لم أرغب أن أكون طرفاً في الخلاف بين السيد الأمين وبين السيد شيروان الوائلي قبل أن اقرأ الوثائق والأدلة الرسمية التي في جعبة الصحفي البارز الأستاذ سعد الأوسي رئيس تحرير صحيفة الشاهد المستقل والتي كنت أتابعها بإستمرار حيث الإستقلالية والحيادية الموجودة فيها والتي أراها ناردة في هذا الزمن ، زمن شراء الأصوات والأقلام بأعلى وأقل الأثمان ، زمن ضاع فيه القلم الحر كما ضاعت دمائنا وحريتنا بين هذا وذاك ، وعليه قررت أن أدخل بقلمي الجارح للبعض وبنفس الوقت هو البلسم الشافي لمآسي العراقيين أينما حلوا ، قرأت الوثائق وتوضحت لي الصورة بعد أن كانت فيها الكثير من الضبابية وعليه قررت أن اقرأ كل مقال يتكلم عن الصراع العلني بين الدكتور صابر العيساوي وبين السيد شيروان الوائلي ، بين من يريد أن يتهم الآخر ويدعي أنه يمتلك الوثائق التي تدين خصمه وبين آخر يحاول أن يرد بطريقة منطقية وبأدلة ايضا موثقة تجعله بريء كبراءة الذئب من دم يوسف ، وهذا ما جعلني مشدود أريد أن أعرف أين هي الحقيقة ؟؟ للأسف قد خاب الظن بسعادة الأستاذ شيروان الوائلي بعد أن كانت أدلته غير كافية حتى لإدانة فراش وحارس في أمانة بغداد وكلامه يدخل في خانة السرد والكلام الذي لا يستحق حتى أن ياخذ من وقت الإجتماعات في مقر البرلمان،ولكن وجدت أن أهم فقرة في هذه الإستجوابات إن صحت التسمية هو إظهار الحق وكشف الحقائق التي يريدها الشعب ليعلم كم هي السياسة فيها من المكائد والإتهامات الجزافية ، كنت أتوقع أن السيد شيروان الوائلي سيكون هو المنتصر من أول جولة ولكن خاب ظني ولا أريد أن أذكر ماضيات الأيام وأقصد هنا حقيقة الأشخاص قبل دخول المحتل وكيف وصل فلان أو علان لهذه المناصب وبأي طريقة تم التسلق بين كل هذه الأغصان والوصول للقمة كما كانوا سابقا ، كنت أتوقع أن السيد شيروان الوائلي بما أنه ضابط حرفي فهذا يعني أنه قد ضبط الأدلة وتأكد منها ( تسمية ضابط تعني من ضبط الأمور ) ، كنت أتصور أن السيد الوائلي بما أنه بعثي قديم وهذا يعني أن لديه باع طويل في التحقيق وفي تشكيل المجالس التحقيقة وفي ترأسها وإحقاق الحق بعد أن تاب من الماضي القديم وأصبح ضليع في فلسفة الحق بحيث يرغب بقلب سليم أن يرد حقوق نعتقد فيما سبق أنه حق مسلوب من العراقيين لصالح شخصيات تعمل في أمانة بغداد ، كنت أتوقع أن الفترة الطويلة التي سكت فيها السيد الوائي ماهي إلا فترة جمع للأدلة وإستخلاص الحقائق القاطعة في مسألة الفساد في أمانة بغداد ، ولكن تبين لي أن ما جمعه السيد الوائلي كان على عجل وكأنه قد أمتعض لسبب ما مما جعله يتخبط في جمع هذه المعلومات دون أن يعلم أن أغلبها للأسف تافهة ، خيبت الظن ياسيادة وزير الأمن السابق ، كيف كنت ياسيادة وزيرنا السابق تعمل في أخطر وزارة تمس حياة المواطنين ، ربما لو كان العراق بلد ديمقراطي بحق لكان أغلب أهالي الشهداء قدموا شكاوى ضدك لأنك لا تعرف أبجديات العمل الأمني وكنت تفتي بغير علم ، وهنا سيكون حالك حال القاضي الثالث الذي ذكره الرسول الأكرم ( ص) حين قال ” القضاة ثلاثة اثنان في النار وواحد في الجنة ، فالأول رجل عرف الحق فقضى به فهو في الجنة ، والثاني رجل عرف الحق فلم يقض به وجار في الحكم فهو في النار، والثالث رجل لم يعرف الحق فقضى للناس على جهل فهو في النار ” ، بهذا القدر أكتفي لأني لا أريد أن يجف حبري لقاضي لا يعرف كيف يحكم أو لقاضي يحكم حسب أهواء ومصالح نفعية ، وأقول للسيد الأمين أنا أسف ياسيادة الأمين لأنني كنت أتوقع ستكون ضعيف في المواجهة ولكن عندما سمعت الردود وقرأت ما يكفي وجدت إني على خطأ كبير في حساباتي بخصوص نزاهتك .