18 ديسمبر، 2024 6:12 م

هل سيدعو السيستاني الى السلام مع إسرائيل من أجل إيران ؟

هل سيدعو السيستاني الى السلام مع إسرائيل من أجل إيران ؟

مادامت مرجعية السيستاني دخلت اللعبة السياسية في العلن منذ عام 2003 وشاركت في كتابة الدستور من خلال ممثلها أحمد الصافي ، ثم إستخدمتها إيران كغطاء للأحزاب الشيعية .. فكل شيء متوقع من هذه المرجعية الإيرانية ، وتصريح نائب رئيس الوزراء بهاء الأعرجي قبل عدة أيام حول توقعاته بأن يصدر قرار التطبيع مع إسرائيل من النجف .. هذا الكلام ليس عابرا ، بل ان الأعرجي مصدر مطلع على خفايا الأمور ، وتصريحه له مقدمات واقعية ملموسة .

فهل سيدعو السيستاني الى السلام والتطبيع إسرائيل كي يمهد الطريق امام إيران لعقد معاهدة سلام مع أميركا وإسرائيل ؟

مسار الأحداث واضح .. سواء فاز ترامب .. أم بادين في الإنتخابات الأميركية فإن إيران ستركع وتخضع لعقد صفقة مع : أميركا والسعودية وإسرائيل ، بعد إنهيار مشروع الهلال الشيعي وفشل تمددها في المنطقة ، بل وتعرض كبرياء إيران للإذلال والإهانة نتيجة تواصل ضربات الجيش الإسرائيلي اعلى القواعد الإيرانية في سوريا والعراق وايضا ضرب الميليشيات العميلة لدى إيران في ظل عجز إيراني على الرد مما كشف زيف شعاراتها العنترية وجعلها اضحوكة امام العالم ، زائدا الحصار الإقتصادي الخانق ، وكل من يعرف طبيعة الإيراني الذي يحب المال لدرجة العبادة يدرك حجم تأثير تردي الأوضاع الإقتصادية في إيران .

أولى خطوات التطبيع بدأتها إيران عندما أمرت عملائها في لبنان بأن يعترفوا بالدولة الإسرائيلية ويبدأوا معها مفاوضات ترسيم الحدود ، ومعروف المفاوضات تتم بين دولتين أحدهما تعترف بالأخرى ، وهي رسالة إيرانية واضحة ، وقد كانت أميركا وإسرائيل في غاية الذكاء عندما أجبروا شيعة لبنان على إعلان خبر بدء المفاوضات كي لاتحدث فيما بعد مزايدات إعلامية وشعارات ثورية فارغة ، وبالفعل ظهر على وسائل الإعلام رئيس البرلمان وهو شيعي من جوقة أصحاب الشعارات الثورية ضد إسرائيل ليعلن خبر موافقة لبنان على المفاوضات ، علما لبنان الحالي هو مختطف ورهينة بيد ميليشيات حزب الله التابع لإيران ولايمكن الشروع بهكذا خطوة دون الموافقة الإيرانية .

وإذا كانت إيران تفاوضت مع صدام حسين الذي حاربته ثمان سنوات وأقامت معه علاقات دبلوماسية وتجارية ، فما المانع ان تعقد مع السعودية وإسرائيل صفقات سياسية برعاية أميركية .. خصوصا ان النص الديني القرآن والسنة .. نص مطاط وحمال أوجه ويمكن إستثماره في تبرير هكذا صفقات وتسويقها .. ولهذا سيمهد السيستاني الطريق لإيران كي يرفع الحرج عنها وسيطلق الضوء الأخضر للتطبيع والسلام مع إسرائيل .

طبعا نحن مع حق العيش للشعب الإسرائيلي العظيم وإقامة دولته ، والإرتباط بعلاقات سياسية وإقتصادية بين العراق وإسرائيل ، فالعراق مصير تقدمه العلمي والاقتصادي يتطلب الإنفتاح على دول أوربا وأميركا وإسرائيل .. اما عن ( حمير الشيعة ) الذين خدعتهم إيران وضحكت عليهم بشعاراتها العنترية وثورياتها الفارغة ، فإن هؤلاء ( الحمير ) الجهلاء والعملاء سترميهم إيران في مزبلة الخيانة بعد ان إستخدمتهم ضد أوطانهم في لبنان والعراق .