في تقرير بريطاني : (ان العراق قد يخلو من المسيحيين بعد (5) سنوات) نعم إذا سارت الاحوال المزرية بالشكل الذي نراه اليوم فأن المسيحيين سيغادرون العراق، ولقد شرعوا بمغادرته فعلاً، الى كردستان أو الى الغرب، والمتتبع لأوضاع المسيحيين العراقيين كان يتوقع خلو البلد منهم في يوم ما، فالمسيحيون في عد تنازلي منذ فقد العراق المسيحي هويته المسيحية بعد دخول الاسلام اليه، وتحول (العراق) من مسيحي الى مسلم، بفعل تسليط السيف على رقاب اهله وقتلهم وصلب تلك الهوية، ومنذ ذلك الزمن والمسيحيون يصلبون. في مذبحة الاشوريين التي نفذها الجيش العراق عام 1933 بقضاء (سميل) قرب دهوك قتل ما بين 4000 الى 8000 مسيحي فيما توجه الالاف منهم الى الغرب، وفي حرب الخليج الاولى قتل اكثر من 6000 مسيحي في محافظة نينوى وحدها وذلك في حرب طائفية لم يكن لهم فيها (ناقة ولاجمل) ما دفع بالالاف من شبابهم للهجرة الى الخارج، والانكى من ذلك أنهم تعرضوا الى التعريب وارغموا على تصحيح قوميتهم كما تم منع تسجيل الاراضي والدور باسمائهم، وفوق هذا كان عدد المسيحيين يقترب من المليونين قبل سقوط النظام السابق، وبعد عام 2003 راح الارهاب يحصد ارواحهم ويدمر كنائسهم ويذبح شبابهم ورجال دينهم الى درجة ان اعدادهم الان هي بين 400,000 و 500,000 نسمة منهم 130 الف في العراق والبقية في الاردن ولبنان وتركيا بانتظار الرحيل ولقد قتل منهم اكثر من 1000 مسيحي قبل احتلال داعش للموصل وجراء الارهاب الاسود حصلت موجتا نزوح لمسيحي الموصل الى كردستان في العقد الاول من هذا القرن . وبعد حزيران 2014 فان الموصل والمدن المسيحية الكبيرة في سهل نينوى: بغديدا، تلكيف، برطلة، باطنايا، وكرمليس اخليت بالمرة من المسيحيين الذين كانت كردستان محطتهم الاولى ومنها بدأوا بالأنتقال الى العالم المسيحي. والهجرة الى الخارج تجري بوتائر سريعة بالرغم من استقبال كردستان الحار لهم، عليه فان تنبؤ التقرير البريطاني بحلول يوم يكون فيه العراق بلا مسيحيين، صائب. ويتحمل الغرب ظاهرة افراغ العراق من المسيحيين، بسبب معارضته لقيام الدولة الكردستانية، ما يجعل وضع المسيحيين في كردستان قلقاً ايضاً. وبدون حصول كردستان على الاستقلال فان الاقليات الدينية كافة ستكون عرضة للفناء والزوال بل وحتى الشعب الكردي أيضاً. فألى متى يبقى الغرب متفرجاً على نزوح المسيحيين من بلدهم؟ كما ويتحمل حكام العراق جزءا كبيرا من المسؤولية ايضا لعدم اهتمامهم بالمسيحيين واتخاذهم موقف المتفرج من الهجرة المسيحية. ان هجرة المسيحيين من بلدهم العراق هجرة للثقافة والفن والابداع والنزاهة والاخلاص والنقاء والاستقامة والصدق كونهم بناة الثقافة والعلم والمدنية في العراق. عليه يجب تضافر الجهود للحيلولة دون افراغ العراق من المسيحيين والذي يعود بالضرر الى العراقيين كافة. ان لغة الارقام تقول ان الاحداث الحالية والتعصب الديني للتيارات الاسلامية المتطرفة تقودان الى جعل العراق خاليا من المسيحيين بالمرة.