السياسة بحر من العلوم والفرضيات ودراسة النتائج و استبدالها بفرضيات جديدة وخطط واتجاهات مرحلية قابلة للتغيير حسب الظروف التي يكون الإصرار فيها بالوقوف ضد التيار ذو نتائج سلبياتها اكثر من ايجابياتها لا سيما وان كان هذا الانسياق والتغيير لا يتعدى على الثوابت . كما انها تعرف بالعلاقة بين الحكام والمحكومين ,ونحن لن نتحدث عن سياسة حزب البعث وثوابته الخاصة باموره السياسية و الحياة لان الجواب سيكون جاهزا وواضحا بالنفي هنا , لكن سنتحدث من منطلق فلسفي ذلك ان الفلسفة السياسية تكون سببا للرغبة في التفكير في ما تطرحها الحياة السياسية من مشكلات، تستعصي على الفهم والحل، كي توجد مخرجا للسياسة المعينة حتى تبحر في غير شطئانها ..
يعتبر جون جاك روسوالفيلسوف الفرنسي احد منظري الثورة الفرنسية، وهوصاحب نظرية العقد الإجتماعي التي قد تكون امرا ضاغطا هنا تمنع مثل هذا التقارب بين النقيضين بيد ان أفلاطون الفيلسوف اليوناني كان قد سبقه في شرحه للتنظيم السياسي والعدالة والنظام الاجتماعي بشكل عميق لكن يعاب عليه بأنه كان يفصل الأمورعن الواقع لذلك فنحن انسياقا لهذين الفيلسوفين سنتفلسف هنا من منطلق دغدغة الواقع ومدى تأثيره على امور الحياة وكيفية انبعاث احتمالية تلاق او تخاطب الضدين بحيث نتجاوز عنهما مرة ونستقي منهما تارة أخرى !.
واذا كان حيدر العبادي عضوا في حزب الدعوة , الحزب المحظور ايام البعث وذلك بسبب ولائه الطائفي واهدافه التي تخدم اعداء العراق وشعبه و بسبب الجرائم التي اقترفها قبل الاحتلال و بعده وخان الشعب فيها فاصبح طابورا خامسا لايران على حساب الوطن ومصالح الشعب العراقي ولمحاولته الفاشلة في اغتيال رئيس جمهورية العراق ..
وبمداخلة بسيطة عن الأحقية في حظرحزب وطني وهو حزب البعث لحزب عميل لغير دولة هو الدعوة ومدى الاحقية في هذا الاجراء نجد ان البعث كان يمتلك الاحقية القانونية والسببية في منع حزب طائفي تكفيري قام بعدة جرائم وحرض الشعب على الطائفية وكراهة الاخرين وخلق الفتنة بين ابناء الشعب الواحد , نجد ايضا ان حزب الدعوة خلال تمكين امريكيا له بزعامة الحكومة العراقية قد اثبت ان حزب البعث كان محقا في قراره ضده لذلك فان حزب الدعوة نتيجة فشله الذريع من الخروج من تبعيته وتنفيذه مصالح ايران على حساب مصالح العراق قد فقد حظه في قيادة هذه الحكومة مستقبلا ان لم تقلب الطاولة على رؤوس اعضائه داخل البرلمان في الاشهر الاولى من العام القادم لا سيما وان كثير من اعضائه ومؤيديه قد هربوا خارج العراق او في طريقهم او تركوا الحزب او تحالفوا مع غيره اوانضموا الى احزاب اخرى اكثر حبا للعراقيين والعراق ف12 سنة الماضية كانت كفيلة بان يشاهد ابسط انسان ان قيادة حزبهم الانانية (تتملير وتتضخم ثرواتها ) بينما العراقي غارقا في وحل المشاكل الخدمية والحروب العبثية التكفيرية التي ادخله هذا الحزب فيها فسقط الالاف قتلى نتيجة قرار زعيمهم بالانسحاب وفرار قادتهم .كل هذا وانا اتحدث عن اولئك المغرر بهم والذين دفعهم الشذوذ الطائفي لاتباعهم وتأييدهم .ناهيك عمن هو ضدهم بالاساس.
نقول اذن يحلم حزب الدعوة مرة اخرى لو اعتقد ان هناك شعبا ومناصرين سينتخبوا اعضاءه الفاشلين مرة اخرى لماذا ؟, السبب واضح لانه اثبت لكل العراقيين من ان البعث كان محقا في قرار حظر نشاطه في العراق وانه لا يلام على ذلك , لانه حول العراق الى دولة فاشلة بكافة المقاييس وعلى كافة المستويات ينتشر فيه الفساد في كل مؤسسات الدولة اذا صح تسميتها دولة !
لا ننسى ايضا ان الوصي والمنفذ لقرار اجتثاث حزب البعث هو الدعوة نفسه بحيث يكون سببا رئيسيا وبدفع من ايران لافشال أي مشروع تصالحي او خاصا بانهاء هذا القرار الاجرامي يدفعهما وسواسهما والرعب الذي يعيشانه لمجرد سماع اسم الحزب ذلك ان ايران ذاقت المهانة في القادسية الثانية على يد جنود البعث وان حزب الدعوة يعرف ان دواءه السام هو البعث .!
ووفقا لكل تلك الدلالات المتناقضة القوية فهل ابقت هذه الافخاخ مجالا لايجاد فلسفة سياسية تهيء بابا يمكن ان يلتقي منه النقيضين؟..وكيف وما هي الشروط ؟.
هذا ما سنلقي الضوء عليه في الجزء الثاني لهذا المقال .