23 ديسمبر، 2024 11:08 ص

هل سيدعم حزب البعث حيدرالعبادي ؟! – 2

هل سيدعم حزب البعث حيدرالعبادي ؟! – 2

قلنا ان الدلالات متناقضة منها وجود المالكي على رأس الهرم للدعوة الذي سيزيد تناقضا اخر لا يمكن ان يتم التعامل معه وكما يبدوا فان المالكي  يمتلك وسواسا قسريا يحركه بالرفض من أي شيء حين يسمع اسم البعث معه ,لانه يعلم علم اليقين من ان البعث حزبا غير طائفيا ووطنيا قوميا ولا مكان له ليعيش فيه في ظل تواجد الحزب ..هذا الحزب الذي ظل يقلق منامه ومنام الاسياد في طهران بحيث لم يتركوا صغيرة وكبيرة تؤذي الحزب الا واستعملوها لكنه اشبه بالشجرة التي جذورها موغلة في العمق ما ان تقطع فيها غصنا حتى ينبت بدله غصنا اخر .. 
أيّهذا الشّاكي وما بك داء  — كيف تغدو اذا غدوت عليلا؟!  ..ايليا ابو ماضي
فيا اخوان هذه الدنيا يخطـئ من يعتقد انه يستطيع ان يلوي ذراعها ويسخرها لمصلحته على حساب المصلحة العامة , فلا بد وان يأتي يومك ايها المتجبر المغرور استهتارا فحتى لو نجى المجرم من العقاب الدنيوي فانه لن يعمر الى ما لا نهاية و (  وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِى ٱلْخَلْقِ  أَفَلَا يَعْقِلُونَ  ﴿٦٨﴾ يس .) لذلك فان الله يمهل و لا يهمل, وعليه فان الفرصة سانحة امام العبادي لان ينتهزها لا سيما وانه يتعرض للخيانة من اقرب الناس اليه ومن داخل حزبه وبهذه الحالة فان كل قوانين الارض والسماء تجيز الدفاع عن النفس ,ولن يلومه احد في تحالفاته الجديدة التي ستنجيه بلا شك من كيد الكائدين !. ولن يلومه احد ان تخلص مما يثقل كاهله .
اذن مالذي يفترض ان يعمله العبادي ؟
يمكنه هنا الاستفادة من العلاقة بين الزمن والتغيير الذي سيلجأ اليه من خلال السعي على زيادة سرعة عمله بهذا الاتجاه ليقلل الفارق الزمني ,كي يستطيع ان يدرك ويلحق (باللحظة ) التي فتحت له. وعليه فالتنفيذ في الوقت المناسب يكون سببا رئيسيا في النجاح وكما يقال فان ما تفكر فيه هو بمثابة خطة في المستقبل فلا تتخيل ما لا تريده .! ومن هذه الافكار : النئي جانبا عن الدعوة والغاء الاجتثاث و التأسيس لتغيير الدستور ولو على مراحل وعن طريق لجنة يكون للبعث وغيره من القوى الوطنية فيها قوة التغيير والتأثير في القرار.
والان .. ما هو الباب الفلسفي الذي قد يركن اليه البعث ليجعله المدخل الاولي من اجل التعاون مع العبادي ؟..لا شك ان  العمل على انهاء الصراع والاتجاه لبناء العراق بدل مرحلة الضياع التي اوجدنا فيها حزب الدعوة هي السبب الرئيسي .. فوفقا لكل تلك الدلالات المتناقضة القوية يبقى المجال مفتوحا لايجاد فلسفة سياسية تهيء ما يمكن من خلالها التقاء النقيضين؟..كيف  وما هي الشروط ؟.
الفلسفة البعثية التي يمكن ان توجد هنا لا بد وانها ستتولد من الاقتناع بقانون انيشتاين الذي يقول فيه (من المستحيل أن نعرف أن جسمًا ما في حالة حركة أو في حالة سكون إلا بالرجوع إلى جسم آخر )  فلكي يبق الحزب في ديمومة الحياة فلا بد من أن يمس الاجساد الاخرى ويتعامل معها والا بقت حالة السكون كما هي وتبلورت سلبيات الواقع لتتحول الى يوميات معتادة في الابتعاد عن صنع القرار الصائب او المشاركة فيه  وهذه الفلسفة تنطبق على الجميع , فانت حين تبطئ في حركتك فانك ستدرك عن طريق تثاقل جسمك وقصوره الذاتي من انك تعيش على واقع غيرمتحرك واذا كان الامركذلك فلن تلحق بالزمن ! وستضيع عليك اللحظة , هو ليس خنوعا اضطراريا بقدر ما هو تبلور لفكرة مفادها التفاعل مع الحياة وما يمليه واقعها . لذلك فالمسألة لن تكون وكأنها هدية مجانية.. فلكي ينتقل الفكر من تلك المرحلة الرافضة الى مرحلة التلاق يتوجب ان تتولد قناعات نتيجة اعمال يفترض ان تحدث  من الطرف الاخر بالفعل لا بالكلام فمثال هيئة حركة الجسم يطبق على الكل ايضا  .
الكرة اذن بيد السيد العبادي فهل سيختار الدعوة ام العراق؟!