18 ديسمبر، 2024 11:58 م

هل سيدفع المشايخ العراق ثانيةً لحرب مع إيران ؟

هل سيدفع المشايخ العراق ثانيةً لحرب مع إيران ؟

حصار العراق إنهاكه احتلاله .. هجمات مسلّحين على سوريّا إنهاكها احتلالها ويبقى المنفّذ واحد .. خليج النفط .. البعض من “البعث” من ضمن من انحازت “عروبتهم” لطائفة واحدة .. وهي المتغيّرات الجامحة الّتي أصابت شخصيّة العراقي عموماً باستثناء البسطاء , عامل “الخوف” وراء هذا الانحياز والانكماش والتداعي فيما بين كلّ طائفة ؛ منهم أساتذة ومثقّفون وضبّاط وصحفيّون وكتّاب وحتّى من بينهم “مفكّرون” ! , لمسنا ذلك خلال “الربيع” ولمسناه أكثر مع دخول سوريّا فرضة وشعيرة البندقيّة الأميركيّة .. وقف قسم من أولئك مع رغبات خليجيّة بالضدّ من النظام في سوريّا لدرجة أنّ بعض البعثيين بات “يزعل” على من يطلق تسمية “إرهابي” على من سبق وأن قالها هو بنفسه “جنّد نفسه للقتال بالنيابة” ! .. وقسم آخر “شيعي” بما فيهم غالبيّة قادة المنطقة الخضراء يقف بقوّة اليوم وبدعم كامل مع النظام السوريّ ..
العروبة والاسلام جسد وروح .. آمنّا بالله .. لكنّنا نسأل هنا أنفسنا ومن كان يعتقد أنّ بعض معتنقي هذه المقولة من الّذين لامس ثباتهم على المبدأ “الخضّات” السياسيّة في المنطقة مؤخّراً ؛ كيف يتعنصر عربي ومسلم لأعراب مجرمون يعملون بالضدّ من تعاليم الاسلام دمّروا العراق وشاركوا في غزوه وسبق لهم وأنّ ورّطوه بحرب ثمان سنوات أمدّوه خلالها بالأموال وبالدعم الإعلامي طالبوه بعدها بما سبق وأن منحوه ! , في الوقت الّذي كانوا يمدّون إيران في تلك الحرب بالأموال من “تحت الطاولة” دون مقابل ودون مطالبة بإعادة تلك الأموال عقب انتهاء تلك الحرب ! وباعتراف الرئيس العراقي الراحل اعترف بذلك بعد الحرب يتكلّم في ذلك “اليوتيوب موجود ومن خمسة أجزاء” يستشيط غيضاً وألماً !  بينما العراق كان منشغلاً بالهتاف وقتها “تحيا الأمّة العربيّة وحذاء أيّ عربي لا مانع أن يدوس رقابنا ويعبر من فوقها ما دام عربي” ! في الوقت كان فيه العشرات يوميّاً من خيرة أبناء العراق يتساقطون في سبيل حفظ “عكل” هؤلاء الخليجيّون مخافة سقوطها .. وهل من المنطق اليوم يشاركون في تقسيم السودان وفي تدمير مصر وتونس وليبيا وسوريّا والقائمة تطول يسابقون الصلف الأميركي في تنفيذ رغباته ؟ .. هذا البعض “القيادي البعثي” لم يكن لديه مانع أن يشارك “حمد” فرحته بفوز بلاده بتنظيم “كأس العالم” بتنازلات قطريّة “للمجتمع الدولي” ألله وحده أعلم ما هي لكن الأيّام الّتي تلت أفصحت بما فيه الكفاية ! هذا البعض متجذّرة فيه روح التمنع عن الانسجام مع الآخر وفيه مقدّمة استعداد شخصي لاستعباد البشر ونشر العبوديّة لو أتيحت له واحدة من فرص ذلك رغمّ أنّه “دكتور!” دون التفاته لدور الفكر الانساني دهوراً طويلة ومسعاه الّلاهث الدؤوب فيها لإذابة شحوم التديّن والانحياز الديني والعرقي الّذي خلّفته عوامل الجهالة والعنصريّة بين خلق الله أشعلت جميع حروب الشعوب الّتي جرت بين الجنس الواحد , بينما هذا “الأفندي” لا زال مهووساً “بعروبة” عمياء نهى عنها الاسلام , ثمّ يردّد في مناسبة أخرى “العرب جسد روحه الاسلام” ! .. ونسأله هنا : هل من يودع الأرصدة التريليونيّة من الدولارات عائدات نفط الأمّة في مصارف أعداءها من “الكفرة” من الإسلام في شيء!؟ ..
ليبيا وقفت إلى جانب إيران في حرب الثمان سنوات الجزائر كذلك السودان وسوريّا أيضاً وموريتانيا عدا بقيّة العرب المتعاطفون سرّاً مع نظام الملالي في تلك الحرب بينهم ياسر عرفات “خوفاً وطمعاً” بأموال الخليج ورضا الرئيس العراقي رحمه الله في حين “فهمها” أولئك فكانوا أكثر صراحة وحذراً وتلميحاً في مقدّمتهم أنظمة ليبيا وسوريّا والجزائر اعتبروا تلك الحرب الّتي خلّفت بنهايتها مليون وربع المليون جندي عراقي بين قتيل ومفقود ومعوّق وأسير عدا من تيتّم وترمّل وعدا خسائر الإيرانيين لم تكن سوى “توريط” من أنظمة خليج النفط للنظام العراقي وللعراقيين ككلّ تقف خلفه بالطبع أميركا .. <يطلّ علينا في لقاء فضائي أحد الملتحين من أعراب إحدى مشايخ الخليج بوجه أصفر كالح وناشف وبنتف شعيرات يُقال أنّها لحية يفصح ما بلسانه النافث عن قلبه المؤمن يسبّ صدّام سبّاً وطعناً “على توريط الخليج في تلك الحرب” ! يتّهمه بعد مرور 22 سنة على إيقافها 1988 أنّ “صدّام” هو المتسبّب بحرب الثمان سنوات وبجميع مآسيها ويبرّئ نظام طهران> ! .. لربّما في شرع أصحاب الدين الجديد أنّ الكذب على الميّت حلال ! بغضّ النظر عن موقفنا من سلوك صدّام .. يعني ماذا كانت تنتظر عوائل جنودنا الّذين قضوا من قوم تتحرّك وعودهم مع حركة الرمال الراحلة باستمرار ..
قراءة المشهد قراءة سياسيّة وعمليّاتيّة عسكريّة في عموم المنطقة اليوم وفي العراق تقول أّنّ هنالك مخطّط أميركي ـ خليجي , بالتوازي مع ما يبيّت لسوريّا الآن , يجري عبر أنبوب من تحت رمال الصحراء بهدوء ودون ضجيج لاستبدال “النظام” العراقي الحالي بنظام يصلح لأن ينضوي تحته جميع العراقيين “ربّما البعث” ؟ , وذلك يخشى ما يخشاه النظام الإيراني منذ بدء غزو العراق ؛ لذلك فهذا المخطّط يسعى بلا هوادة , وحمّى وسعير التفجيرات الشبه يوميّة في العراق رغم الإنهاك المالي والبشري لمنع ذلك علاوةً على النهب العام لأموال العراق برواتب البرلمانيين وتقاعدهم الفاحش وإصرار الحكومة “لربّما هي جزء من تعليمات جهات التغيير” على عدم إجراء صارم وعاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أموال العراقيين علّها وهي خاوية تساعد على الفوضى أكثر وعلى فقدان الأمان لذلك فلربّما اتّخذ “أصدقاء إيران” في العراق ومنذ سنوات خطوات:ــ
مطاردة الأعضاء الفاعلين من قيادات حزب البعث منذ بداية الغزو ولغاية اليوم في الداخل العراقي أو في خارجه لربّما تحسّباً لمثل هذا التغيّر السياسي والعسكري في مسار الأحداث في المنطقة وفي العالم بناء على تساؤل مقلق وملحّ على الطرف الآخر : قد يُعيد على وقع نتائجها “المحرجة” الأميركي الجريح المنغمس في هزيمة محتملة اليوم سياسيّاً أو عسكريّاً حساباته فيعيد حزب البعث إلى السلطة مجدّداً وبمساع خليجيّة خاصّةً وأنّ بعض من قادة البعث متلهّفون للعودة “بكلّ السبل!” وذلك واضح من نشاطاتهم الاعلاميّة ..
كسب وترويض الكثير من القادة العسكريين في الجيش العراقي “السابق” بتوصية إيرانيّة واضحة ودمجهم مع الجيش الّذي أسّسه سيّء الصيت بريمر , وغالبيّة هؤلاء القادة بعثيّون أيضاً ..
دعوة جميع منتسبي الجيش العراقي مؤخّراً من ضبّاط ومطوّعون وضبّاط صف ونوّاب ضبّاط من الّذين تمّ تسريحهم بعد الاحتلال للانضمام مجدّداً لصفوف الجيش العراقي الحالي .. رغم أنّ خزينة العراق منهكة ولا تستطيع هذه الحكومة إيفاء رواتبهم الضخمة فيما لو عادوا ..
إصدار قرارات بإعادة جميع العقارات والممتلكات الّتي تخصّ البعثيين وإعادة من يرغب منهم لوظيفته … الخ
فهل أنّ هؤلاء القادة “البعثيّون” قد فهموا “اللعبة” ولذلك فلن يتورّطوا مجدّداً بمثل هذه الحرب “حرب ضدّ إيران” فيما لو حدث ما هو متوقّع وعاد البعث للسلطة ولأسباب عدة ؟ :ـ
على افتراض أنّ الكثير من قادة البعث الحاليّون , من هم خارج العراق أو في داخله , كان بالضدّ من حرب الثمان سنوات لعدم ارتياحه حينها من عمليّة إعادة مدّ جسور العلاقات بعد قطيعة بين النظام العراقي آنذاك وبين مشايخ النفط , لكنّه كان منضبط في تنفيذه الأوامر ..
وعلى افتراض أنّ التجارب المريرة الّتي عاشتها جماهير بلدان الربيع قد أزاحت عن الكثير من الالتباسات الّتي كانت مستعصياً فهمها
كما ويفترض أيضاً أنّ ارتباط أنظمة الخليج مع أميركا والغرب قد تمّ استيعابه من قبل بعثيّو الخارج على أنّه ارتباط عضوي مصيري لا مؤقّت , رغم أنّه ارتباط بهذا المستوى لدى الكثيرون من بقيت عقولهم مفتوحة مفهوم ومستوعب منذ عقود طويلة ..
وكما يُفترض بهم أيضاً قد أصبحوا أكثر قرباً وفهماً لأخطاء النظام السابق “وجلّ من لا يخطئ” كما وتفهّموا أكثر من ممّن بقي منهم في الداخل العراقي , وعمليّة هضمهم بشكل جيّد من منطلق حالة الاستقرار الّتي وفّرتها لهم الأجواء السوريّة المستقرّة وقتها وتفهّمهم للموقف السلبي من العراق الّذي اتّخذته الأقطار بمعارضتها حرب الثمان سنوات ..
وهنا تساؤل .. هل تماهي تلك الأقطار مع الآخر “إيران مثلاً” دون أيّ ضرر سياسي ألحق ببلدانهم نتيجة التعاطي الايجابي معها ذاك قد هضمته فعلاً قيادات البعث في الخارج وإنّ تلافي الحروب إنّ كادت أن تقع رغم إصرار الطرف الآخر عليها يمكن تلافيها بخبرات سياسيّة أنضج ؟
وعلى ذكر عمليّة الهضم “السياسي” .. فهل كان لابدّ وساعد هذه القيادات على “الهضم” إن حصل , كما يُفترض , أنّ “أبا لهب” مثلاً وهو عربي “قحّ” وعمّ الرسول يتلى في حقّه قرآناً إلى يوم الدين على سلبيّته القاسية مع رسالة ابن أخيه .. إذن سنستنتج أنّ أنظمة الخليج ليسوا “على راسهم ريشة” إذا ما كشفنا عن مشاركتهم المجرمين جرائمهم “ضدّ أبناء عمومتهم” وقد لا يسمح لهم بعد الآن أن يدوسوا على رقابنا مجدّداً بأحذيتهم القذرة ليعبروا من فوقها “لأنّهم ؛ عرقهم أكثر نقاوةً من عرقنا” !..
الكثير من قادة البعث “العراقي” يدينون بالكثير للنظام السوري الّذي وقف معهم ولم يقبل المساومة عليهم مع السلطات العراقيّة لدرجة أنّ الرئيس السوري “ضرب على صدره” قائلاً جواباً عن سؤال لصحفي : “العراقيّون جميعاً ضيوف عندي أنا شخصيّاً” .. ولا ننسى كيف انّ الرئيس السوريّ رفض طلبين من السيّد طالباني لإعادة القادة البعثيين إلى العراق وردّ طلب السيّد المالكي مرّتين في نفس الشأن ممّا امتعض له الأخير وجوبه بردّ أيضاً وقتها ! ..
اليوم الشارع العراقي بدا وكأنّه يُنَضّج “للضيف” القادم  , لربّما .. فقد لاحظت ذلك المؤشّر بنفسي .. فقد اختلف أكثر الشارع العراقي عمّا كان عليه في زيارتي السابقة قبل أشهر .. ومن دون مبالغة بل لربّما ما أسرد بعضه فيه اختزال كثير في الوصف أو في نقل ما حدث أثنائها من مجادلات عشوائيّة ؛ حيث بتنا اليوم نسمع في العراق “وبأذنيّ هاتين” سمعت عدّة “مناقشات” جرت في أماكن مختلفة من بغداد  .. ففي داخل منشأة داخليّة عامّة “كوستر” ينادي علاوي علاوي ركبته بعد أن ضاعت عليّ معالم بغداد بسبب الجدران الكونكريتيّة المالكيّة الجميلة الرائعة ممّا سبّب لي مشاكل مع سوّاق التكسيّات الّذين أستأجرهم في العناوين الّتي تهت عن تشخيصها .. جرى في المنشأة مثلاً الكثير من نقاش يطريقة الفهم الشعبي من طرحه وناقش به أناس خليط من شرائح متقاربة اقتصاديّاً وانتماءً يُطلق على بعضهم “عتّاكة” , وأناس أهل عكل “عكل ثخينة” وبسطاء آخرون من جملتها : “صدام حسين جان هوّه الدوة .. بس هوّه لو جان شبّع بطون “الذيابه” وترك الجلاب جوعانه جان ماصار بالعراق هاللي صار” .. “إحنه أهل الناصريّة ضحّينه جثير زمن صدّام ووكفنه ويّاه للعجس .. و .. إحنه أهل الجنوب اللي قاتلنه الامريكان من طبّوا أكثر من الباقين .. ولوما تظاهراتنه إحنه وأهل البصرة والعمارة ما جان وقعوا عله قانون “التُقُعُّد” يعني قانون التقاعد .. إحنه أهل الفالة والمكوار اللي معلكينهن اثنيناتهن البريطانيين بالمتحف عدهم ..
 وفي نفس اليوم .. وفي نقابة مهمّة : “هاي جيتي  من زيارة قبر “الشهيد” صدّام ؛ طلعت اليوم الفجر من العمارة كبل لهناك وستوني هاااا أهّا .. رجعت البغداد ووصلت للنقابة” ! ..