهي الامور الايجابية التي قدمها النظام الايراني لشعوب وبلدان المنطقة ولاسيما تلك التي يهيمن عليها بنفوذه؟ هل إن بلدان سوريا والعراق واليمن ولبنان قد إستفادت فعلا من التدخلات الايرانية وحققت من خلالها شيئا من التقدم والتطور على أي صعيد کان؟ الحقيقة الصادمة التي صار الجميع يعلمها إن هذا النظام هو أشبه مايکون بالغدة السرطانية التي لافائدة منها سوى الموت والدمار والخراب، وهذا ماقد لمسناه في العراق منذ عام 2003 ولحد الان بصورة واضحة جدا.
الضغط الامريکي ـ الاوربي ـ العربي ـ الاسلامي(مع ملاحظة التباين بينهم من عدة نواحي)، من أجل الوقوف بوجه الدور الايراني في منطقة الشرق الاوسط، يأتي بسبب کونه دورا خبيثا بحق ويجعل من شعوب وبلدان المنطقة مجرد بيادق ووسائل للوصول الى غاياته، وإن السٶال الآخر الذي لابد من طرحه هو؛ الى متى سيستمر هذا الدور الخبيث وهل سيتمکن من الصمود والبقاء في ظل المرحلة الحالية؟ إجابة هذا السٶال تعتمد على أمرين، أولهما ماسينجم عن التحرك المضاد للنظام في داخل إيران بقيادة منظمة مجاهدي خلق، وثانيهما مدى جدية العقوبات الامريکية ومتابعتها.